قالت زوجة الطبيب الفلسطيني الشهيد
عدنان البرش٬ إنه بعد اقتحام مجمع الشفاء الطبي٬ طلبت منه قوات
الاحتلال أن ينزح إلى جنوب القطاع٬ وأكدت أن البرش رفض ذلك كما أنه رفض الذهاب إلى البيت، وقرر الذهاب إلى المستشفى الإندونيسي المحاصر لعلاج مرضاه.
وأوضحت أنه قال: "لن أترك مرضاي لأنهم في حاجة إلي. أنا أقسمت أمام الله على الاهتمام ورعاية مرضاي فلن أتركهم".
وتروي زوجة الطبيب الذي استشهد تحت التعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي٬ ما حدث معه إبان حصار مستشفى الشفاء والذي امتد لأسبوعين، قائلة بأنه كان يتصل بها للاطمئنان عليها وعلى الأولاد كل ساعتين.
وأكدت أنه حوصر أيضا في مستشفى الإندونيسي وتم قصفه وهو في داخله ما أدى إلى استشهاد 17 جريحا، كان البرش يجري لهم العمليات الجراحية الدقيقة، ولكنهم استشهدوا جميعا ونجا هو من الموت. ثم بعد الهدنة ذهب البرش إلى بيته 7 أيام، ثم تركه وعاد إلى عمله، بحسب تعبيرها.
ويروى الأسير الفلسطيني المحرر من سجون الاحتلال خالد حمودة٬ شهادته عن الطبيب الفلسطيني داخل السجون٬ قائلا: "دخل علينا عدنان البرش وكانت عليه آثار الضرب والتعذيب والإجهاد الشديد. كما أنه كان يجد صعوبة في الذهاب إلى دورة المياه، ما كان يدفعه لطلب المساعدة من أحد يتكئ عليه نتيجة التعذيب والإعياء الشديد الذي تعرض له".
ويصفه نجله يزن بأنه "كرس حياته لعلاج المرضى والجرحى، لقد أخذوه من مستشفى العودة شمال قطاع
غزة، حيث كان اسمه أول من نودي عليه عبر مكبرات الصوت، ثم نقلوه إلى سجن النقب، ثم عوفر، وأخيرا إلى عسقلان حيث استشهد تحت التعذيب" مطالبا المنظمات الدولية بتحقيق العدالة.
وأعربت أرملة الشهيد عن أسفها لعدم وجود دعم حتى من المنظمة الدولية للصليب الأحمر، في معرفة مصير زوجها بعد اعتقاله، قائلة: "لم يساعدني أحد، ولا حتى الصليب الأحمر، في معرفة ما حدث له".
ووجهت رسالة إلى منظمات حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية، تحثهم على التحقيق في ملابسات وفاة زوجها وإعادة العدالة لها ولأطفالها، واختتمت حديثها قائلة: "لقد كان كل شيء بالنسبة لنا، وفي غمضة عين رحل".
ومنذ اجتياح قطاع غزة بريا في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون بالطواقم الصحية والدفاع المدني، وأفرج لاحقا عن عدد ضئيل منهم، بينما لا يزال مصير الآخرين مجهولا.