نشر موقع "المركز الروسي الاستراتيجي
للثقافات" تقريرا تحدث فيه عن تزايد الاحتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة في عشرات
الجامعات الأمريكية، واستخدام السلطات لتفريقها الشرطة والحرس الوطني
واعتقال مئات الأشخاص.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إن المتظاهرين يطالبون جامعاتهم بقطع العلاقات المالية مع الشركات
الإسرائيلية وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب في قطاع غزة ووقف التعاون مع المؤسسات
التعليمية الإسرائيلية.
وذكر الموقع أنه في 17 نيسان/ أبريل، نُظّمت
حركة احتجاجية في جامعة كولومبيا بنيويورك بعدما نصب الطلاب خيامًا في وسط الحرم الجامعي
وتجمعوا دعمًا للفلسطينيين في قطاع غزة. في البداية، حاولت الشرطة إخلاء المخيم عن
طريق القبض على أكثر من 100 شخص. وبعد وصول المتظاهرين إلى المبنى الأكاديمي، دخل المئات
من رجال الشرطة حرم جامعة كولومبيا بناءً على طلب رئيس الجامعة. وبعد أقل من ساعتين،
تم إجلاء جميع المتظاهرين من الحرم الجامعي. لكنّهم سرعان ما عادوا. وقال المدعي العام
لمقاطعة مانهاتن الأمريكية ألفين براغ، إنه تم اعتقال 282 شخصًا في حرم جامعة كولومبيا
وجامعة مدينة نيويورك.
وأورد الموقع أن الشرطة قامت بإخلاء مخيّم
طلابي بجامعة كاليفورنيا في عملية ليلية واعتقلت ما لا يقل عن 132 متظاهرًا مؤيدًا
للفلسطينيين. وخلال الاشتباك في جامعة كاليفورنيا أصيب 15 شخصًا بما في ذلك شخص واحد
تم نقله إلى المستشفى.
أقيمت مخيمات الاحتجاج في أكثر من 80 جامعة
في جميع أنحاء الولايات المتحدة ردًا على العدوان الإسرائيلي. وقد تعرض حرم جامعة كاليفورنيا
لهجوم من قبل مجموعة من المؤيدين الإسرائيليين الملثمين الذين حاولوا تدمير مخيم مسلح
بالحجارة والألعاب النارية وقنابل الغاز المسيل للدموع.
أجرى علماء الاجتماع في جامعة هارفارد استطلاعًا
حول المواقف تجاه "إسرائيل" والفلسطينيين. وحسب هذا الاستطلاع، يؤيد الأمريكيون
"إسرائيل" في المواجهة مع حماس بنسبة 80 إلى 20 بالمئة. لكن الوضع مختلف
مع الشباب، حيث يؤيد 51 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع في الفئة العمرية 18 و24 سنة
تصفية "إسرائيل" ونقل كامل أراضيها إلى
الفلسطينيين.
يؤيد غالبية الطلاب الذين شملهم الاستطلاع
الاحتجاجات المناهضة لـ"إسرائيل" التي اجتاحت الجامعات في جميع أنحاء البلاد،
بينما يعتقد 15 بالمئة من المشاركين أنه ليس لـ"إسرائيل" الحق في الوجود.
ووفقًا لمسح شمل 763 طالبًا بدوام كامل أجرته صحيفة "إنتليجنت" يؤيد 65 بالمئة
من الطلاب الاحتجاجات الأخيرة. وقد امتدت المظاهرات إلى أكثر من 80 حرمًا جامعيًا في
الولايات المتحدة، من مخيم التضامن مع غزة بجامعة كولومبيا إلى جامعة كاليفورنيا في
لوس أنجلوس.
وأورد الموقع أن الكونغرس يدعو إلى إجراء
تحقيق في التمويل الأجنبي للاحتجاجات في الولايات المتحدة، ويلقي باللوم على الصين
على وجه الخصوص. ولكن سرعان ما بات واضحًا أن الاحتجاجات الطلابية تُمول من قبل منظمة
"طلاب من أجل العدالة في فلسطين" المرتبطة بجورج سوروس.
