قدّمت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي
الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، تقريرها لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، تحت عنوان "تفصيل الإبادة الجماعية".
وقالت ألبانيز، في تقريرها، إن "هناك أسسا معقولة للاعتقاد بأن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في قطاع
غزة، خلال حملتها العسكرية هناك ضد حماس"، مشيرة إلى أنها قد "تلقّت تهديدات خلال عملها على التقرير".
وأوضحت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالقول: "نعم، أتلقى تهديدات بالفعل، ليس لدرجة أن أفكر في اتخاذ إجراءات احترازية إضافية بعد، لكن هل يشكل ضغطا؟ نعم ولا يغير لا التزامي بعملي ولا نتائجه".
وقالت ألبانيز في أحدث تقاريرها، إن "القيادة التنفيذية والعسكرية لإسرائيل وكذلك الجنود أساءوا عمدا استغلال مهام الحماية، في محاولة لإضفاء الشرعية على العنف الرامي للإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني".
وأضافت: "الاستدلال المعقول الوحيد الذي يمكن استخلاصه من الكشف عن هذه السياسة هو سياسة الدولة الإسرائيلية المتمثلة في عنف الإبادة الجماعية تجاه الشعب الفلسطيني في غزة".
وحتى قبل الحرب على
قطاع غزة، كانت ألبانيز، تُحذّر دائما من ممارسات دولة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وبأن "بعضها قد يرقى إلى جرائم حرب". وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حذرت من "أن الشعب الفلسطيني معرض لخطر الإبادة الجماعية"، وطالبت حينها بـ"وقف إطلاق النار".
تجدر الإشارة إلى أن "الإبادة الجماعية"، وفقا لتعريف اتفاقية "منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948"، التي صدرت في أعقاب القتل الجماعي لليهود في المحرقة النازية، هي "الأفعال المرتكبة عن قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية".
من هي فرانشيسكا ألبانيز؟
فرانشيسكا (47 عاما) هي واحدة من عشرات الخبراء المستقلين في مجال حقوق الإنسان، الذين تفوضهم
الأمم المتحدة لتقديم تقارير حول موضوعات وأزمات محددة، وهي محامية وأكاديمية إيطالية.
درست ألبانيز القانون في جامعة بيزا، وحصلت على شهادة الماجستير في حقوق الإنسان من جامعة سواس في لندن، وتكمل حاليا الدراسات العليا لدرجة الدكتوراة في القانون الدولي للاجئين في كلية الحقوق بجامعة أمستردام.
كذلك، تُعتبر ألبانيز محامية دولية وباحثة أكاديمية، تسلّمت منصب المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة في آيار/ مايو من 2022. فيما شاركت فرانشيسكا في تأسيس الشبكة العالمية المعنية بالقضية الفلسطينية، وهو تحالف يضم خبراء وعلماء معروفين منخرطين بالقضية الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأصدرت ألبانيز، خلال مسيرتها الأكاديمية والعملية، جُملة من المنشورات والأوراق البحثية عن الوضع القانوني في دولة الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين، كما شاركت في العديد من المؤتمرات والفعاليات الدولية حيث تتناول عادة الوضع القانوني لدولة فلسطين.
وأصدرت كتابا بعنوان "اللاجئون الفلسطينيون في القانون الدولي"، خلال عام 2020، وهو الذي قدمت فيه تحليلا قانونيا شاملا عن حالة اللاجئين الفلسطينيين.
ووفقا للموقع الإلكتروني لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كانت ألبانيز باحثة في معهد دراسة الهجرة الدولية في جامعة جورج تاون، الأمريكية، وكبيرة المستشارين المعنية بالهجرة والتشريد القسري في مركز بحوث متخصص تابع لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية.
واعتبر تقرير سابق لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، أن فرانشيسكا "تعاطفت مع منظمة إرهابية ورفضت المخاوف الأمنية الإسرائيلية، وقارنت بين الإسرائيليين والنازيين واتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم حرب" في إشارة إلى الضجّة التي أثارها خبر تعيينها المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بسبب منشورات سابقة على شبكات التواصل الاجتماعي في عام 2014.