أخبرتني والدتي يوما ما قصة امرأة ضامرة في غيتو وارسو
كانت تنوح من نافذة زنزانتها بأن جميع اليهود في الغيتو سيُقتلون. وباتت تُلقّب بكاساندرا،
على اسم نبيّة المصير القاتم في الأساطير اليونانية. وافترض الجميع أنها مجنونة، وتأملَتْ
والدتي في الأمر لاحقا وقالت إن تلك المرأة استشرفت الحقيقة بطريقة ما: فلم يكن ما
يجري هو "إعادة توطين" لليهود في شرق أوروبا؛ بل كانوا يُنقلون لمواجهة الموت.
لقد بقيتُ مترددا لغاية الآن في قرع جرس الإنذار، لكني
أجد لزاما عليّ، ومن دافع المسؤولية السياسية، ورغم الخطر بأنني سأُدعى مجنونا، أن
أقول علنا:
إسرائيل تندفع نحو الهاوية وتجر بقية العالم معها.
يجب أن يبدأ أي تحليل عقلاني للمأزق الحالي بالحقيقة الثابتة
التالية: إسرائيل هي دولة مجنونة، وليست مجرد "جهة فاعلة سيئة"، أو نظام
"عاصٍ"، بل دولة مجنونة. إن الطيف الكامل لآراء النخبة الإسرائيلية، والتي
تعكس الآراء السائدة في المجتمع الإسرائيلي بمجمله (الذي يدعم بأغلبية كاسحة حرب الإبادة
الجماعية في
غزة؛ فلم يرفض الخدمة العسكرية سوى حفنة من الإسرائيليين)، لا يتسع أكثر
من أنملة:
فعلى أحد قطبي هذا الطيف يقف "الواقعيون المخبولون"،
الذين كتب عنهم عالم الاجتماع سي. رايت ميلز في السياق الأمريكي: "لقد باتوا يعتقدون
بأنه ليس هناك... حل آخر سوى الحرب، حتى عندما يشعرون بأن الحرب لن تحل شيئا... وهم
ما زالوا يعتقدون بأن "الانتصار" يعني شيئا، رغم أنهم لم يخبرونا قط ما يعنيه".
[1]
ينتمي البروفيسور بيني موريس تماما إلى هذه الطينة، فهو
دمث، ومتعلم، وعلماني ومخبول، حتى أنه "أثبت" في إحدى المرات بأن الإسرائيليين
اليهود لا يمكن أن يتعايشوا مع الفلسطينيين البرابرة بناء على مجموعة من الإحصاءات
من بينها العدد الأكبر من حوادث السيارات التي يتسبب فيها الفلسطينيون![2] ويحث موريس
الولايات المتحدة أن تنضم إلى إسرائيل في مهاجمة
إيران، وبعد ذلك يتوعد بأنه إذا لم
تكن الولايات المتحدة على قدر هذه المسؤولية، فستقوم إسرائيل بالمهمة لوحدها وتهاجم
إيران بالأسلحة النووية. لا بد أنه يدرك إذ يعرض مبتهجا مثل هذه المشورة بأن مثل هذا
الهجوم لن يؤدي فقط إلى حرق عشرات ملايين الإيرانيين -وهو يعتقد أنهم يستحقون هذا المصير-
بل سيثير أيضا انتقاما فتاكا. فحزب الله اللبناني لوحده يملك، حسب المزاعم،
150,000 صاروخ. ويشبه الأمر حكم إعدام متبادل، لكن لا يبدو أن هذه الآفاق تثبط همة
موريس ولو قليلا.
