قال المتحدث الإقليمي
باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ساميويل وربيرغ، إن استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو)
ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة "لا يعكس
معارضة لقيام دولة فلسطينية، بل هو نتيجة لتقييمنا أن الاعتراف بالدولة يجب أن يكون
جزءا من جهد دبلوماسي أوسع لضمان نتائج ملموسة للشعب الفلسطيني".
وأكد وربيرغ، في مقابلة
خاصة مع "عربي21"،
أن "السلام المستدام في المنطقة يمكن تحقيقه فقط من خلال حل الدولتين، مع ضمان
أمن
إسرائيل، خاصة أنه لا توجد أي طريقة أخرى تؤدي إلى اندماج إقليمي بين إسرائيل وجميع
جيرانها العرب".
وأضاف: "نحن نؤمن
بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، وضمان
أن يعيش الفلسطينيون بسلام وكرامة في دولة مستقلة، ونأمل استئناف
جهود حل الدولتين في المرحلة التالية لانتهاء الحرب الراهنة".
ورأى المتحدث باسم
الخارجية الأمريكية، أن ما وصفها بالخطوات المتعجلة في
الأمم المتحدة، رغم نواياها
الحسنة، "لن تحقق الدولة للفلسطينيين، والتقرير الصادر عن اللجنة المعنية بقبول
الأعضاء الجدد في الأمم المتحدة أظهر أن هناك تساؤلات حول مدى أهلية المتقدم للعضوية
وفقا للمادة 4 من ميثاق الأمم المتحدة، وأن هناك قضايا لم تُحل بعد بخصوص معايير الدولة"،
وفق قوله.
والجمعة، تبنت الجمعية
العامة للأمم المتحدة قرارا يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة.
وصوّت لصالح القرار المُقدم من المجموعة العربية وعدد من الدول الأخرى، 143 دولة، وعارضته 9، وامتنعت
25 دولة عن التصويت.
وكانت الولايات المتحدة
استخدمت سلطة النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي، في 18 نيسان/ أبريل الماضي،
ضد مشروع قرار جزائري يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المتحدة.
وتتمتع فلسطين بوضع "دولة غير عضو" لها صفة المراقب بالأمم
المتحدة، وحصلت على هذا الوضع بعد قرار اعتمدته الجمعية العامة بأغلبية كبيرة في
29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012.
وأشار وربيرغ إلى
أنهم وصلوا
للمراحل النهائية الخاصة برصيف
غزة العائم، و"نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة عليه،
ومن المتوقع أن تبدأ العمليات في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، حيث سيتمكن الممر
البحري من نقل حوالي 90 شاحنة يوميا في البداية، وستزداد السعة تدريجيا لتصل إلى
150 شاحنة يوميا عندما يصل المشروع إلى قدراته التشغيلية الكاملة".
وأردف: "يُعد
هذا الرصيف جزءا من استراتيجية شاملة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل سلس إلى
المناطق الأكثر احتياجا في قطاع غزة، وتتم إدارته بعناية بالتعاون مع وكالات ومنظمات
دولية، ما يعزز من أهمية التنسيق بين مختلف الأطراف لضمان تقديم المساعدات بكفاءة".
وتاليا نص
المقابلة الخاصة مع "عربي21":
لماذا لم
تحقق المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل أي تقدم ملموس إلى الآن؟
المفاوضات بين إسرائيل
وحركة حماس لم تحقق تقدما ملموسا بشكل رئيسي بسبب المواقف التي اتخذتها حماس، التي
كثيرا ما تعيق الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. حماس، التي انتهكت
الهدن السابقة واستخدمت المدنيين كدروع بشرية، تظهر عدم التزامها برفاهية الشعب الفلسطيني،
وتصرفاتها تعرقل العملية السلمية، وتزيد من معاناة المدنيين في قطاع غزة.
كما أن من المهم الإشارة
إلى أن أي مقترح للهدنة يجب أن يأخذ في الاعتبار الأمن والاستقرار المستدامين في المنطقة،
ونحن نعمل منذ أسابيع طويلة مع جميع الأطراف لضمان تحقيق هذا الهدف.
