رفضت روسيا أمس الخميس تحذيرا من الولايات المتحدة حول قدراتها النووية الجديدة في الفضاء، ووصفته بأنه "افتراء ماكر" وخدعة تهدف لإقناع المشرعين الأمريكيين بتخصيص مزيد من الأموال لمواجهة موسكو.
وقدمت الولايات المتحدة معلومات استخباراتية جديدة
للكونغرس وحلفائها تتعلق بالقدرات النووية الروسية، وأكد مسؤولون أمريكيون أن هذا
يتعلق بسلاح روسي مضاد للأقمار الصناعية لا يشكل تهديدا فوريا.
ردا على ذلك، أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف،
أنه لن يعلق على مضمون التقارير حتى يكشف البيت الأبيض عن التفاصيل، معتبرا تحذير
واشنطن محاولة لدفع الكونغرس للموافقة على تخصيص المزيد من الأموال.
وقال بيسكوف: "من الواضح أن البيت الأبيض يحاول، بأي
وسيلة، تشجيع الكونغرس على التصويت لصالح تخصيص المزيد من الأموال، وهذا واضح...
سنرى الحيل التي سيستخدمها البيت الأبيض".
أكدت وكالة تاس أن سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية
الروسي، اتهم الولايات المتحدة بالافتراء الماكر.
من جهة أخرى، قالت مصادر أمريكية؛ إن روسيا تعمل على تطوير
قدرات مضادة للأقمار الصناعية في الفضاء، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن
لطلب التواصل الدبلوماسي المباشر مع روسيا بشأن هذا الأمر.
فيما أكدت تصريحات مسؤول في البيت الأبيض، أنه لا يوجد
توضيح حول العتاد النووي الذي يتم تطويره، لكن المحللين يشير إلى أنه يحتمل أن
يكون جهازا يعمل بالطاقة النووية لتعطيل الأقمار الصناعية.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، للصحفيين، "أستطيع أن أؤكد أن الأمر يتعلق بقدرة مضادة للأقمار الاصطناعية طورتها روسيا".
وأضاف أنه "لا يوجد تهديد فوري لسلامة أي شخص"، وأن هذا السلاح ليس قدرة نشطة تم نشرها حاليّا.
كيربي أوضح أن السلاح الروسي "متمركز في الفضاء"، وأنه ينتهك معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، التي صادقت عليها روسيا والولايات المتحدة وتحظر نشر الأسلحة النووية في الفضاء.
وأشار كيربي إلى أن السلاح يشكل خطرا على رواد الفضاء في المدارات المنخفضة، إلى جانب احتمال تعطيل الأقمار الاصطناعية العسكرية والمدنية الحيوية، وأوضح أن واشنطن ستتابع عن كثب هذا النشاط الروسي وستواصل التعامل معه بجدية.
من ناحية أخرى، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن ببدء "تواصل دبلوماسي مباشر" مع روسيا بشأن هذا السلاح، ولم تستجب روسيا بعد لهذا التوجيه.
عُقد اجتماع مغلق بين مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جايك ساليفان، ومسؤولين في الكونغرس لبحث هذا الأمر.
تخيم حالة من الغموض والقلق في واشنطن منذ إصدار رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، مايك تورنر، بيانا أشار فيه إلى "تهديد خطير للأمن القومي"، داعيا بايدن إلى "رفع السرية عن جميع المعلومات المتعلقة بهذا التهديد".
تأتي هذه التطورات في سياق المنافسة العالمية بين القوى
الكبرى، حيث يعد الغزو الروسي لأوكرانيا والتوترات مع الغرب أحدث تحد في
العلاقات الدولية، مع تحذيرات من خطر نشوب صراع نووي.
وفي السنوات الأولى من الحرب الباردة، بعد أن تقدمت روسيا
في سباق الفضاء وطور الجانبان صواريخ باليستية عابرة للقارات، اقترح الغرب معاهدة
لحظر الأسلحة النووية في الفضاء.
مسؤول أمريكي سابق يوضّح معنى قدرات نووية روسية بالفضاء بالنسبة لأمريكا
بوتين يكشف عن مرشحه المفضل للانتخابات الرئاسية الأمريكية
بوتين: لست راضيا عن مقابلتي ما كارلسون.. لم يوجه أسئلة حادة