وعلى القطب الآخر من الطيف يقف مجانين بلغوا آخر مصاف الجنون
أو أولئك الذين على بعد خطوة واحدة من تلك العتبة. وكان تشومسكي قد علّق بما يشبه النبوءة
قبل أربعة عقود، "إن الخطر الأكبر الذي يواجه إسرائيل اليوم هو "النسخة الجماعية"
من انتقام شمشون من الفلسطينيين –"لتمت نفسي مع الفلسطينيين"- إذ هدم المعبد
على رؤوس من فيه". أما المُستنسَخون الحاليون عن شمشون ممن يتحصنون في القدس فإما
بلغوا مبلغ الجنون -"يجب أن نقتل الأغراب [الأمم غير اليهودية] من حولنا وندفنهم
بينما نموت نحن معهم"- أو إنهم يتظاهرون "بالجنون" لإثارة الهلع في
قلوب أعدائهم وحلفائهم على حدٍ سواء ليخضعوا لهم. يجب الإشارة إلى أن الجنون الزائف
قد يتحول بسهولة إلى جنون حقيقي إذ تأخذ الأشباح المتخيلة التي يستحضرها المرء تتسرب
إلى أعماق عقله. والنتيجة هي أن هذا الجنون، سواء أكان حقيقيا أم مختلقا، "يجعل
الحسابات العقلانية... أمرا مشكوكا فيه" إذ أن إسرائيل "قد تتصرف بأسلوب
ما أُطلق عليه أحيانا الدول المجنونة".[3]
وثمة تقرير في صحيفة يوم أمس يبين في الوقت الحقيقي هذه
النزعة الإسرائيلية من الهياج المعتوه: فعندما نصح مسؤول إسرائيلي رفيع بوجوب توخي
الحذر، وأن يكون على المدى القصير فقط، بعد الانتقام الإيراني الرمزي، طالب وزير من
اليمين المتطرف، على العكس من ذلك، أن تتصرف إسرائيل "بجنون".[4]
*
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة في 14 نيسان/ أبريل تحدث
فيها ممثل إسرائيل، جلعاد إردان، ويبين ما قاله مدى الجنون الذي يحيق بإسرائيل. ويمثل
ما طرحه إردان -إذا كان خاليا من أي قيمة أخرى- درسا في الإسقاط التقريبي للدوافع الذاتية
على الآخرين، فقد بدا مقتنعا قناعة تامة بالإسقاط الذي تفوه به "أن النظام الإسلامي
الموجود اليوم هو... غير مختلف عن الرايخ الثالث الذي أقامه هتلر... ومثل النظام النازي
تماما، يبذر نظام آية الله الموت والدمار في كل مكان... فمنذ سنوات، ظل العالم يشاهد
صعود هذا الرايخ الإسلامي الشيعي، تماما مثل ما حدث أثناء صعود النازية، وظل العالم
صامتا"؛ وأنه "يجب إيقاف الطموحات الإيرانية بالهيمنة على العالم قبل أن
تدفع العالم إلى نقطة اللاعودة، وإلى حرب إقليمية يمكن أن تتصاعد إلى حرب عالمية"؛
وأن إيران "تنطلق بسرعة نحو تكوين قدرات نووية... وبات الوقت اللازم لها حاليا
لإنتاج ترسانة من الأسلحة النووية أسابيع فقط، مجرد أسابيع". وإذا لم يكبح العالم
جماح إيران، فليس أمام إسرائيل حينها سوى تحمل هذا العبء الهائل لوحدها لإيقاف الرايخ
الثالث لهتلر: "نحن نواجه إطلاق نيران من جميع الجبهات، ومن جميع الحدود، ونحن
محاطون بعملاء الإرهاب الإيراني... وجميع الجماعات الإرهابية التي تهاجم إسرائيل هي
أذرع للأخطبوط الشيعي نفسه. لذا فإنني أسألكم، وأرجو أن تكونوا صادقين مع أنفسكم، ما
الذي كنتم ستفعلونه لو كنتم مكاننا؟ وما الذي كنتم ستفعلونه لو كنتم تواجهون الظرف
الذي تواجهه إسرائيل؟ وكيف ستستجيبون إذا كان وجودكم مهددا في كل يوم؟ لا يمكن لإسرائيل
أن تقف ساكنة، ونحن سندافع عن مستقبلنا".
ورفع إردان جهازه اللوحي الإلكتروني الذي يُظهر صورة زعم
أنها تبيّن اعتراض إسرائيل لمسيرات إيرانية فوق المسجد الأقصى، وادعى لإسرائيل عباءة
الحامي الحقيقي للأماكن الإسلامية المقدسة من الذين دنسوها من طهران -"انظروا
إلى مقطع الفيديو هذا الذي يُظهر كيف اعترضت إسرائيل مسيرات إيرانية فوق جبل الهيكل
والمسجد الأقصى".
وكانت النبرة التي تبناها في خطابه وكأنه يوجه اتهاما متحديا،
من يجرؤ على الشك بما أقوله؟! واستذكر إردان: "في كل خطاب ألقيه وفي رسائل لا
حصر لها، قرعت جرس الإنذار بخصوص إيران". لقد كان محقا في قرع جرس الإنذار؛ ولكنه
أخطأ في تعيين المكان الذي ينبثق منه الجنون. أيها الطبيب، اشفِ نفسك [باللاتينية في
الأصل]. وإذا كان إردان يمثل ولو نصف دولة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي -ويمكن إقامة
حجة بأن النسبة أكبر بكثير من ذلك- فثمة كارثة تلوح بالأفق.
