دعا حزب العمال البريطاني المعارض إلى وقف
لإطلاق النار على الفور بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تغيير
لسياسته يستهدف تجنب تمرد برلماني آخر حول قضية تسببت في انقسامات داخلية عميقة.
وقدّم حزب العمال تعديلا خاصا لمشروع القرار
الذي يدعو إلى "وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية". كما أضاف إليه بعض
الشروط تماشيا مع مواقف دول غربية أخرى، في تحول في سياسته بعد أن اكتفى الحزب في
السابق بالدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقال متحدث باسم الحزب في تصريحات نقلتها
وسائل الإعلام البريطانية اليوم: "يدعو تعديلنا إلى وقف لإطلاق النار على
الفور لأسباب إنسانية، بما يتماشى مع حلفائنا. ويتعين علينا إطلاق سراح الرهائن
وإعادتهم. ويتعين وقف القتال الآن. ونحن بحاجة إلى برنامج مساعدات إنسانية ضخم
لغزة. وأي عمل عسكري في رفح لا يمكن أن يمضي قدما".
ويدعو تعديل حزب العمال في مجلس العموم إلى
"دعم دعوات أستراليا وكندا ونيوزيلندا لحماس لإطلاق سراح جميع الرهائن
وإعادتهم".
والتعديل أيضا "يدين إرهاب حماس"
ويقول إنه "لا يمكن أن نتوقع من إسرائيل أن توقف القتال إذا استمرت حماس في
العنف".
ومن المقرر أن يصوت البرلمان البريطاني غدا
الأربعاء على اقتراح للحزب الوطني الاسكتلندي المعارض يدعو إلى وقف لإطلاق النار
على الفور. ويهدد ذلك بتجدد الخلاف داخل حزب العمال بعد أن تحدى نحو ثلث مشرعيه
القيادة العام الماضي لدعم الدعوات لوقف إطلاق النار.
وينظر مراقبون إلى هذا التحول في
موقف قيادة
حزب العمال من
الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في ظل الأجواء الانتخابية التي
يستعد لها الحزب في أيار / مايو المقبل، حيث أظهرت استطلاعات الرأي تقدم حزب
العمال بفارق كبير، ومن المتوقع أن يشكل الحزب الحكومة المقبلة. وهو لذلك يسعى لوقف
الانقسام بين الحزب ومؤيديه إزاء رد فعله على الحرب في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن
إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال
ونساء، وفق بيانات
فلسطينية وأممية، ما أدى إلى محاكمة إسرائيل أمام العدل
الدولية بتهمة "جرائم إبادة" للمرة الأولى منذ تأسيسها.
إقرأ أيضا: "الوطني الأسكتلندي" البريطاني يحث النواب على التوحد من أجل وقف الحرب في غزة