كيف تنظرون
للتهديد القطري بالانسحاب من دور الوساطة بين الطرفين؟
بالنسبة لدور قطر،
فإننا نقدّر جهودها المستمرة كوسيط فعال، خصوصا في ضوء القيود التي تحيط بقنوات الاتصال
مع مجموعات مثل حماس. دور قطر في المفاوضات حول هذه القضايا الإنسانية يظل حيويا، وقد
عبّر الوزير أنتوني بلينكن عن تقديره لمساعدتهم في هذه الجهود، بما في ذلك العمل المشترك
لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
ما الذي
وصلت إليه التجهيزات الأمريكية الخاصة بإنشاء رصيف بحري في غزة لاستقبال المساعدات؟
ومتى سيتم الانتهاء منه؟
نعمل باستمرار على
تحقيق تقدم في بناء الرصيف البحري المؤقت قبالة ساحل غزة بهدف زيادة المساعدات الإنسانية،
ولقد وصلنا للمراحل النهائية الخاصة بهذا الرصيف وبصدد وضع اللمسات الأخيرة عليه، ومن
المتوقع أن تبدأ العمليات في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، حيث سيتمكن الممر البحري
من نقل حوالي 90 شاحنة يوميا في البداية، وستزداد السعة تدريجيا لتصل إلى 150 شاحنة
يوميا عندما يصل المشروع إلى قدراته التشغيلية الكاملة.
يُعد هذا الرصيف جزءا
من استراتيجية شاملة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل سلس إلى المناطق الأكثر احتياجا
في قطاع غزة، وتتم إدارته بعناية بالتعاون مع وكالات ومنظمات دولية، ما يعزز من أهمية
التنسيق بين مختلف الأطراف لضمان تقديم المساعدات بكفاءة.
كيف تردون
على الانتقادات التي وجّهت لهذا الرصيف؟
هذا العمل المشترك
يظهر التزامنا بتقديم المساعدات رغم كل التحديات، مع التركيز على احتياجات المدنيين
المتضررين من الصراع، ونحن نعيد التذكير بأن الهدف من إنشاء هذا الرصيف هو تلبية الاحتياجات
الإنسانية العاجلة وليس تسهيل الهجرة من غزة كما يُشاع، حيث أن الولايات المتحدة بدون
أدنى شك وبشكل قاطع ترفض أي شكل من أشكال التهجير القسري للفلسطينيين وأهالي قطاع غزة،
ونحن ملتزمون بمتابعة هذه الجهود بالتعاون مع شركائنا الدوليين وفقا للقانون الدولي
والأمريكي.
لماذا استخدمت واشنطن حق النقض
(الفيتو) ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة؟ ألستم
مع حل الدولتين؟
الولايات المتحدة عملت بجد وعزم لدعم قيام
دولة فلسطينية في سياق اتفاق سلام شامل ينهي الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني بشكل دائم.
ومنذ هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، كان الرئيس بايدن واضحا في أن السلام المستدام
في المنطقة يمكن تحقيقه فقط من خلال حل الدولتين، مع ضمان أمن إسرائيل.
تؤكد الولايات المتحدة دعمها القوي لحل الدولتين.
إن استخدام حق النقض (الفيتو) لا يعكس معارضة لقيام دولة فلسطينية، بل هو نتيجة لتقييمنا
أن الاعتراف بالدولة يجب أن يكون جزءا من جهد دبلوماسي أوسع لضمان نتائج ملموسة للشعب
الفلسطيني؛ فنحن نؤمن بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل إسرائيل كدولة
يهودية ديمقراطية وضمان أن يعيش الفلسطينيون بسلام وكرامة في دولة مستقلة، ونأمل استئناف
جهود حل الدولتين في المرحلة التالية لانتهاء الحرب الراهنة.