ومن الصحيح أن القادة الإسرائيليين أعربوا سابقا عن تصريحات
مخبولة تماما، ويكفي هنا أن نتذكر رئيس الوزراء
نتنياهو عندما حمل رسما سخيفا في الأمم
المتحدة يصور قنبلة إيرانية نووية، وتصريحه بأن هتلر لم يكن العقل المدبر وراء الحل
النهائي [إبادة اليهود] بل مفتي القدس الفلسطيني. وفي الواقع منذ مفاوضات كامب ديفيد
في عام 1978 تأمّل الرئيس كارتر بشأن رئيس دولة إسرائيل وقال: "لقد بات من الأوضح
أن عقلانية [مناحيم] بيغن هي في موضع شك".[5] مع ذلك ثمة قفزة حضارية إلى الخلف
تفصل بين ما كانت عليه إسرائيل يوما ما عمّا باتت عليه حاليا. فقد كان بوسع ممثل إسرائيل
في الأمم المتحدة في وقت حرب عام 1967 ("الأيام الستة")، إيبا إيبان، أن
يراوغ مرة تلو المرة دون أن يرف له جفن، وإن يكن ببلاغة بارعة كما يليق بخريج متفوق
من جامعة كامبريدج. ولكن كان من الممكن تحليل طروحاته لإثبات خطئها (كما سعى كاتب هذه
السطور للقيام بذلك سابقا).[6] أما إمكانية تحليل خطاب إردان فليست أفضل من إمكانية
تحليل تبرّمات شخص مضطرب عقليا.
*
قد يرغب المرء أن يحث إيران على التصرف بحذر كي لا تثير
الدولة المجنونة، لكن ذلك، وللأسف، ليس خيارا ممكنا، حسبما أرى. فالسجل الوثائقي يوضح
أنه عندما تستهدف إسرائيل بلدا ما، فما من شيء يدفعها للكف عما تنوي عليه سوى الخضوع
التام من قبل البلد المستهدف. وإذا قاومت القوة "العدوة" الاستفزازات الأولية،
ستواصل إسرائيل التصعيد باستفزاز إثر الآخر حتى يصبح من غير الممكن سياسيا للكيان المستهدف
امتصاص المزيد من اللطمات. فذلك هو ما حدث عندما استهدفت إسرائيل مصر في عهد جمال عبد
الناصر في بدايات عقد الخمسينيات من القرن العشرين.[7] (كان رئيس الوزراء الإسرائيلي
آنذاك، ديفيد بن غوريون، يخشى من أن الرئيس المصري "القومي الراديكالي" قد
يصبح يوما ما حاكما لدولة عصرية قادرة على لجم الطموحات الإقليمية لإسرائيل). وهذا
ما جرى أيضا عندما استهدفت إسرائيل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان في بدايات عقد
الثمانينيات من القرن العشرين.[8] (كان رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، مناحيم بيغن،
يخشى من أن "هجوم السلام" الذي انتهجته منظمة التحرير الفلسطينية -إذ دعم
الفلسطينيون تسوية على أساس حل الدولتين فيما رفضتها إسرائيل- سيتسبب بفرض ضغوطات دولية
على إسرائيل للانسحاب من الضفة الغربية).
وهذا ما جرى أيضا في عام 2002 أثناء الانتفاضة الثانية
عندما نفذت إسرائيل عمليات اغتيال مستهدفة ضد القادة الفلسطينيين.[9] (كان رئيس الوزراء
الإسرائيلي آنذاك، أريئيل شارون، يخشى من أن الفلسطينيين سيوقفون الهجمات المسلحة مقابل
التوصل إلى وقف لإطلاق النار عبر التفاوض). وهذا ما جرى أيضا في عام 2008 عندما خرقت
إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس من أجل إطلاق "عملية الرصاص المصبوب".[10]
(كان رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، إيهود أولمرت، يخشى من أن حماس ستكتسب شرعية دولية
إذ عكفت على إضفاء الاعتدال على برنامجها السياسي).
والحقيقة المؤسفة هي أنه فيما عدا ارتكاب الانتحار الوطني،
لا يتوفر لإيران أي خيار آخر للإحجام عن المواجهة: فمن المحتم تقريبا أن إسرائيل ستواصل
تصعيد استفزازاتها حتى لا يبقى أي خيار لطهران سوى الرد. ولن يكون أمرا مفاجئا أن تغتال
إسرائيل آية الله خامينئي ثم تنكر قيامها بذلك مع إصدار تلميحات هنا وهناك بأنها فعلت
ذلك.
*
لقد ظلت الحكومة الإسرائيلية متيقظة دائما لاستغلال الفرص
من أجل تنفيذ خططها المعدة مسبقا. ففي عام 1989، أثناء مذبحة ميدان تيانانمين، حث بنيامين
نتنياهو حكومته لاستغلال انشغال وسائل الإعلام بهذا الأمر وتنفيذ طرد جماعي للفلسطينيين
من الضفة الغربية. وفي 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008، عندما انتخبت الولايات المتحدة
أول رئيس أسود البشرة في تاريخها، استغل رئيس الوزراء أولمرت الانشغال الإعلامي بهذا
الأمر ليخرق اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس. وفي 17 تموز/ يوليو 2014، عندما أُسقطت
طائرة ماليزية مدنية فوق أوكرانيا، استغل رئيس الوزراء نتنياهو انشغال وسائل الإعلام
بهذا الأمر بأن شن اجتياحا بريا فتاكا في غزة خلال عملية الدرع الواقي.
