لا تزال المشاهد المروعة
تسيطر على كافة أنحاء مدينة
خانيونس، بعد أيام من انسحاب جيش
الاحتلال منها، ففي
كل زقاق وشارع تجد ركاما ودمارا، بل هناك أحياء سكانية كاملة قد سويت بالأرض.
ورغم عودة الفلسطينيين إلى
خانيونس في 7 نيسان/ أبريل الجاري، إلا أن حجم الدمار يتكشف يوما بعد يوم، وهو ما
بدا على ملامح أهالي المدينة الذين نزوحوا عنها قرابة 4 أشهر، وعادوا إليها مصدومين
ومتفاجئين من هول جريمة الاحتلال.
وخلال عودتها للمنزل، لم
تكن الفلسطينية روان تتوقع أن يكون منزل أسرتها الذي بنته بعناء وجهد طوال السنوات
الماضية، قد دمر تماما وسُوي بالأرض.
فبعد أيام من انسحاب الجيش
الإسرائيلي من مدينة خانيونس، ذهبت روان لتفقد منزلها والبقاء فيه كما كانت تخطط
مع أسرتها التي نزحت لمدينة رفح (جنوب) ريثما تنتهي
الحرب الإسرائيلية التي خلفت
دمارا واسعا.
صدمة كبيرة
وبصدمة كبيرة، عاينت
الفلسطينية منزلها ومنازل جيرانها، واطلعت على حجم الدمار الواسع الذي حل
بالمنطقة، فأحبط آمالها وأحلامها في العودة إليه.
وقالت روان للأناضول:
"تعبنا من النزوح بعيدا عن منزلنا، وعندما انسحب الجيش بعد أيام قررنا العودة
لتفقده والسكن فيه، لكنني انصدمت لما رأيته من دمار واسع"، مضيفة أنه "لا يوجد بيت، ولا حتى أثر
له، ولم يكن هناك مكان يصلح للعيش".
وحالة روان هي نموذج واحد
فقط عن حال الكثير من الفلسطينيين الذين عادوا ليسكنوا في منازلهم، فوجدوها مدمرة
جراء الحرب الإسرائيلية.
بدوره، يقول سعيد عبد
الرحمن للأناضول: "ذهبت لتفقد منزلي لأعيش فيه، ولكني وجدت ركاما فقط ولم أجد
منزلا".
عودة للنزوح
ويضيف: "هنا في مدينة
خانيونس بعد انسحاب الجيش، لا يوجد شيء، لا مياه ولا مسكن، لذلك سنعود إلى مكان
النزوح في مدينة رفح".
وفي 7 أبريل الجاري، أعلن جيش
الاحتلال الإسرائيلي انسحابه من خانيونس بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية فيها
كانت تهدف إلى استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، إلا أنه خرج من
المدينة دون تحقيق أهدافه.
وأثرت العملية العسكرية
الإسرائيلية في المدينة بشكل كبير، حيث خلفت دمارًا واسعًا في الطرق والمنازل
والبنية التحتية.
وكان الفلسطينيون في مدينة
خانيونس قد نزحوا من منازلهم خلال العملية البرية الإسرائيلية، إلى مناطق قريبة
من مدينة رفح ومناطق الوسط في دير البلح، حيث لجأوا للسكن في خيام وفي أماكن
للنزوح مثل مراكز ومدارس ومستشفيات.
ويشن الاحتلال حربا مدمرة
على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، خلّفت أكثر من 100 ألف شهيد وجريح،
معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب الدمار الهائل والمجاعة التي أودت بحياة أطفال
ومسنين.