حسم الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ
الغزواني، السابق الرئاسي لصالحه من الجولة الأولى، وبفارق مريح على أقرب منافسيه في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس السبت، وعرفت نسبة إقبال متوسطة بلغت 55 بالمئة.
وبعد فرز نسبة 95% من مراكز الاقتراع، أظهرت النتائج تمكن الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني من حصد 55% من أصوات الناخبين، فيما حصل أقرب منافسيه، وهو الناشط الحقوقي المعارض بيرام الداه اعبيد، على نسبة 23%.
ووفق النتائج شبه النهائية التي أعلنتها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات (جهة الإشراف) عبر منصتها الإلكترونية، حل ثالثا حمادي ولد سيدي المختار، رئيس حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (إسلامي معارض) بـ13 بالمئة.
وفي المرتبة الرابعة، جاء المحامي والنائب المعارض العيد ولد محمد بـ3.46 بالمئة، وفي المرتبة الخامسة السياسي مامادو بوكاري بـ2.24 بالمئة.
بينما جاء في المرتبة السادسة الطبيب المعارض أوتوما سومري بـ2.14، وأخيرا في المرتبة السابعة مفتش المالية محمد الأمين المرتجى الوافي بـ0.98 بالمئة.
وقالت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، إن الاقتراع جرى في ظروف ملائمة، "حيث قال الشعب كلمته دون تأثر أو تأثير، في غياب أي إكراهات تذكر".
وأشار المتحدث باسم اللجنة محمد تقي الله الأدهم -في مؤتمر صحفي مساء الأحد- إلى الشركة التي قال إن اللجنة نسجتها مع جميع أطراف العملية الانتخابية، مؤكدا حرصها الدائم على الوقوف مسافة واحدة من الجميع وبحياد تام".
رفض الاعتراف وتلويح بالشارع
وبعد الإعلان شبه النهائي للانتخابات الرئاسية الموريتانية، أعلن المرشح الذي حل ثانيا الناشط الحقوقي بيرام الداه اعبيد، رفضه الاعتراف بالنتائج المعلنة، ملوحا بنزول أنصاره للشارع.
وقال في مؤتمر صحفي، مساء الأحد، في
نواكشوط، إنه سيعتمد فقط "ما توصلت إليه إدارة العمليات الانتخابية التابعة لحملته، وسيقرر بناء على تلك النتائج النزول مع أنصاره إلى الشارع".
وأضاف أن إدارة حملته تحقق في النتائج الواردة في محاضر الانتخابات، ولن يقبل "التزوير"، متهما اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بالتحضير لـ"انقلاب انتخابي"، فيما لم يصدر على الفور تعليق من اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بشأن ما صدر عن المرشح الداه اعبيد.
وبعد إعلان رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات والتلويح بالنزول للشارع، حاصرت الشرطة الموريتانية مقر حملة المرشح بيرام الداه اعبيد.
أبرز رسائل الانتخابات
ويرى متابعون أن نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت السبت، حملت العديد من الرسائل بشأن الخريطة السياسية الموريتانية.
وفي هذا السياق، يرى سليمان الشيخ حمدي، وهو خبير أمني واستراتيجي ومدير مركز رؤية للدراسات، أن نتائج الانتخابات بعثت برسالة مفادها أن الرئيس المنتهية ولايته والفائز في هذه الانتخابات بولاية رئاسية جديدة، ما زال مقنعا بالنسبة لكثير من الموريتانيين.
وأضح في تصريح لـ"عربي21" أن الغزواني استطاع بالفعل أن يقنع ناخبيه بضرورة التجديد له لولاية رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات، مشيرا إلى أن الانتخابات أظهرت أيضا الحاجة لمواصلة البرامج بشفافية أكبر.
ولفت إلى أن ثمة تحديات أمنية واقتصادية، من المفترض أن يتم التركيز عليها خلال الولاية الثانية للغزواني، منبها في هذا السياق إلى الأوضاع في دولة مالي المجاورة التي تعيش اضطرابات أمنية وتنشط فيها العديد من التنظيمات المسلحة.
وأضاف أن الانتخابات أظهرت أيضا أن المرشح بيرام الداه اعبيد استغل شعور شريحة الحراطين (الأرقاء السابقين) بالتهميش، واستطاع بالفعل حصد نتائج كبيرة في هذه الانتخابات.
بدوره، قال مدير "منتدى آوكار للثقافة والإعلام" سيد أحمد ولد باب، أن الغزواني استطاع بالفعل كسب ثقة غالبية الناخبين، نظرا للإنجازات التي تحققت، والدور الذي قام به في تطوير المؤسسة الأمنية والعسكرية.
واعتبر ولد باب في تصريح لـ"عربي21" أن نتائج هذه الانتخابات أرسلت رسالة واضحة، هي أن المرشح بيرام الداه اعبيد مرشح قوي، حيث استطاع "استغلال الشعور بالغبن لدى شريحة الأرقاء السابقين لتحقيق نتائج مهمة".
وأضاف ولد باب أن حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (إسلامي معارض) الذي دفع برئيسه حمادي ولد سيد المختار للسابق الرئاسي، حصد نتائج مهمة مقارنة بالانتخابات الماضية، مضيفا أن نتائج الحزب أكدت أنه حزب مؤسسات صاعد، ولم تؤثر عليه بشكل كبير الانسحابات الأخيرة منه.