في هذا الصدد، كتبت "نيويورك بوست":
"يدفع جورج سوروس أموالاً لإثارة الاحتجاجات المتطرفة المناهضة لـ"إسرائيل"
في الكليات في جميع أنحاء البلاد. يتم تمويل المنظمة الأم لـ "طلاب من أجل العدالة
في فلسطين" من خلال شبكة من المنظمات غير الربحية. وفي ثلاث كليات، يتم تشجيع
الاحتجاجات من قبل متطرفين مأجورين هم "شركاء" لمجموعة يمولها سوروس تسمى
"الحملة الأمريكية من أجل الحقوق الفلسطينية". وحسب "نيويورك بوست":
"لعبت أموال سوروس وأنصاره دورًا حاسمًا في الاحتجاجات في جامعة كولومبيا، التي
كانت بمثابة بداية للاحتجاجات الطلابية على مستوى البلاد".
أقامت ثلاث مجموعات "طلاب من أجل العدالة
في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام" و"خلال حياتنا"
الممولة من سوروس مدينة خيام في حديقة حرم جامعة كولومبيا. ووفق "نيويورك بوست"،
تلقت المنظمات الثلاث أموالًا من مجموعات مرتبطة بسوروس ومؤسسة روكفلر براذرز،
التي تمول الدعم للأيديولوجية "التقدمية"، التي يرأسها ديفيد روكفلر جونيور.
وقد تبرع سوروس بالمليارات لمؤسسات المجتمع المنفتح، التي يديرها الآن ابنه ألكسندر،
وشريكته هوما عابدين، إحدى كبار مساعدي هيلاري كلينتون.
وأوضح الموقع أن الاحتجاجات الطلابية المؤيدة
للفلسطينيين مُوّلت من قبل فيليس جيلمان، وهي مصرفية استثمارية سابقة في "وول
ستريت" تبرعت بمبلغ 20 ألف دولار لـ"طلاب من أجل العدالة في فلسطين"
من خلال مؤسستها العائلية "سباركبليغ". كما خصص ملياردير نيويورك هوارد هورويتز
أموالاً كبيرة للطلاب المحتجين.
في هذا الصدد، قال السيناتور الجمهوري تيد
كروز: "نحن نعلم أن الجماعات المتطرفة تلقت ما لا يقل عن 300 ألف دولار من مؤسسات
المجتمع المنفتح التابعة لجورج سوروس منذ عام 2017. لقد تلقت أيضًا 355 ألف دولار من
مؤسسة روكفلر".
وحسب الخبير السياسي، مالك دوداكوف:
"يعتبر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، المؤسسة الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
في الولايات المتحدة، من بين رعاة الاحتجاجات. وتعتبر هوما عابدين حلقة الوصل بين الإخوان
المسلمين والديمقراطيين اليساريّين".
وفي الآونة الأخيرة، اجتمعت هوما عابدين
مع أليكس سوروس علنًا. ويعكس التقارب المفاجئ توحد قوى الفصيلين الليبراليين من أجل
هز الوضع الأمريكي الداخلي. وقد تكون التطورات التي تحققت خلال الاحتجاجات الطلابية
مفيدة في حالة هزيمة بايدن، عندها سيكون من الضروري دفع القاعدة الديمقراطية بأكملها
إلى ثورة الشارع ضد ترامب.
وقد شملت الاحتجاجات المناهضة لـ"إسرائيل"
جامعات المملكة المتحدة. ويعتقد ما يقارب 40 بالمئة من طلاب الجامعات البريطانية أن
هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر في "إسرائيل" كانت "عملاً مفهوماً
من أعمال المقاومة".
ونوه الموقع بأن الاحتجاجات الطلابية في
الولايات المتحدة والمملكة المتحدة آخذة في التزايد، مما يعني أن "إسرائيل"
خسرت بالفعل المعركة على عقول قادة المستقبل
الغربيين.