شددت صحيفة "
الأخبار"
اللبنانية المقربة من
حزب الله، على تعمد الأخير بث "رسائل استراتيجية وعملياتية وردعية" إلى دولة
الاحتلال الإسرائيلي، من خلال كشفه عن منشأة سرية تحت الأرض، بداخلها شبكة كبيرة من الأنفاق المخصصة للصواريخ الثقيلة المحمولة على شاحنات.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن "حزب الله عرض بعضا من مقتضيات المرحلة الجديدة التي دخلتها المعركة بين المقاومة وجيش العدو إسناداً لغزة ودفاعاً عن لبنان، عبر الكشف عن بعض قدراته الاستراتيجية والصاروخية".
وأشارت الصحيفة المقربة من حزب الله، إلى أهمية دلالة التوقيت الذي بث فيه الحزب المشاهد المصورة في فيديو "عماد-4"،، موضحا أن الحزب "أراد توجيه أنظار العدو إلى بعض تفاصيل القدرة؛ بهدف تعميق الردع، ودفعه إلى تقليص أي خطأ في التقدير يورط نفسه والمنطقة في خيارات عسكرية واسعة".
وتظهر اللقطات التي بثها حزب الله، الجمعة، أنفاقا ضخمة يبدو أنها حفرت داخل جبال، وتتسع لشاحنات وراجمات صواريخ كبيرة الحجم، وبداخلها بوابات وممارسات متعرجة ومسافات كبيرة.
وظهر مقاتلو حزب الله داخل الأنفاق، التي تحتوي على شبكة إضاءة بالكامل، فضلا عن أماكن بها أجهزة كمبيوتر واتصالات، خلال نقل شاحنات الصواريخ إلى بوابات إطلاق تفتح بشكل آلي، تصطف عندها راجمات الصواريخ قبل استخدامها في القصف.
وتحمل المنشأة -وفقا للمقطع المصور- اسم "منشأة عماد 4"، وتضمنت المشاهد مقتطفات من خطابات سابقة للأمين العام لحزب الله، كان يتحدث فيها عن منشآت صواريخ دقيقة وغير دقيقة موجودة في سرية ممتازة، وفق وصفه، ستستخدم لقصف الاحتلال في حال أقدم على شن حرب على لبنان.
بحسب صحيفة "الأخبار، فإن هذا الكشف "سيتحول إلى أداة إقناع إضافية لأحد الأطراف حول محدودية جدوى أيّ خيارات متهوّرة قبل أو بعد ردّ حزب الله القادم على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر".
وتسود حالة من الترقب في الأوساط الإسرائيلية على وقع التوقعات باقتراب رد محتمل من إيران وحزب الله، عقب اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية في طهران، والقيادي العسكري البارز في الحزب اللبناني فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قال في كلمة له، إن الحزب ملتزم بالرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر، كما أن إيران تلتزم بالرد على استشهاد رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية في طهران، بالإضافة إلى رد اليمن على قصف الحديدة.
وفي إطار أهداف بث المشاهد على المستوى العملياتي، قالت الصحيفة اللبنانية إن الفيديو هدف إلى إخبار الاحتلال الإسرائيلي أن قدرات حزب الله الصاروخية والعسكرية "مُحصنة إلى حد أنها تشكل تحديا جوهريا حول كيفية التعامل معها، وتفرض نفسها على مؤسسة القرار في ظل محدودية نتائج أي خيار عدواني".
كما هدف المقطع المصور، بحسب الصحيفة ذاتها، إلى فتح باب التوقعات أمام قادة الاحتلال الإسرائيلي حول ما يخفيه حزب الله من قدرات، بالإضافة إلى "تعزيز الشكوك لديهم بما يفترضون أنهم يعلمونه عن قدرات" الحزب اللبناني.
وأشارت الصحيفة إلى أن "ما لم يتم كشفه أعظم بكثير، خاصة أن حزب الله حريص على التمسك بعقيدة المفاجآت التي تشكل أحد أهم مداميك عقيدته العسكرية"، معتبرة أن بث اللقطات المصور جاء "بشكل مدروس يلبي متطلبات صناعة المستقبل في هذه المعركة الممتدّة من غزة إلى مختلف ساحات محور المقاومة".
ومنذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تتواصل الهجمات المتبادلة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت حدة التوترات على خلفية اغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر، وتوعد الحزب اللبناني بالرد على الاحتلال الإسرائيلي.
وفي حصيلة مرشحة للزيادة، تسبب القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان في استشهاد 547 شخصا وإصابة 1765 آخرين بجروح منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حسب وزارة الصحة اللبنانية.