أبدت
"إسرائيل" "خيبة أملها"، الأربعاء، إزاء قرار الولايات المتحدة
تعليق شحنة مساعدات عسكرية لها.
وفي
أول تعليق رسمي من تل أبيب على قرار واشنطن، قال مندوب
الاحتلال لدى الأمم المتحدة
جلعاد إردان لصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية: "قرار الإدارة الأمريكية
تعليق نقل مساعدات عسكرية لإسرائيل مخيب للآمال للغاية".
فيما
قال وزير الطاقة إيلي كوهين للصحيفة ذاتها، معلقا على القرار الأمريكي: "الاستقلال
في إنتاج الأسلحة والذخيرة أمر بالغ الأهمية لأمن إسرائيل".
وأضاف
كوهين، الذي شغل سابقا منصب وزير الخارجية: "لسنا بحاجة إلى الانتظار حتى نهاية
الحرب، يجب أن نتحرك على الفور لإنشاء أنظمة إنتاج في الشركات القائمة، وإنشاء شركات
دفاع جديدة لإنتاج الأسلحة والذخيرة".
وفي
وقت سابق، الأربعاء، كشف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، خلال جلسة استماع في الكونغرس،
أن الولايات المتحدة "تراجع" عملية نقل المساعدات العسكرية الفورية إلى "إسرائيل"
في ضوء نشاطها العسكري في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأوضح
أوستن أنه في سياق هذه المراجعة تم تعليق شحنة أسلحة كانت متجهة إلى "إسرائيل"
الأسبوع الماضي، لكنه أشار إلى أن الإدارة لم تتخذ قرارا نهائيا بعد بشأن هذه المسألة.
وقال:
"لا ينبغي أن تشن إسرائيل هجومًا كبيرًا في رفح من دون مراعاة وحماية المدنيين
الموجودين في ساحة المعركة".
ويتصاعد
الضغط في الداخل على الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف دعمه للحرب الإسرائيلية على غزة،
حيث تشهد الولايات المتحدة، منذ منتصف نيسان/ أبريل الماضي، حراكا طلابيا "غير
مسبوق" معارضا لتلك الحرب.
فيما
يخشى بايدن فقدان أصوات قطاعات مهمة من الشارع الأمريكي في معركته الانتخابية القادمة
بعد أشهر، وخاصة أصوات العرب والمسلمين الرافضين للحرب على غزة.
في سياق
متصل، هدد مسؤول إسرائيلي مطلع بأن "تأخير شحن
القنابل من الولايات المتحدة يمكن
أن يعرض صفقة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة) للخطر"، في إشارة إلى محادثات
غير مباشرة تشهدها العاصمة المصرية القاهرة بين تل أبيب وحركة حماس للتوصل إلى صفقة
لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وفي
تصريح نقلته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الأربعاء، ادعى هذا المسؤول، الذي لم تسمه
الهيئة، أنه "ينبغي ممارسة الضغط على حماس وليس على إسرائيل".
بدوره،
نقل موقع "والا" العبري الخاص عن مسؤولين أمريكيين لم يسمهم قولهم إن
"الخطوة غير المسبوقة التي اتخذتها إدارة بايدن كانت وسيلة للولايات المتحدة للتعبير
لإسرائيل عن قلقها العميق بشأن العملية البرية في رفح".
وأضاف
الموقع: "زادت هذه الخطوة حدة التوترات بين حكومة بنيامين نتنياهو وإدارة بايدن،
والتي تزايدت على أي حال في الأشهر الأخيرة على خلفية العديد من الخلافات المحيطة بالحرب
في غزة".
وتحت
ضغط إسرائيلي، لجأ أكثر من مليون فلسطيني إلى رفح في الأشهر الأخيرة، نازحين من مناطق
شمال ووسط قطاع غزة، التي شهدت دمارا كبيرا جراء القصف الإسرائيلي.
والثلاثاء،
أعلن الجيش الإسرائيلي "السيطرة العملياتية" على الجانب الفلسطيني من معبر
رفح الذي يربط قطاع غزة بمصر.
ونقل
"والا" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن البيت الأبيض في هذه المرحلة
"لا يرى في العملية الإسرائيلية تجاوزا للخط الأحمر الذي حدده الرئيس بايدن".
لكن
هؤلاء المسؤولين أكدوا أنه إذا توسعت العملية أو خرجت عن نطاق السيطرة، فإن ذلك قد
يصل بالعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى "نقطة الانهيار".
وبحسب
"والا": "سمع المسؤولون في إسرائيل الأسبوع الماضي للمرة الأولى عن
قرار الإدارة الأمريكية تعليق إرسال شحنة أسلحة تضمنت 1800 قنبلة تزن الواحدة منها
طنا، و1700 قنبلة أخرى تزن الواحدة 250 كلغ".
وأضاف
الموقع: "قالت مصادر مطلعة على الأمر إن إسرائيل أوضحت لإدارة بايدن أنها تشعر
بخيبة أمل ليس فقط من قرار تجميد شحنة الأسلحة، ولكن أيضًا من حقيقة أن الإدارة قامت
بتسريب الأمر إلى وسائل الإعلام، وأطلعت الصحفيين على الأمر".
وتعارض
إدارة بايدن شن الجيش الإسرائيلي "عملية برية واسعة النطاق" في رفح دون تقديم
"خطة موثوقة لحماية المدنيين" هناك.
ومنذ
7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تشن "إسرائيل" حربا على غزة خلفت أكثر من
113 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل
ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل
"إسرائيل" الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك
رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"،
وتحسين الوضع الإنساني بغزة.