قررت
الكنيسة المشيخية الأمريكية سحب دعمها
المالي لـ"إسرائيل"، داعية الشركات المساهمة في انتهاكات حقوق الإنسان في
فلسطين إلى تغيير موقفها.
وبحسب تقارير صحفية، قررت الجمعية العامة
للكنيسة المشيخية الأمريكية، الأربعاء الماضي، اتخاذ بعض الإجراءات المتعلقة بـ"إسرائيل".
وقررت الكنيسة التي تضم 8 آلاف و800
كنيسة ومليون عضو في الولايات المتحدة وبغالبية الأصوات "إنهاء الدعم المالي لإسرائيل،
وسحب أموال الكنيسة من السندات الإسرائيلية".
وذكرت الجمعية العامة للكنيسة أنه سيتم
تشجيع شركتين (لم تسمهما) تزودان "إسرائيل" بمحركات الطائرات وبتكنولوجيا
(تقنيات) الذكاء الاصطناعي على تغيير مواقفها.
وأشارت إلى أن الشركتين ساهمتا في انتهاكات
حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين.
وفي تموز 2022 صوتت الكنيسة المشيخية في
الولايات المتحدة، لصالح قرار يصنف "إسرائيل" دولة فصل عنصري.
ووُصف القرار بأنه أول موقف من نوعه تتخذه
واحدة من الكنائس البروتستانتية الرئيسية في الولايات المتحدة.
ونص قرار الكنيسة على أن قوانين "إسرائيل"
وسياساتها وممارساتها ضد الشعب الفلسطيني تطابق تعريف القانون الدولي للفصل العنصري
(أبارتهايد).
أصول الكنيسة المشيخية الأمريكية
المشيخية (أو النظام المشيخي أو البريسبيتاريّة)
تشير إلى عدة كنائس مسيحية تتبع تعاليم العالم اللاهوتي البروتستانتي جون كالفين وتنظم
تحت حكم مجالس شيوخ بشكل ديمقراطي. فيوجد في كل مجمع دورة مكونة من شيوخ حاكمين وشيوخ
معلمين.
وفي الولايات المتحدة تعد الكنيسة
المشيخية طائفة من طوائف البروتستانتية، وتنقسم إلى قسمين: محافظة وليبرالية، فاستقلت
مجموعة المحافظين تحت ما يسمى الكنيسة المشيخية الأمريكية (PCA) ولهم حوالي 335
ألف عضو.
بينما استمر الجانب الليبرالي تحت ما يسمى
الكنيسة المشيخية بالولايات المتحدة (PCUSA) ويصل عدد أتباعها إلى
حوالي 1.7 مليون عضو، وهي الكنيسة التي اتخذت قرار عدم التعامل مع
"إسرائيل" ومن قبل اتخذت قرارا باعتبار "إسرائيل" دولة فصل عنصري.
وتعود أصول ذلك إلى الحرب الأهلية الأمريكية
في القرن التاسع عشر حين انفصلت الكنيسة المشيخية في جزأين، أحدهما في الشمال والآخر
في الجنوب. وبعد قرن تام، دخل الطرفان في حوار حول المصالحة. ولكن بعض الكنائس المحافظة
في الجنوب اعترضت على المصالحة، نظراً لوجود الليبرالية في الشمال. فاجتمعت الكنائس
المحافظة هذه في مدينة بيرمنغهام، ألاباما، عام 1973، وشكلت طائفة جديدة اسمها الكنيسة
المشيخية الوطنية. ولكنها اضطرت لتغيير اسمها بعد احتجاجات كنيسة شمالية بنفس الاسم،
وفي عام 1974 أصبحت الكنيسة المشيخية في أمريكا.
وميزت "بي سي إيه" نفسها عن الكنيسة
الليبرالية الأكبر "بي سي يو إس إيه" التي رفضت ألوهية المسيح وعصمة "الكتاب
المقدس"، كما أنها أقرت قيادة النساء على الرجال في الكنيسة.
خصائص:
تركز الكنيسة الإنجيلية المشيخية على كلمة
الله في الإنجيل كأساس للعبادة والإيمان فلا يحتفون بالقديسين أو بالأيقونات. وتنقسم العبادة
عندهم إلي ثلاثة أنواع: عبادة الجمهورية و فيها يشترك كل أعضاء الكنيسة في العبادة،
والعبادة العائلية التي تقوم بها الأسرة معا، والعبادة الفردية التي يقوم بها الشخص
منفردا و تشمل العبادة التسبيح و قراءة "الكتاب المقدس" والصلاة إلى
جانب الخدمات والأنشطة الروحية المختلفة.
تعتمد الكنيسة المشيخية في نظامها علي النظام
المشيخي، وهو نظام ديمقراطي يعتقدون أنه مستمد من "الكتاب المقدس" وفيه تتكون
الكنيسة من أعضاء و لكل عضو دور معين و يجب أن يؤدي كل عضو دوره بالتعاون مع باقي الأعضاء،
كما أن هذا النظام الديمقراطي يعطي أعضاء الكنيسة حق انتخاب مجلس من الشيوخ والشمامسة
لينوب عن الكنيسة في إدارة أعمالها وتيسير مصالحها. ويعطى لهذا المجلس حق انتخاب أو
انتداب أحد أعضائه ليمثل الكنيسة مع قسيسها أمام المجمع فيكون المجلس مسؤولا أمام الله
والكنيسة و المجمع المشيخي.
يعلو هذا المجلس المجمع المشيخي الذي يتألف
من عدد من الكنائس في منطقة جغرافية معينة، فيدير شؤون الكنائس في منطقته ويفحص أحوالها
ويعطي تصريح الخدمة للمرشحين و رسامة القساوسة أو إلغاء رسامتهم أو نقلهم أو عزل الشيوخ
والشمامسة متى رأى ذلك في مصلحة الخدمة.
وهناك السنودس وهو الهيئة الكنسية التي تعلو
المجمع المشيخي، ويعتبر المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية فيوجه الكنائس والمجامع
والفصل في الأمور الخاصة بالعقيدة وإدارة القسس والخدام والإشراف على الأعمال العامة
الخاصة بالمجامع وتتمتع سلطة السنودس بنفوذ أعلى من المجامع.