سياسة عربية

تعرف على وحدة "عوكتس" للكلاب العسكرية بجيش الاحتلال.. جذورها تعود للهاغاناه

الكلاب تخضع لتدريبات قاسية ومكلفة وقتل منها الكثير على يد المقاومة في غزة- جيتي
سلطت المشاهد المسربة، من كاميرا مثبتة على كلب عسكري للاحتلال، بعد قيامه بالهجوم على سيدة فلسطينية ونهشها، وتسببه بكسور وجروح خطيرة لها في مخيم جباليا الشهر الماضي، الضوء على الوحدة العسكرية التي تتبع لها هذه الكلاب.

وكشفت القناة 12 العبرية، أن الكلب الذي هاجم المسنة، تم قتله على يد المقاومة، والسيطرة على المعدات المثبتة على جسده، قبل أن يتم التخلص منه ويعثر عليه جيش الاحتلال لاحقا بعد انقطاع الاتصال معه.


وتحمل الوحدة المسؤولة عن تدريب الكلاب العسكرية، اسم "عوكتس" وتعني اللدغة، وتعود جذور هذه الوحدة إلى ما قبل تأسيس دولة الاحتلال.

متى نشأت؟

بدأت جذور هذه الوحدة، في عام 1939 وكان يطلق عليها منظمة كلاب الخدمة، وتتبع لعصابات الهاغاناه الصهيونية، التي نشطت في الأراضي الفلسطينية، إبان الاحتلال البريطاني، وكان الغرض منها، القيام بمهام الكشف على البضائع والاستطلاع والأمن.

وفي عام 1948، ومع قيام دولة الاحتلال، انتقلت الوحدة من الهاغاناه، إلى جيش الاحتلال رسميا، وأقيمت لها مدرسة تدريب للكلاب، وأطلق عليها قسم التعامل مع الكلاب، وكانت تتبع فيلق الشرطة العسكرية، واستمر العمل بالقسم، حتى العام 1954، بعد إخفاقات حدثت.


لكن في العام 1974، وفي أعقاب عمليات متصاعدة للفصائل الفلسطينية، من خطف مستوطنين في الحافلات والطائرات، عاد الاحتلال لحاجته إلى وجود كلاب عسكرية مدربة، وأنشئت وحدة عوكيتس رسميا، في ذلك العام، وبقيت في إطار من السرية التامة، ولم يكشف عنها سوى في احتياج لبنان في الثمانينيات.

أنواع الكلاب المفضلة

تعد كلاب الراعي البلجيكي "مالينو" والراعي الألماني "جيرمان شيبرد"، وروت ويلر، من أكثر الأنواع تفضيلا داخل الوحدة، للتدريب على المهام العسكرية.

وتفضل الوحدة هذه الكلاب، بسبب الحجم الكبير لها والذي يمنحها أفضلية في الهجوم، فضلا عن مميزاتها الجسدية مثل السرعة والذكاء فضلا عن لون شعرها الذي يجعلها أقل عرضة لضربات الشمس في تنفيذ المهام العسكرية.

وكانت الوحدة تفضل في السابق كلاب كانان، لكن تم الاستغناء عنها في وقت من الأوقات كونها من الأنواع العنيدة للغاية والمثيرة للمتاعب في التدريب.

إطار العمل

يشرف على وحدة عوكتس، مقاتلو القوات الخاصة بجيش الاحتلال، بسبب طبيعة المهام التي يفترض على الكلاب المدربة القيام بها.

ويتم تدريب الكلاب في هذه الوحدة، على عمليات البحث عن الألغام والعبوات الناسفة، والأشخاص داخل المباني، وتزود بأجهزة تتبع وكاميرات مراقبة وإضاءة.

كما تدرب على عدم الالتفات للضوضاء وإطلاق النار حولها، من أجل التركيز على المهمة التي ترسل إليها، لكن المقاطع المصورة التي بثتها المقاومة أظهرت خبرة لديهم في التعامل معها وخداعها خاصة خلال عملها في الأنفاق.

وتعمل الكلاب العسكرية، مع وحدات دورية الأركان "سييرت ميتكال"، وشلداغ نخبة سلاح الجو، ولواء الكوماندوز، وكافة مجموعات النخبة الأخرى بصورة أساسية.

كلاب انتحارية

خلال اجتياح لبنان، أجرى الاحتلال محاولات لاستخدام الكلاب، كقنابل انتحارية، عبر إلباسها أحزمة ناسفة على أجسادها، وإرسالها للمواقع التي يتواجد بها المقاتلون، والانفجار بداخلها، لكن المحاولات فشلت لكثير من الأسباب ولم تحقق المطلوب منها، ولذلك استغنت الوحدة عن فكرة إرسال كلاب انتحارية.

وبعد عملية فندق بارك، خلال الانتفاضة الثانية، والتي نفذها الشهيد عبد الباسط عودة من كتائب القسام، وقتل فيها أكثر من 30 مستوطنا، قرر الاحتلال إرسال مجموعة من كلاب الوحدة إلى الولايات المتحدة، لرفع كفاءتها التدريبية، وهناك تلقت في كاليفورنيا، تدريبات خاصة، من منظمة "بوبس فور بيس"، وحصلت على عشرات الكلاب الأخرى المدربة في الولايات المتحدة، لإجراء عمليات التفتيش.

خسائر

تمكنت المقاومة الفلسطينية من التعامل مع الكلاب العسكرية للاحتلال، على مدى أكثر من عدوان شنه الاحتلال على قطاع غزة، سواء بتفعيل متفجرات لحظة دخولها إلى بعض المباني، أو عبر إطلاق النار عليها بعد إدخالها في كمائن، لكن الملفت كان في العدوان الجاري حاليا، وقيام المقاومة بربط كلاب كبيرة الحجم، داخل المنازل التي تدخل إليها كلاب وحدة عوكتس من أجل الاشتباك معها وإشغالها عن المهام المطلوبة منها بالبحث عن المقاومين والأنفاق.

ووفقا لما أفصح عنه الاحتلال، فقد خسرت الوحدة، في العدوان عام 2008، على قطاع غزة، 3 كلاب عسكرية.


أما في عدوان عام 2014، فقد خسرت الوحدة 4 من كلابها المدربة بعد نسف المباني التي دخلتها أو إطلاق المقاومين النار عليها بصورة مباشرة.

وفي العدوان المتواصل على قطاع غزة، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن خسارة جيش الاحتلال، حتى شباط/فبراير الماضي، 17 من الكلاب العسكرية المدربة، ولا تقتصر الخسارة على الكلب فقط، بل بالمعدات التقنية والكاميرات التي يحملها، والتي تستفيد منها المقاومة في كشف أساليب وممارسات الاحتلال في الحرب.