أظهرت عدد من مقاطع الفيديو، لقطات تكشف قارب خفر السواحل الفرنسية وهو يستخدم ما وُصف بـ"الأساليب العدوانية" لمحاولة منع قوارب المهاجرين من عبور
قناة المانش.
ووثقت المقاطع، قاربا للشرطة وهو يدور حول زورق وعلى متنه أشخاص يرتدون سترات النجاة. حيث يُحدث أمواجًا كبيرة أثناء دورانه، وفي مقطع آخر نرى الأشخاص على متن الزورق، وهم يحاولون إزالة المياه التي غمرت قاربهم.
كذلك، يُظهر مقطع فيديو آخر، قاربا للشرطة وهو يقترب من
قارب المهاجرين، حيث يظهر خلاله شرطي، وهو يهدد الركاب بإطلاق رذاذ الفلفل.
وتداولت عدد من المواقع الإعلامية، أنه تمّ الحصول على لقطات الفيديو ونشرها عن طريق مؤسسة "لايت هاوس ريبورتس"، كجزء من تحقيق تم إجراؤه بالتعاون مع موقع "لوموند"، و"دير شبيغل" و"ذي أوبسرفر".
وقالت "لايت هاوس ريربورتس" في تحقيقها، إنها "حصلت على عدة لقطات ووثائق وشهادات شهود تظهر أن الشرطة الفرنسية استخدمت أساليب عدوانية".
من جهته، قال كبير مسؤولي الهجرة السابق في قوة الحدود البريطانية، لقناة "سكاي نيوز" البريطانية، كيفن سوندرز، إنه "على الرغم من أن اللقطات قد لا تبدو جيدة، إلا أنها كانت محاولة لإنقاذ حياة أولئك الذين يحاولون القيام بعملية عبور خطيرة لقناة المانش".
وأكد المسؤول نفسه، أن "خفر السواحل الفرنسي حاول إجبار القارب على العودة، لأنه إذا لم يفعل ذلك، فإن نسبة احتمال غرق القارب هي خمسين في المائة. لذا، في الواقع، ورغم أن هذا لا يبدو جيدًا، إلا أنه في الواقع قد يكون محاولة لإنقاذ الأرواح".
إلى ذلك، دعا ستيف فالديز سيموندز، وهو مدير حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، إلى "بذل المزيد من الجهود لإزالة حاجة الأشخاص للقيام بالرحلة في المقام الأول"، مشيرا إلى "أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ الحياة هي إزالة حاجة الناس للقيام برحلات خطيرة".
وأضاف: "لا يمكنك القيام بذلك إذا كان كل ما تعرضه هو إيقاف القارب بطريقة أو بأخرى وعدم القيام بأي شيء لضمان وصول الشخص إلى إجراءات اللجوء الآمنة".
تجدر الإشارة إلى أنه، خلال العام الماضي، تم تسجيل 30 ألف عبور عبر قناة المانش في أرقام أولية، وذلك وفقا للحكومة البريطانية. فيما يمثل الرقم انخفاضا بأكثر من الثلث عن العام السابق عندما تم تسجيل 45 ألف حالة عبور.
إلى ذلك، وضع رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك "إيقاف القوارب، على سلّم أولوياته، وفرضت حكومته المحافظة قوانين صارمة للهجرة للحد من تدفق المهاجرين الذين يقومون برحلات محفوفة بالمخاطر بواسطة قوارب غير صالحة للإبحار".