وثمة فرصة غير مسبوقة للمجانين في القدس لتخليص إسرائيل
من تحد ثلاثي لسيطرتها الإقليمية، وهي فرصة وفرتها ذريعة 7 تشرين الأول/ أكتوبر، والآن
"الانتقام" الإيراني: وذلك لتدمير غزة، وحزب الله، وإيران؛ وستتمكن إسرائيل
أيضا وسط "ضباب" مثل هذا الانفجار من تنفيذ تطهير عرقي في الضفة الغربية.
وإذا كان ثمة أمل بأن عصبة من الأشخاص في القيادة الإسرائيلية ستتبلور لإيقاف الاندفاع
نحو الهاوية، فلا بد من القول إن فرص حدوث ذلك ضئيلة.
وكان كاتب سيرة هتلر، إيان كيرشو، قد أشار إلى أن سبب مرور
وقت طويل قبل إعداد خطط انقلاب ضد الفوهرر هي وجود "شعور عميق بطاعة السلطة وخدمة
الدولة" اعتقادا بأنه "ليس خطأ فقط، بل خسة وخيانة أن يعمل المرء على تقويض
بلده أثناء حرب"، و"حتى مع تعاظم الكوارث العسكرية واقتراب وقوع الكارثة
المطلقة، لم يتبخر التأييد المتعصب لهتلر بأي حال من الأحوال، بل استمر وإن يكن على
شكل توجه من قبل أقلية من الناس، وذلك رغبة منهم بإظهار قوة ذاتية مذهلة وقدرة على
التحمل".[11]
من الصعب ألا نلاحظ عوامل مشابهة قيد العمل حاليا في أوساط
النخبة الإسرائيلية. وبخصوص هذه النقطة الأخيرة، بينما ظل ناقدو نتنياهو يبشرون بنهايته
السياسية منذ سنوات، فقد ظل ينهض من جديد على الرغم من عثراته. لماذا؟ لأن الإسرائيليين
يرون انعكاسهم فيه. بل إن نتنياهو هو إسرائيل: شخص بغيض وأناني ومناصر لفكرة تفوق اليهود
على سائر الأعراق، ولا يرى أي اعتبار سوى لليهود في الترتيب الإلهي العام لشؤون الدنيا.
يجب الإقرار، أخيرا، بأن ليس كل ما يخشاه الإسرائيليون
لا أساس له، فثمة رغبة واسعة النطاق الآن بأن تختفي إسرائيل عن الخريطة، بينما تضاءلت
قدرتها على بث الرعب في قلوب جيرانها لإخضاعهم. ولكن إسرائيل تتحمل الوزر الأكبر عن
حشر نفسها في هذا الموقف. فقبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أومأت حماس نحو قبولها بالتسوية
على أساس إقامة دولتين، كما ظلت إيران تصوت باستمرار مع غالبية أعضاء الجمعية العامة
للأمم المتحدة دعما للإجماع الدولي حول حل النزاع على أساس إقامة دولتين، ولكن إسرائيل
رفضت ذلك.
هل سيقاوم رئيس الوزراء نتنياهو الإغراء الذي لا يُقاوم
بحل العقدة الإقليمية المستعصية باستخدام القوة الغاشمة وجر العالم لما لا تُحمد عقباه،
أم سيقوم، مثل شمشون، بهدم المعبد على رأس كل من فيه ويدمرنا ويدمر نفسه؟ ربما كانت
كاساندرا ستقول: كل شيء ممكن!
المراجع:
[1] ميلز، "أسباب الحرب العالمية الثالثة".
[2] موريس، "دولة واحدة، دولتان".
[3] تشومسكي، "المثلث الرهيب". أسهب الصحفي الاستقصائي
سيمور هيرش لاحقا بشأن الرؤى التي أعرب عنها تشومسكي بخصوص خيار شمشون.
[4] صحيفة "نيويورك تايمز"، 15 نيسان/ أبريل
2024.
[5] كارتر، "مذكرات البيت الأبيض".
[6] فنكلستين، "الحقيقة والخيال في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني".
[7] بيني موريس، "الحروب الحدودية".
[8] روبرت فيسك، "ويل لأمة".
[9] نورمان فنكلستين، "ما يفوق الوقاحة".
[10] نورمان فنكلستين، "غزة".
[11] كيرشو، "هتلر، 1936-1945".
المصدر:
حساب الكاتب على منصة إكس