حددت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في
موريتانيا 29 حزيرلن/يونيو القادم، موعدا للانتخابات الرئاسية، وفي حالة شوط ثان يوم السبت 13 تموز/ يوليو 2024.
وحددت اللجنة المستقلة للانتخابات يوم الجمعة 14 حزيران/ يونيو المقبل، موعد انطلاق الحملة الدعائية، على أن تُختتم يوم الخميس عند منتصف ليل 27 من الشهر نفسه.
ومع بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية، بدأ حراك في أوساط المعارضة والموالاة، فيما بدأت خريطة المشهد السياسي في التشكل.
وقد أعلنت عدة شخصيات ترشحها للانتخابات الرئاسية وهم:
الرئيس الحالي الغزواني
فقد أعلن الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني ترشحه للانتخابات في رسالة من تسع صفحات وجهها للشعب مساء الأربعاء، تعهد فيها بمواجهة مسلكيات وممارسات الفساد والرشوة والتعدي على المال كافة.
وتحدث ولد الشيخ الغزواني عن الإنجازات التي "تحققت في عدد من المجالات، إضافة للخطوط العريضة للرؤى المؤطرة لبرنامجه الانتخابي خلال المأمورية الثانية".
وأكد ولد الشيخ الغزواني أنه "عمل منذ اليوم الأول بكل قوة وصدق، ودون كلل على التنفيذ الأمين لمقتضيات العقد الانتخابي الذي على أساسه تم انتخابه، مبتعدا في كل ما أنجز لصالح هذا الشعب عن الشّخصنة والارتجالية والشعبوية والاستغلال السياسي الرخيص".
وأضاف أن مأموريته المقبلة "ستكون بالشباب ومن أجل الشباب"، مشيرا إلى أنه "رغم كل ما أنجز لصالحهم، إلا أنه متفهم جدا لما لدى الشباب من مآخذ وانتظارات".
وبالإضافة إلى دعمه من حزب "الإنصاف" الحاكم، فإن ولد الغزواني مدعوم من عدة أحزاب أخرى، من بينها حزب "الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم" ثالث أكبر حزب ممثل في البرلمان، وحزب "الاتحاد والتغيير الموريتاني".
ووصل ولد الشيخ الغزواني إلى السلطة بعد حصوله على 52.01 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي نظمت في حزيران/يونيو 2019.
بيرام الداه اعبيد
كما أعلن أيضا الناشط الحقوقي بيرام الداه اعبيد، الترشح للانتخابات الرئاسية.
وقال في مهرجان جماهيري مساء الأربعاء، إنه ترشح من أجل "إحداث قطيعة من الفساد ونهب ثروات البلد".
ودعا ولد اعبيد مناصريه إلى مراقبة مراكز التصويت يوم الاقتراع، وخصوصا المراكز التي يشرف عليها وجهاء القبائل ورجال الأعمال، لافتا إلى أنه يقدم نفسه لشعب موريتانيا كفرصة للتناوب.
وخاض بيرام الداه اعبيد، الانتخابات الرئاسة التي جرت 2019، وجاء في المرتبة الثانية بعد مرشح السلطة ولد الشيخ الغزواني، حيث حصد 18.58% من الأصوات.
كما خاض الانتخابات الرئاسية التي جرت 2014 وحصد 8,67% من أصوات الناخبين، وهو الآن نائب في البرلمان الموريتاني.
ومن بين أبرز الجهات الداعم للناشط الحقوقي بيرام الداه اعبيد، حزب "الصواب"، وهو رابع حزب ممثل البرلمان.
العيد ولد محمد
من جهته، أعلن النائب في البرلمان الموريتاني العيد ولد محمد ترشحه للانتخابات، معتبرا أن موريتانيا ما زالت على آخر قوائم التنمية، وتتصدر قوائم الفساد والفقر وضعف المؤسسات، وغياب الأمل في تغيير الواقع لدى الكثير من أبناء الشعب.
