أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية حكومة
الاحتلال برئاسة رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو بالكشف عن ظروف احتجاز الأسرى
الفلسطينيين من قطاع
غزة في معتقل "سدي تيمان" في النقب، وذلك بالتزامن مع شهادات سلطت الضوء على التنكيل والتعذيب الممارس بحق الأسرى هناك.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، الأحد، أن "المحكمة العليا طلبت من الدولة معالجة قضايا مثل الوجبات (الغذائية) والعلاج الطبي والنظافة وأساليب العقاب وظروف (استخدام) الأصفاد".
وأشارت إلى أن "هذا القرار اتخذه رئيس المحكمة العليا عوزي فوجلمان والقاضية دافني باراك إيريز والقاضي عوفر غروسكوبف، ردا على التماس يطالب بإغلاق سدي تيمان قدمته جمعية حقوق المواطن في إسرائيل (أهلية) ومنظمات حقوقية أخرى".
ونقلت الصحيفة العبرية عن المحامية روني بالي من جمعية "الحقوق المدنية" في دولة الاحتلال، قولها إن "الظروف في سدي تيمان غير إنسانية، ولا تصل إلى أدنى مستوى من الحبس بموجب القانون"، مضيفة أنه "من غير الممكن أن يستمر (هذا السجن) في العمل كمركز اعتقال للحظة أطول وليس لاستقبال السجناء أو التحقيق معهم أو فرزهم أيضا، فالسجن في سدي تيمان يمكن اعتباره جريمة حرب".
والأسبوع الماضي، كشف المحامي خالد محاجنة، عن مشاهد مروعة من تنكيل الاحتلال الإسرائيلي بالأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة في سجن "سدي تيمان" ، وذلك عقب زيارة أجراها إلى المعتقل، وهو أول محام يتمكن من الاطلاع على أوضاع الأسرى هناك.
وقال محاجنة في حديثه لـ"التلفزيون العربي"، إن "إسرائيل تمعن في التنكيل بالأسرى فقط لأنهم من قطاع غزة وتحمّلهم مسؤولية عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر"، مشددا على أنه "لم يتوقع المشاهد التي شاهدها هناك".
وأضاف أن "هناك حالات اعتداء جنسي وعمليات تنكيل بالأسرى الفلسطينيين من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، وهناك 6 أسرى على الأقل استشهدوا داخل معتقل سدي تيمان جراء التعذيب".
وأوضح أن "أكثر من ألف فلسطيني من قطاع غزة محتجزون في معتقل سدي تيمان ويعيشون ظروفا مأساوية"، موضحا أن الأسرى هناك "ممنوعون من الوقوف ومقيدو الأيدي ومعصوبو الأعين طوال اليوم حتى أثناء النوم، كما يمنع الاحتلال الأسرى من ممارسة الشعائر الدينية".
في السياق، ذكرت صحيفة "هآرتس"، أن معتقل سدي تيمان "أقيم بعد وقت قصير من بدء الحرب" على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وكانت الصحيفة العبرية ذاتها، كشفت في نيسان/ أبريل الماضي، عن رسالة كتبها طبيب في المعتقل الإسرائيلي، وثقت ظروف الاعتقال غير الإنسانية التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون، حيث يتم إجبارهم على استخدام الحفاظات، وتقييد أيديهم بالأصفاد بشكل دائم، ما أدى إلى حالات بتر أطراف جراء جروح سببتها الأصفاد، وفقا لوكالة الأناضول.
ووفقا للتقديرات، فإن هناك ما يزيد على الأربعة آلاف أسير فلسطيني في معتقل "سدي تيمان" الإسرائيلي، وهم يتعرضون للتنكيل والتعذيب على أيدي جنود جيش الاحتلال بوحشية شديدة خلال استجوابهم.