أثارت تهديدات الحكومة
الإيرانية بالرد على استهداف مبنى قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، الأسبوع الماضي، قلقا واسعا داخل إسرائيل، واستنفارا عالميا.
وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الخميس، إن إسرائيل تعيش أوقاتا صعبة للغاية، و"نحن في خضم الحرب في غزة التي لا تزال مستمرة بكامل قوتها، وفي الوقت نفسه نواصل جهودنا المتواصلة لإعادة المختطفين لدينا، ولكننا نستعد أيضًا لسيناريوهات التحديات من ساحات أخرى".
وتابع: "نحن نستعد لتلبية الاحتياجات الأمنية لدولة إسرائيل في الدفاع والهجوم".
فيما أعلن مجلس الحرب أنه سيجتمع مساء الخميس، ومن المتوقع أن يبحث طبيعة الرد الإيراني المرتقب.
ضربة وشيكة
بدورها، قالت وكالة "
بلومبيرغ" إن
الولايات المتحدة تتوقع قيام إيران بتوجيه ضربة صاروخية وشيكة على إسرائيل، في حين أعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية أنها علّقت رحلاتها من طهران وإليها.
وقالت الوكالة إن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتقدون أن "الهجوم الكبير لإيران ووكلائها باستخدام الصواريخ والمسيّرات ضد أهداف عسكرية وحكومية إسرائيلية بات وشيكا وقد يحدث في الأيام المقبلة".
وتابعت بأنه "تم إبلاغ حلفاء إسرائيل الغربيين بأنه من غير المتوقع أن يتم استهداف منشآت مدنية، وأن الهجوم قد لا يأتي بالضرورة من شمال إسرائيل".
استنفار أمريكي
واستنفرت الولايات المتحدة على المستويين السياسي والعسكري، في تعاط جاد مع التهديدات الإيرانية.
عسكريا، أعلنت وسائل إعلام وصول قائد القيادة الوسطى الجنرال إريك كوريلا، إلى دولة الاحتلال لبحث تهديدات إيران، ومن المتوقع أن يلتقي وزير الحرب يوآف غالانت.
وطلبت الولايات المتحدة وساطة دول عربية لإقناع إيران بعدم الاتجاه نحو التصعيد، ردا على ضربة قنصليتها في دمشق، واغتيال القائد في الحرس الثوري العميد محمد رضا زاهدي.
وذكرت وكالة "رويترز" نقلا عن مصادر، أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكغورك اتصل بوزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات والعراق ليطلب منهم إيصال رسالة إلى إيران تحثها على خفض التوتر مع الاحتلال.
وبحسب "بلومبيرغ" فإن إعلان وزارة الخارجية الإيرانية أمس الأربعاء، أن وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات والعراق تحدثوا هاتفيا مع وزير الخارجية الإيراني، هو تأكيد على طلب
واشنطن من الدول الأربع التوسط لخفض التصعيد.
روسيا تحذر
دخلت روسيا على خط التوتر الحالي، بتحذير مواطنيها ورعاياها من السفر إلى الشرق الأوسط، في إشارة إلى تصاعد التهديدات.
ونصحت وزارة الخارجية الروسية مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى الشرق الأوسط خاصة إسرائيل ولبنان وفلسطين المحتلة.
وقالت في بيان: "نوصي بشدة المواطنين الروس بالامتناع عن السفر إلى المنطقة، وخاصة إلى إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية، إلا في حالات الضرورة القصوى".
وقالت الوزارة: "الوضع المتوتر في منطقة الشرق الأوسط لا يزال مستمرا".
تعليق الرحلات
مددت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا اليوم الخميس، تعليق رحلات الطيران اليومية إلى العاصمة الإيرانية طهران على وقع التوترات الأخيرة.
ولوفتهانزا والخطوط الجوية النمساوية التابعة لها هما الشركتان الغربيتان الوحيدتان اللتان تسيران رحلات إلى طهران، وهي خدمات تقدمها في الأغلب شركات طيران تركية وشرق أوسطية.
وقالت لوفتهانزا اليوم الخميس، إنها مددت تعليق الرحلات الجوية من وإلى طهران ليومين آخرين حتى 13 نيسان/ أبريل، لتفادي وضع تضطر فيه أطقم الشركة للبقاء ليلا في طهران.
وقالت الخطوط الجوية النمساوية التي تسير رحلات من فيينا إلى طهران ست مرات أسبوعيا، إنها لا تزال تخطط لتسيير الرحلات اليوم الخميس، لكنها تعدل المواعيد لتجنب التوقف أثناء ساعات الليل.
ومساء الأربعاء، أعلن وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، عن تعليق الطيران في أجواء طهران، بسبب مناورات عسكرية اعتبارا من منتصف الليل، بحسب ما نقلته وكالة مهر الإيرانية.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قال إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية في حادث قصف السفارة الإيرانية بدمشق.
وذكر عبد اللهيان خلال مؤتمر مع نظيره السوري فيصل مقداد في دمشق، أن دولة الاحتلال ستُعاقب، على استهدافها القنصلية الإيرانية، وستكون أيامها المقبلة صعبة.
وأعلن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أن الرد الإيراني على ضربة دمشق "آت".. دون تقديم مزيد من التفاصيل.