قالت صحيفة
واشنطن بوست الأمريكية، إن إدارة الرئيس جو بايدن، تعمل مع عدد من شركائها في
الشرق الأوسط، على خطة مفصلة وشاملة لسلام طويل الأمد بين
الفلسطينيين
والإسرائيليين يتضمن جدولا زمنيا محددا لإقامة دولة فلسطينية.
ولفتت إلى أن
الإعلان عن الخطة سيكون خلال أسابيع قليلة، وترتبط الخطة بالأساس بجهود وقف إطلاق
النار وتبادل الأسرى بين
الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في قطاع
غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي، من بين آخرين، أن المفتاح
لهذه الخطوة هو "صفقة تبادل الأسرى".
وأكدت الصحيفة
أن الدول المشاركة في الخطة هي مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات، إلى
جانب عدد من السياسيين الفلسطينيين، ولا يشمل ذلك أطرافا إسرائيلية.
والعقبة الكبرى
بشأن الخطة هي "إسرائيل" التي لا يعلم أحد ما إذا كانت حكومتها سوف تقبل
بما يتم مناقشته، لا سيما وقف الاستيطان في الضفة الغربية، والاعتراف بالقدس
الشرقية عاصمة فلسطينية، وإعمار غزة، وترتيب الأمن والحوكمة للضفة وقطاع غزة معا، ومقابل
ذلك تحصل على تطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى.
وحتى الآن لا يزال نتنياهو يرفض فكرة الدولة الفلسطينية،
وقال مؤخرا لقناة أمريكية إنه لا يجب أن يكون هنالك "جيش فلسطيني"، ولا
يجب أن يستمر الفلسطينيون في تربية أبنائهم على "الإرهاب والدمار".
ويرى نتنياهو أن أي دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب "إسرائيل"، هي خطر على "الدولة العبرية".
وأكد غير مرة أن "إسرائيل" يجب أن تكون المسيطرة أمنيا
بشكل كامل على المنطقة غرب نهر الأردن، في إشارة إلى جميع الأراضي المحتلة في
الضفة الغربية، وحتى غزة.
ونقلت الصحيفة
عن ممثل الاتحاد الأوروبي، سفين كوبمانز، أن الاتحاد مستمر في التواصل والعمل من
أجل وضع خطة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، والوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة
ومعترف بها، إلى جانب "إسرائيل" آمنة ومندمجة في محيطها بشكل كامل، لكنه لم يخف أن
الأمر "صعب للغاية".
وقال مسؤولون
أمريكيون إن الخطة تشمل اعترافًا أمريكيًا مبكرًا بالدولة الفلسطينية.
وعلق وزير الخارجية المصري الأسبق، عمرو موسى قائلا إن
"عملية السلام لم تنتج شيئا، لقد كانت مجرد خدعة، إذا أردنا حل المشكلة فإنه يجب وضع
إطار زمني محدد".
من جانبه، قال مدير برنامج فلسطين في معهد الشرق الأوسط،
خالد الجندي، إن الحديث عن دولة فلسطينية دون إنهاء الاحتلال في الضفة الغربية هو
مجرد إلهاء، ودخان.
وقال المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، ومنسق
المفاوضات الإسرائيلية العربية، آرون ميلر إن التعهد بقيام دولة فلسطينية دون خطوات
ملموسة عبر جدول محدد سيكون شيئا عديم الفائدة.
عضو اللجنة
المركزية في حركة
فتح، توفيق الطيراوي قال إن الأمريكيين يظنون أنهم "يلعبون
الليغو" في المنطقة، وأن بإمكانهم تشكيل السلطة الفلسطينية، وتابع: "إذا
أردنا تجديد قياداتنا، فهذا قرارنا البحت".
وأكدت الصحيفة
أن المسؤولين العرب متفائلون بشأن حكومة تكنوقراط فلسطينية بدلا من الشخصيات
السياسية، لتركز على الاقتصاد الفلسطيني وحفظ الأمن وإعادة بناء غزة، والوصول إلى
انتخابات فلسطينية.
ونقلت عن
العديد منهم أن رئيس السلطة محمود عباس وافق من حيث المبدأ، وربما يحتفظ بمنصبه
لكن بشكل شرفي مثل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
ولفت مسؤول عربي إلى أنه ينبغي إشراك حركة المقاومة الإسلامية
"
حماس" بشقها السياسي في المحادثات الرامية للوصول إلى حكومة فلسطينية
مستقبلية تدير الأمور، وتابع: "موافقتهم مهمة لأنها إذا لم تحصل فسنراوح
مكاننا".