تابع الإسرائيليون بكثافة
المناظرة الرئاسية الأمريكية بين الرئيس الحالي جو
بايدن، المرشح الديمقراطي، والرئيس السابق دونالد
ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، مع أن ظهور الأول جاء بمنزلة تحقيق لكل كوابيس العديد من أعضاء حزبه، حيث بدا ضعيفا ومتعبا، وأحيانا غير متماسك، فيما ظهر الثاني
أفضل أداء منه، والنتيجة انهيار بايدن، وتأكد الانطباع بأنه لا يستطيع تحمّل
المهمات الصعبة، ولذلك فإذا لم يرتكب ترامب الأخطاء، فإن فرص فوزه بالانتخابات
مرتفعة.
باراك رابيد المراسل السياسي
لموقع ويللا، ذكر أن
"المواجهة الرئاسية الأولى لحملة
الانتخابات الأمريكية كانت تحقيقا لكل
كوابيس الكثيرين في الحزب الديمقراطي، وفي حين كان من الممكن أن يكون أداء ترامب
أفضل، فإن أداء بايدن لا يمكن تعريفه بأي وصف آخر سوى الانهيار، بعد أن حبس نفسه
ومستشاروه أنفسهم في مقر إقامته الرئاسية في كامب ديفيد، واستعدوا لمواجهة ترامب،
لكن من الواضح أنهم أفرطوا في الاستعداد، حيث بدا بايدن متعبا، وأجشّ، وضعيفا".
وأضاف في مقال ترجمته "
عربي21" أنه
"منذ الدقائق الأولى للمواجهة، أعطى بايدن انطباعا بأنه غارق في البيانات،
وغير قادر على تنظيم أفكاره، ويجد صعوبة في إخراج جملة بليغة ومتماسكة من فمه،
وتلعثم عندما تحدث عن الكورونا".
وأوضح أن "ترامب من جهته ارتبك عندما أشار
بايدن لعلاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وواجه صعوبة في تقديم حجج واضحة
وقوية حول موضوع الإجهاض الذي يعد من القضايا المركزية في حملته الانتخابية،
لكنه هاجم بايدن بشكل مستمر، الذي واجه صعوبة في الرد، ولم يكن يركز على حرب غزة،
وفشل في تفسير مدى دعمه لدولة
الاحتلال، وبدا واضحا مهاجمة ترامب له، وتقديمه كمن
يحاول منعها من القضاء على حماس".
وأشار إلى أنه "في مرحلة معينة من المواجهة، استعاد
بايدن رباطة جأشه، وتحسن أداؤه، ولكن بعد فوات الأوان بالفعل، والانطباع العام
الذي تركه لدى كل من شاهد المواجهة، أنه لا يستطيع الخدمة في أصعب منصب في العالم
لمدة أربع سنوات أخرى، مع العلم أنه قبل نصف ساعة من بدء المواجهة، ظهر حاكم ولاية
كاليفورنيا جافين نيوسوم للتعبير عن دعم بايدن، لكن مظهره البليغ والمرن وشبابه
الواعد، سلّط الضوء على جميع نقاط ضعف بايدن بعد دقائق قليلة، حيث يود الكثيرون في
الحزب الديمقراطي رؤيته يقف على المسرح أمام ترامب".
وأكد أن "مصادر الحزب الديمقراطي تصف المشاعر
بعد المواجهة بأنها اكتئاب ممزوج بالذعر، وأصبح الخطاب القائل بضرورة تنحي بايدن،
وإفساح المجال أمام مرشح أصغر سنا، وأكثر جاذبية، أكثر علنية من أي وقت مضى بعد
المواجهة، بعد أن دار حتى الآن في غرف مغلقة، رغم أنه لا تزال هناك أسابيع قليلة
قبل انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي، حيث سيتم الإعلان رسميّا أن بايدن مرشحه
الرئاسي، ولا توجد آلية في الحزب قد تؤدي لاستبداله، أو إجباره على التنحي".
وكشف أن "هناك شخصين فقط يمكنهما التأثير على
بايدن الآن، هما: زوجته غيل، والرئيس الأسبق باراك أوباما، وقد أخبرتني ناشطة
سياسية مخضرمة في الحزب الديمقراطي، أن ثقة كبار أعضاء الحزب الديمقراطي بنائبة
الرئيس كاميلا هاريس، ليست أكبر بكثير من بايدن ذاته".