لا توجد أي طريقة أخرى تؤدي إلى اندماج إقليمي
بين إسرائيل وجميع جيرانها العرب. الخطوات المتعجلة في الأمم المتحدة، رغم نواياها
الحسنة، لن تحقق الدولة للفلسطينيين، والتقرير الصادر عن اللجنة المعنية بقبول الأعضاء
الجدد في الأمم المتحدة أظهر أن هناك تساؤلات حول مدى أهلية المتقدم للعضوية وفقا للمادة
4 من ميثاق الأمم المتحدة، وأن هناك قضايا لم تُحل بعد بخصوص معايير الدولة.
الرئيس محمود عباس قال سابقا
إن السلطة الفلسطينية ستعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة بعد أن
استخدمت واشنطن حق (الفيتو) ضد طلب منح عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.. ما
تعقيبكم على تلك التصريحات؟ وكيف تقيمون العلاقات الأمريكية- الفلسطينية قبل وبعد اندلاع
العدوان الإسرائيلي على غزة؟
لقد دعت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة
السلطة الفلسطينية إلى إجراء الإصلاحات اللازمة لتعزيز استعدادها لمعايير الدولة، مع
ملاحظة أن حركة حماس، كمنظمة "إرهابية"، لها نفوذ وسيطرة على غزة، التي تُعتبر
جزءا لا يتجزأ من الدولة المتصورة في القرار. لهذا السبب، صوّتت الولايات المتحدة ضد
هذا القرار في مجلس الأمن.
العلاقات بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية
تبقى قوية ومستمرة، حيث نحن على تواصل دائم معهم. الوزير بلينكن زار المنطقة عدة مرات
في الأشهر السبعة الماضية والتقى بقادة السلطة الفلسطينية، مما يؤكد على التزامنا بدعم
السلطة.
وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات
الإنسانية للفلسطينيين، وقد استعادت هذه الإدارة الدعم والمساعدة للأونروا. رؤيتنا
لحل الدولتين تضع السلطة الفلسطينية في قلب هذا الحل، مؤكدين على دعمنا المستمر لتحقيق
السلام والكرامة للشعب الفلسطيني.
كيف تنظرون
لعملية اجتياح رفح؟ وما رؤيتكم لتداعياتها إن حدثت؟
الولايات المتحدة تتابع
عن كثب ما يحصل في رفح. نحن نُعبّر عن قلقنا البالغ إزاء التأثيرات الإنسانية لمثل
هذه العملية. التنسيق بيننا وبين إسرائيل يتم بشكل مستمر ومباشر، وقد أكدنا على موقفنا
الواضح للحكومة الإسرائيلية بأننا لا ندعم عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح، كما هو
مُخطط له حاليا، دون أن تكون هناك خطة ومعايير واضحة لحماية المدنيين، نظرا للمخاطر
الكبيرة التي قد تترتب على ذلك وتأثيرها على الوضع الإنساني، ولا نرى إلى الآن مؤشرات
واضحة على قرب قيام إسرائيل بعملية عسكرية واسعة في رفح.
نحن نواصل العمل مع
جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك إسرائيل والوسطاء من مصر وقطر، للتوصل إلى اتفاق
يحقق وقف إطلاق النار ويسمح بتدفق المساعدات الإنسانية بشكل أكبر ويعالج الأوضاع الإنسانية
الملحة في غزة.
هل لديكم
مخاوف من توسّع رقعة الصراع الإقليمي، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على قاعدة
أصفهان الإيرانية، وفي ظل الانهيار المحتمل للاتفاق بين إسرائيل وحماس؟ وهل واشنطن يمكن
أن تدخل في مواجهة مباشرة مع إيران في حال تصاعد وتأزم الأوضاع؟
لا بد من التأكيد على
أن الهجوم الإسرائيلي لم يكن مجرد فكرة عابرة، بل كان ردا على الهجوم الذي شنّته إيران
على إسرائيل، والذي يعد تصرفا طائشا وغير مسبوق، وقمنا بإدانته.
لقد أثبتت الولايات
المتحدة وإسرائيل بالتعاون مع شركائهما قدرتهم على التصدي لهذه الاعتداءات وهزيمتها،
ويتوجب على مجلس الأمن إدانة هذا الهجوم بوضوح، ودعوة إيران ووكلائها للتوقف عن العنف
وتجنب تصعيد الأزمة.
