تحدث العاهل
المغربي محمد السادس، السبت، عن مستقبل قطاع
غزة في أعقاب
الحرب الإسرائيلية الوحشية، التي خلّفت دمارا هائلا في المنازل والبنى التحتية،
إلى جانب الحصيلة غير المسبوقة في أعداد الشهداء والجرحى.
ودعا ملك المغرب في كلمة ألقاها عنه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد
التوفيق، أمام منظمة التعاون الإسلامي بالعاصمة الغامبية بنجول، إلى وقف فوري
ومستدام وشامل للعدوان غير المسبوق في قطاع غزة، مشيرا إلى أهمية السماح بتدفق
المساعدات الإنسانية في القطاع بأكمله.
وذكر أن "العدوان الغاشم على غزة، الذي جعل الشعب الفلسطيني الأبي يعيش
أوضاعا بالغة الخطورة، يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية".
وتابع قائلا: "أمام هذه الكارثة الإنسانية، التي لم يشهد لها عالمنا
المعاصر مثيلا، بادرنا بصفتنا رئيسا للجنة القدس، وانطلاقا من واجب التضامن الذي
يؤطر عمل منظمتنا، وإسهاما في جهود الإغاثة والعون، بتأمين إيصال كميات مهمة من
المساعدات للفلسطينيين مباشرة إلى غزة والقدس وعن طريق معبر رفح بتنسيق مع
مصر".
ولفت إلى أن هناك صعوبة، ونقوم "بتعزيز العمل الميداني الذي تضطلع به
وكالة بيت مال القدس، بتوجيهات منا وتحت إشرافنا، لإنجاز مشاريع اجتماعية
واقتصادية لفائدة الساكنة المقدسية، وتقديم الدعم لبعض المستشفيات".
وفيما يتعلق بمستقبل غزة، شدد ملك المغرب على أن الحديث الرائح بهذا الشأن لا يستقيم إلا في ظل وقف الاعتداءات، ورفع كافة أشكال المعاناة عن الشعب
الفلسطيني.
وأوضح أن قطاع غزة شأن فلسطيني وجزء من الأراضي الفلسطينية الموحدة، التي
يجب أن تنعم بالسلم والاستقلال، ضمن رؤية حل الدولتين، ووفقا للقرارات الدولية ذات
الصلة.
وطالب بـ"وضع حد لأي عمل استفزازي من شأنه تأجيج الصراع"، داعيا
إلى "وقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية غير الشرعية، التي تطال الأراضي
الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس والمسجد الأقصى المبارك، بهدف تغيير الوضع
القانوني والحضاري للمدينة المقدسة".
وجدد ملك المغرب رفض المملكة التام لـ"كافة أشكال التهجير القسري
والعقاب الجماعي والأعمال الانتقامية التي يتعرض لها أشقاؤنا الفلسطينيون"، داعيا الدول المؤثرة في مسار
تسوية هذا النزاع إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية، والعمل الجاد من أجل وضع حد لهذا
الوضع الكارثي (..)".