وقال في خطاب إعلان ترشحه؛ إن وضع موريتانيا يحتم طرح سؤال جوهري، هو: لماذا بعد 63 سنة من الاستقلال، ما زالت موريتانيا على حالها؟
وأكد ولد محمد، أن موريتانيا ما زالت تعتمد على الخارج في أكثر ركائز وجودها في الدواء والغذاء.
ويعد العيد ولد محمد، محاميا موريتانيا وناشطا حقوقيا ونائب البرلمان الحالي، نشط في السياسية طيلة السنوات الماضية في حزب "تكتل القوى الديمقراطية"، قبل أن ينشق عن الحزب وينضم مع عدد من رفاقه لحزب "الجبهة الجمهورية للوحدة والديمقراطية".
ومن أبرز الداعمين للمرشح العيد ولد محمد، حزب "الجبهة الجمهورية للوحدة والديمقراطية"، بالإضافة لشخصيات سياسية مستقلة.
نور الدين محمد
كما أعلن الدكتور نور الدين محمد، وهو طيب وناشط حقوقي الترشح لخوض السباق الرئاسي.
ويحظى نور الدين محمد، بدعم واسع في أوساط الشباب، لكنه غير مدعوم من أحزاب سياسية كبيرة.
ترقب لقرار المعارضة
وتنتظر الساحة السياسية بكثير من الترقب قرار حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (ثاني أكبر حزب ممثل في البرلمان)، الذي لم يحدد بعد خيارته بشأن السباق الرئاسي.
وقالت مصادر لـ"عربي21"؛ إن الحزب المعارض يدرس خيارات عدة، من بينها الدفع بمرشح من داخل الحزب، أو دعم أحد المرشحين.
كما لم تعلن أحزاب معارضة رئيسية أخرى، ومن بينها حزب "تكتل القوى الديمقراطية"، قرارها بشأن خوض السباق الرئاسي.
توقعات المتابعين
ويرى عدد من المتابعين، أن المؤشرات توحي إلى أن الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني سيتجاوز من الشوط الأول في الانتخابات.
وقال المحلل السياسي أحمد سالم ولد يب خوي؛ إن التوقيعات تظهر أن الغزواني قد يحسم السابق من الجولة الأولى، على أن يحتل المرشح بيرام الداه اعبيد المركز الثاني، ثم يأتي باقي المترشحين بنسب عادية.
لكنه لفت في تصريح لـ"عربي21" إلى أن سكان العديد من المناطق يعيشون حالة من التذمر، ما يعني أن ذلك قد يؤثر بشكل أو بآخر على شعبية الرئيس الحالي.
وأضاف: "المؤشرات في المناطق الشرقية التي أنقذت الرئيس الحالي من الشوط الثاني في الانتخابات الماضية، تشهد تذمرا واسعا داخل الأوساط التي عرفت تقليديا بولائها المطلق للأنظمة، بفعل تردي الأوضاع المعيشية، وتفاقم الوضع الأمني في مالي المجاورة".
هل تؤثر تجربة السنغال؟
وقد تابع الموريتانيون بكثير من الاهتمام الانتخابات الأخيرة التي جرت في الجارة السنغال، والتي أفضت إلى انتخاب شاب معارض.
وبهذا الخصوص، يقول المحلل السياسي أحمد سالم ولد يب خوي؛ إن "العوامل الداخلية أكثر تأثيرا في الناخب الموريتاني الذي يستطيع تغيير الموازين".
لكنه لفت إلى أن التجربة السنغالية سيكون لها تأثير بشكل أو بآخر، خصوصا في أوساط الشباب.
واختار السنغاليون في آذار/مارس الماضي، المعارض الشاب باسيرو ديوماي فاي، خامس رئيس لبلدهم، وذلك بعد أزمة سياسية عاصفة، تسبب فيها الرئيس المنتهية ولايته ماكي صال.