تحدث الكاتب التركي رجب سويلو عن انعكاسات استمرار العلاقات التجارية مع "
إسرائيل" التي تشن حربا وحشية في قطاع
غزة، على نتائج
الانتخابات البلدية في
تركيا،
وقال الكاتب، إنه "بينما كان الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان يقوم بحملة انتخابية للترويج لمرشحي حزبه في الانتخابات المحلية في ولاية سكاريا المحافظة، مخاطبا الآلاف من الناس في تجمع حاشد، ظهرت لافتة في الحشد، مكتوب عليها: "إنهاء عار التجارة مع إسرائيل".
وأضاف الكاتب التركي في مقالة بموقع "
ميدل ايست أي"، إنه "وعندما ركزت الكاميرات على اللافتة، سرعان ما أزالها الضباط من بين الجموع، وقاموا باصطحاب المتظاهرين الذين يحملوها خارج المظاهرة٬ ولم يعلق أردوغان على اللافتة، وليس من الواضح ما إذا كان قد رآها حتى".
ويؤكد: "بعد شهر فاز حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان برئاسة البلدية في سكاريا، ولكن حصته من الأصوات انخفضت بنسبة 18٪ مقارنة بالانتخابات البلدية لعام 2019. فقد فقدت ثلاث مناطق لصالح حزب إسلامي جديد قام بحملة مكثفة على قطع العلاقات مع إسرائيل بسبب حربها على غزة حزب الرفاه الجديد (YRP)".
ويذكر أن حزب العدالة والتنمية هزم في نهاية المطاف في أكبر خمس مدن في تركيا٬ وشهد انخفاضا كبيرا في الأصوات في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى تقدم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي بفارق بنقطتين مئويتين.
ولم يهمل الكاتب أن هناك إجماع على أن المشاكل الاقتصادية في البلاد، بما في ذلك انخفاض المعاشات التقاعدية والرواتب الحقيقية وسط التضخم الجامح، لعبت دورا رئيسيا في الهزيمة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية.
التجارة مع الاحتلال الإسرائيلي
ويرى الكاتب: "أن استمرار تجارة تركيا مع إسرائيل لم تكن أكبر قضية دفعت الناخبين المحافظين إلى البقاء في المنزل أو تبديل الأحزاب، إلا أنه كان عاملا من بين عوامل أخرى، اعترف به حتى أردوغان خلال اجتماع حزبي في وقت سابق من هذا الأسبوع حول نتائج الانتخابات".
وفي حديثه عن أسوأ هزيمة انتخابية لحزب العدالة والتنمية منذ عام 2002، قال أردوغان: "لسوء الحظ، حتى في قضية مثل أزمة غزة، التي فعلنا كل ما في وسعنا ودفعنا الثمن، فشلنا في صد الهجمات السياسية وإقناع بعض الناس".
ويتساءل الكاتب بينما يرى أردوغان أن عددا من المحافظين لم يصوتوا لحزبه نتيجة عدم اتخاذ موقف أكثر حدة ضد إسرائيل٬ ألا أن وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتز قال "إنه يبدو أن الناخبين الأتراك يعاقبون أردوغان على مهاجمة إسرائيل".
ويؤكد الكاتب التركي:" منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر والحرب الإسرائيلية اللاحقة على غزة، التي يصفها أردوغان بالإبادة الجماعية، زادت تركيا تدريجيا من انتقادها لتل أبيب. حيث استدعت سفيرها للمشاورات، وعلقت محادثات الطاقة، ودعمت فلسطين على الساحة الدولية، من الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى العواصم الغربية من خلال فريق الاتصال المعني بغزة. كما طرحت أنقرة فكرة نظام ضمان للعمل من أجل التوصل إلى حل الدولتين".
ويكمل قائلا:" في الأشهر الأولى من الصراع، في حين دعمت العواصم الغربية حرب إسرائيل على غزة، استخدم أردوغان برنامجه لفضح أعمال الإبادة الجماعية. فتركيا هي أيضا أكبر مانح إنساني لغزة، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة، وفقا لبيانات الحكومة الإسرائيلية، في حين سافر العشرات من المرضى الفلسطينيين إلى تركيا من غزة لتلقي العلاج الطبي".
الرفاه يسحب البساط
ويقول الكاتب أن حزب العدالة والتنمية تجنبت المزيد من الخطوات العقابية، بحجة أنها لم تنجح في الماضي عندما واجهت أنقرة أزمات أخرى مع تل أبيب٬ على الرغم من أن التجارة الثنائية مع إسرائيل قد انخفضت بنسبة 33 ٪ منذ 7 أكتوبر، إلا أنها استمرت مع ذلك.
ويضيف الكاتب "فيما يتعلق بمسألة التجارة، لا تؤمن أنقرة بالمعاقبة الجماعية للمجتمع الإسرائيلي من خلال قطع العلاقات تماما، مما سيؤثر سلبا أيضا على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة٬ حتى بعد مذبحة مافي مرمرة عام 2010، لم تنهي تركيا علاقتها التجارية الثنائية مع إسرائيل".
ويذكر أن وزير التجارة التركي عمر بولات قال إنه منذ العدوان الإسرائيلي على غزة، "المؤسسات العامة والشركات المملوكة للدولة لا تتعامل أبدا مع إسرائيل".
وذكر الكاتب: "أن استطلاعا للرأي هذا الأسبوع أظهر أن استمرار تجارة أنقرة مع إسرائيل دفع بعض الناخبين المحافظين بشدة إلى أحضان حزب الرفاه من جديد، التي شنت حملة مكثفة حول هذا الموضوع، كما ركزت في خطابها على السياسة النقدية القائمة على الفائدة العالية والكلاب الضالة".
واختتم الكاتب مقالة بكلمة أردوغان التي قال فيها: "قد تحتاج الحكومة إلى ضبط سياستها تجاه إسرائيل، حيث يشتكي البعض أنها تسير بشكل خاطئ من قبل الجمهور الأوسع٬ وقد ينتج عن ذلك إعادة النظر في التجارة مع إسرائيل بشكل أوسع في الأسابيع القادمة، ورفض السلع التي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية".