ما ينفك الإسرائيليون
يستعرضون جوانب فشل دولتهم في مختلف القطاعات، لا يقتصر الأمر على الأمن والجيش حيث
الإخفاق في أسوأ تجلياته، بل إن الاتهامات تطال فشل جميع الوزراء في كل مجالات حياتهم،
وصولا إلى محافظي المدن ورؤساء المجالس البلدية والسلطات المحلية، وسط غياب كامل لمن
قد ينقذ الدولة من الجحيم الذي تذهب إليه بأقدامها.
غلعاد
شارون عضو
حزب الليكود، ونجل رئيس الوزراء الراحل أرئيل شارون، لم يتردد في القول إن "رئيس
الحكومة بنيامين
نتنياهو ومعظم وزرائه لا يستحقون الراتب الذي ندفعه لهم، لقد مرّ عام
ونصف على تشكيل الحكومة، ولا يوجد مجال واحد في حياة الإسرائيليين تحسن فيه شيء، بل إنه على العكس من ذلك، كل شيء أسوأ: الأمن والاقتصاد وموقعنا في العالم، درجة فاشلة في
كل المعايير، في أي عمل. كان من الممكن أن يتم طرد مثل هذه الإدارة الفاشلة منذ وقت
طويل، بحيث يرسلهم الناخبون إلى منازلهم بركلة في المؤخرة".
وأضاف في مقال
نشرته صحيفة "
يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "كثيرا
من الإسرائيليين يرون هذا الفشل المستمر من حكومتهم، لكنهم عالقون في الأسئلة: من سيحلّ
محلها؟ وهذه مشكلة حقًا، فلا توجد شخصية واحدة في النظام السياسي الإسرائيلي يمكن للإسرائيليين
أن يتطلعوا إليها، ما يعني أن مشهد البؤس العام يطال كل شيء".
وأوضح أن
"الفشل بات عدوى أصاب كل مفاصل الدولة، ويزداد الفشل في أوقات الأزمات والحرب
والأوبئة، حيث لا تعمل المكاتب الحكومية، وعلى مدى ثمانية أشهر في القتال يعتني وزراء
الحكومة بقطاعاتهم الخاصة، ورئيس الوزراء يعتني بنفسه، والوصف الحقيقي للمشهد الإسرائيلي
السائد ببساطة هو العار".
وأشار إلى أنه
"عندما كان شارون (والده) رئيسا لحزب الليكود، كان عدد أعضائه 300 ألف، وكان
من الصعب أن يتم التلاعب ووضع الأشخاص غير المستحقين في قوائمه الانتخابية، واليوم
مرّت 20 عامًا، وانتقل جمهور الليكود إلى اليمين، وأصبح بعض أعضائه يصلح أن يكون في
حزب "شاس" أو "الصهيونية الدينية"، ومع ذلك، فعندما يُعرض على
أعضائه المنسحبين العودة والعمل في صفوفه من جديد، حتى يتمكن من العودة إلى مجده، يجيبون:
من يريد الدخول لفراش المرض؟".
وأكد أن
"وزراء الليكود مجموعة من المتملقين لرئيسهم بدرجات متفاوتة، يرون ويفهمون ما
يحدث، لكنهم لا يجرؤون على المعارضة، هؤلاء الجبناء يرون لكنهم يغمضون أعينهم، ويسمعون
لكنهم يصمّون آذانهم، والنتيجة أن حكومة نتنياهو قادت الدولة إلى تدهور كبير، لكن التغيير
يبدأ من الفهم أن هذا لا يمكن أن يستمر، ويجب علينا التعامل مع الفوضى السائدة في الدولة
التي تأخذها إلى مشهد التدمير، والعمل على تحييد التحالفات المتطرفة والمجنونة، ونبذ
المتملّقين الضعفاء، والتنظيف العام للإسطبلات".