عراد نير مراسل الشؤون الدولية في
القناة 12، ذكر أن
"ثلاثة خرجوا خاسرين من المواجهة الدرامية بين بايدن وترامب، حتى إنني سمعت
بالفعل دعوات في الحزب الديمقراطي لاستبدال الأول بسبب عرضه المؤلم، وتبين أنه ليس
في كامل صحته. أما الخاسرون، فهم بايدن والعالم الحر والولايات المتحدة، رغم أن
نتيجة المواجهة بدت سيئة للغاية بالنسبة لمؤيديه، فقد بدا عليه المرض في الجمل
الأولى التي قالها، وظهر أجشّ، وغير مركّز، سواء في مضمون ما قاله، أو نظرته
للمشرفين على المناظرة، أو نحو الكاميرا التي يجلس خلفها الناخبون في منازلهم، ومع
مرور الدقائق، أصبح الأمر أسوأ".
وأضاف في مقال ترجمته "
عربي21"، أن
"المواجهة الرئاسية بدأت بالقضايا الاقتصادية التي تزعج الأمريكيين أكثر من
غيرها، فقد ارتبك بايدن في إجاباته، وبدا غير متماسك، فيما بدا ترامب فجأة بأسلوب
فصيح، صحيح أنه ظهر منفصلا عن الواقع، مختلقا للحقائق، لكنه حازم وبليغ، لذلك من
المفترض أن تكون هذه المواجهة الأكثر إثارة في التاريخ الأمريكي، ليس بسبب الجوهر،
بل بسبب المظهر أيضا".
وكشف أنه "في الدقائق الأولى من المناظرة، أدرك
العديد من الديمقراطيين أن الهدف لم يتحقق، ولم يفشل بايدن بإقناعهم بأنه غير جدير
فحسب، بل جعل الكثيرين يشككون في أنه المرشح المناسب، ولم يكن هناك داع لانتظار
العناوين المثيرة والمتطرفة التي ظهرت في وسائل الإعلام في نهاية المواجهة، فقد
عنونت بوليتيكو صفحتها الأولى بعبارة "انتهى بايدن"، وغرّدت نيكي هيللي
قائلة: "سجلوا كلامي.. بايدن لن يكون المرشح الديمقراطي"، وهكذا بدأت
الدعوات لاستبدال بايدن من داخل الحزب الديمقراطي وأنصاره تُسمع بالفعل؛ بسبب أدائه
المؤلم".
وأوضح أن "ترامب، على عكس أسلوبه المعتاد، ظهر
في بداية المواجهة هادئا وواقعيا، لكنه سرعان ما فقده، وعاد إلى ترامب المألوف،
وقد ظهر في النهاية أنه مرشح متحدث موهوب، ليس لديه أدنى فكرة عما يتحدث، سطحي،
لكنه يكذب ببلاغة، ضد متسابق "بايدن" ربما يعرف عما يتحدث، ضليع في التفاصيل
والحقائق، لكنه غير قادر على قول ذلك بوضوح، مما يجعله غير مقنع، بسبب تقدمه في
السن، وعدم جدارته بأن يكون رئيسا".
وختم بالقول؛ إن "نتيجة هذه المناظرة أننا أمام
ثلاثة خاسرين: أولهم جو بايدن الخاسر الأول من المواجهة، ومن بعده تخسر الولايات
المتحدة الأمريكية، القوة الأقوى في العالم، والخاسر الثالث هو العالم الحر
برمّته، عندما يصبح خاضعا لقيادات من الطغاة الأقوياء الذين يسعون لإخضاعه".
تجدر الإشارة إلى أن المواجهات الرئاسية هي لحظات
أساسية في الحملة الانتخابية عبر التاريخ الأمريكي، لأنه قد تتسبب بأن تطير
بالمرشحين إلى السماء، أو تحطّمهم على الأرض، والنتيجة أن بايدن انهار، وظهر أنصار
ترامب سعداء للغاية بنتيجة المواجهة الرئاسية، وإذا لم يرتكب أخطاء في الأشهر
المقبلة، فإن فرصه في التغلب على بايدن ليس فقط في المواجهة، بل أيضا في
الانتخابات الرسمية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر القادم.