شدد مذيع في شبكة "
سي إن إن" الإخبارية، على أن العلاقات بين الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي تمر في "لحظة فاصلة"، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو يعمل على "تدمير الثقة التي بنيت على مدى عقود" بين الجانبين.
وقال المذيع فريد زكريا؛ إن هذه "لحظة فاصلة كبيرة في العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية؛ لأن هذه معركة جلبها نتنياهو على نفسه تقريبا، ويتساءل الشخص في مرحلة ما، إن كان يتسبب في الصراع؛ لأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومعظم الإسرائيليين يشعرون بذلك".
وأضاف في مداخلة عبر "سي إن إن"، أن الإدارة الأمريكية الحالية "كانت أكثر دعما لإسرائيل في هذا الصراع من أي إدارة أمريكية سابقة في لحظات الأزمات، فقد دعمتهم إدارة بايدن عسكريا وماديا ومعنويا".
وأردف بالقول: "لكنهم استمروا في المطالبة ببعض التنازلات، وإيلاء المزيد من الاهتمام للضحايا المدنيين والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول والسماح بوقف مؤقت لإطلاق النار، لدخول المزيد من تلك المساعدات. والآن مسألة رفح وما إن كان يجب التوغل فيها".
وذكر زكريا أن "بيبي نتنياهو يريد هذه المعركة تقريبا، فلديه تحالف يميني متطرف جدا. ويبدو أنه يدافع بحماس عن الموقف المتشدد بفعل كل هذا. ولكن من خلال القيام بذلك، فإن ما يفعله هو أنه يدمر الثقة التي بنيت على مدى عقود بين إسرائيل والولايات المتحدة. وما يفعله هو خلق فكرة، مفادها أن الولايات المتحدة يمكن أن تكون مؤيدة لإسرائيل دون أن تكون مؤيدة لبيبي. يمكن لإسرائيل أن تكون حليفا مقربا، لكن بيبي نتنياهو قد لا يكون حليفا مقربا".
والاثنين، تبنى مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان في قطاع
غزة، في حين فشل المجلس في تمرير تعديل لمشروع القرار يتضمن عبارة "وقف دائم لإطلاق النار".
وتمكن مجلس الأمن من تبني القرار عقب حصوله على 14 صوتا مؤيدا، وإحجام الولايات المتحدة عن التصويت، الأمر الذي أثار غضب
الاحتلال، حيث ألغى نتنياهو على الفور سفر وفده إلى واشنطن، في حين تعهد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بأن "تل أبيب لن توقف إطلاق النار بقطاع غزة، وستواصل القتال حتى إعادة جميع المحتجزين وتدمير ’حماس’".
ومع تصاعد الإحباط الأمريكي، تراجع نتنياهو عن عدم إرسال وفده إلى الولايات المتحدة بعدما قرر إلغاء الزيارة المقررة؛ احتجاجا على إحجام واشنطن عن استخدام حق النقض "الفيتو" ضد قرار وقف إطلاق النار.
والأربعاء، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، في مؤتمر صحفي: "اتفقنا مع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على تحديد موعد آخر للاجتماع المخصص"، وذلك من أجل مناقشة الخطط العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ولليوم الـ175 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 32 ألف شهيد، وأكثر من 74 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.