حذرت صحيفة "
هآرتس"
الإسرائيلية من خسارة دور
قطر كوسيط بين "إسرائيل" وحركة حماس، على ضوء إعلان الدوحة أنها بصدد
إعادة تقييم دورها في
الوساطة.
وقال المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، تسيفي بارئيل، إن تنفيذ قطر لتحذيرها، من شأنه توجيه ضربة خطيرة للمفاوضات وفرص إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وذلك "ليس فقط لأن الدوحة تتمتع بنفوذ كبير على حماس، بل لأنها أيضا تمكنت من خلق ديناميكية فريدة في المفاوضات".
ونقلت هآرتس عن مصدر مطلع قوله، إن "ممثلي إسرائيل في المفاوضات، وليس الحكومة، يتمتعون بوضع الشركاء مع القطريين وباتت هناك معرفة شخصية بين الطرفين ما أدى إلى احترام متبادل وهو أمر حيوي لنجاح المفاوضات".
وأدت الوساطة القطرية إلى إطلاق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، كما أنها توفر قناة مفتوحة بين حماس والولايات المتحدة، لكن الصحيفة حذرت من أن تراجع دور الوساطة القطرية من شأنه أن يوجه ضربة قاسية للمفاوضات.
قطر تقيم الوساطة
وأعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، الأربعاء الماضي، أن الدوحة تجري تقييما لدور الوساطة بين "إسرائيل" وحركة حماس، بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع
غزة، وستتخذ القرار "المناسب"، فيما قالت واشنطن إن القرار النهائي بشأن الوساطة يعود للدوحة.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقده ابن عبد الرحمن في الدوحة، عقب لقائه نظيره التركي هاكان فيدان، إن "اللقاء يأتي في ظروف حساسة تشهدها المنطقة، عقب التصعيد الأخير الذي مرت به".
وأضاف أن اللقاء شهد أيضا "مشاورات بشأن آخر تطورات الحرب في قطاع غزة، وتم التأكيد على أهمية أن يرتقي المجتمع الدولي إلى مستوى مسؤوليته، ويضع حدا للتصعيد الإسرائيلي، فضلا عن بحث آخر تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار بالقطاع".
وبشأن مفاوضات التهدئة بغزة، قال وزير خارجية قطر، إن "الدوحة ساهمت بشكل إيجابي بناء تجاه المفاوضات، وحاولت كسر الهوة بين الأطراف، والمسألة أخذت شهورا طويلة، والخلافات كانت واسعة، وحاولنا مع الشركاء في مصر والولايات المتحدة كسر تلك الهوة وتقديم مقترحات".
وأوضح أن "دور الوسيط محدود لا يستطيع تقديم أشياء تمتنع عنها الأطراف نفسها"، دون تفاصيل أكثر بشأنها.
واستدرك ابن عبد الرحمن، بأنه "للأسف هناك إساءة لاستخدام هذه الوساطة لمصالح سياسية ضيقة، وهذا يستدعي تقييما شاملا لدور الوساطة".
ولفت إلى أن "الدوحة انخرطت في تلك العملية (الوساطة) من منطلق إنساني ووطني وقومي لحماية أشقائنا في فلسطين".
وأضاف: "للأسف، هناك مزايدات من بعض السياسيين أصحاب المصالح الضيقة، إذ يحاولون القيام بحملات انتخابية، ويقولون في الغرف المغلقة أشياء مختلفة تماما عن العلن"، دون أن يحددهم.
وأكد ابن عبد الرحمن، أن "الدوحة ملتزمة بدورها، لكن هناك حدود لهذا الدور".
وأشار إلى أن "قطر ستتخذ القرار المناسب (بشأن ذلك التقييم) في الوقت المناسب".
من جانبها، قالت الخارجية الأمريكية إن دور قطر كوسيط في المفاوضات ليس له بديل، لكن قرار الاستمرار في هذا الدور يعود للدوحة.
ومنذ أشهر، ترعى قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس؛ بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.