نحن نسعى جاهدين لتخفيف
حدة التوترات ومنع توسع الصراع إلى نزاع إقليمي أوسع؛ فالولايات المتحدة ملتزمة بدعم
إسرائيل في دفاعها ضد الهجمات وحماية موظفينا ومنشآتنا في المنطقة، وسنواصل التعاون
مع شركائنا الدوليين لضمان أمن واستقرار المنطقة.
في الواقع، نحن قلقون
من التصعيد وزيادة حدة التوترات في المنطقة، ولكن نود التأكيد على أن استراتيجيتنا
ثابتة ومستمرة في دعم إسرائيل والوقوف إلى جانبها للدفاع عن سيادتها وأمنها، ونحث إيران
بشكل قاطع على عدم التصعيد والابتعاد عن أي أعمال قد تؤدي إلى توسيع رقعة الصراع، لأن
هذا لا يصب في مصلحة أحد. من المهم كذلك تسليط الضوء على جهودنا المستمرة في التواصل
مع الشركاء الدوليين لتعزيز الاستقرار في المنطقة ومنع أي تحركات قد تزيد من تأزم الوضع.
إلى أي مدى
تأثرت صورة ومكانة أمريكا في المنطقة على خلفية موقفها من حرب غزة؟
لا نتحدث نيابة عن
شعوب أو قادة هذه المنطقة، وكمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، يمكنني أن أعبّر
فقط عن سياستنا الرسمية. لكن الحقيقة أن لدينا تحالفات قوية مستمرة مع دول هذه المنطقة
وشركاء وأصدقاء حقيقيين، تتحدث بحد ذاتها عن مكانتنا. إضافة إلى ذلك، حقيقة وجود الآلاف
من طلاب هذه المنطقة في الجامعات الأمريكية، وآلاف الطلاب المشاركين في برامج التبادل
التعليمي والثقافي والمهني في الولايات المتحدة، تظهر بوضوح عمق وقوة الروابط بيننا
وبين شعوب المنطقة. هناك علاقات تاريخية تربط الولايات المتحدة بدول المنطقة ونرى أنها
مازالت وستبقى قوية.
بعد مرور
أكثر من نصف عام على حرب غزة، هل لو عاد بكم الزمن لاتخذتم نفس المواقف الداعمة لإسرائيل
بشكل لا محدود؟
بالنظر إلى الأحداث
التي وقعت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، والهجمات التي شنّتها حماس، والتي يتغاضى
الكثيرين عن ذكرها، فإن أي دولة في العالم تتحمل مسؤولية حماية شعبها، بالتالي نحن
ندعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الأعمال الإرهابية التي تُهدّد أمن
مواطنيها، كما كنّا سندعم أي دولة أخرى في حماية شعبها من "عمليات إرهابية".
من وجهة
نظركم، ما أبرز الأخطاء والجرائم التي وقعت فيها إسرائيل خلال حربها على غزة؟ وهل تصفون
هجماتها على غزة بـ"الإرهابية" أم لا؟
من الضروري التأكيد
على أن مصطلح "الهجمات الإرهابية" هو مصطلح قانوني مُحدد، ولا ينبغي استخدامه
بشكل عشوائي. كمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ليس من مهامي التعامل مع القضايا
القانونية بشكل مباشر. بشكل عام نحن ضغطنا على إسرائيل لمحاولة حماية المدنيين قدر
المستطاع، ونحزن أن الكثير من المدنيين عانوا بشكل مباشر من هذا الصراع، ولكن لنتذكر
أن حماس هي مَن بدأته، وهي التي اختبأت بشكل جبان في المباني المدنية وبين المدنيين
في بيوتهم، وحماس هي التي فرضت قيودا كثيرة على أهالي قطاع غزة منذ سنوات، بالتالي علينا
أيضا أن ننظر إلى جرائم حماس التي لا يتم الحديث عنها بشكل كاف.