ملفات وتقارير

ارتياد السورييين لمقاهي دمشق يختصر أزمات ثلاث.. "الكهرباء والدفء والإنترنت"

ويلجأ الطلبة إلى تلك المقاهي من اجل الدراسة لعدم توفر الكهرباء في منازلهم - CCO

يلجأ الكثير من السوريين إلى المقاهي، التي باتت تشكل مساحات للعمل والدراسة، لقضاء حاجاتهم وتيسير أمورهم في ظل استمرار أزمة انقطاع الكهرباء لتفاقم معاناة الشعب السوري نتيجة الحرب المستمرة منذ عام 2011، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وانهيار كبير في قيمة العملة.

ترتاد "ماجدة" بانتظام إلى مقهى في وسط دمشق منذ سنة، والذي بات أشبه بمكتبها حيث تنجز عملها وتعقد اجتماعاتها وتستوحي أفكارها في مجال تصميم الإعلانات، مستفيدة من توفر الكهرباء بشكل متواصل.

وتقول ماجدة (42 عاما) "أحتاج للكهرباء طيلة الوقت وأستوحي أفكارا كثيرة من الناس الحاضرين هنا"، بحسب "فرانس برس".




وتضع ماجدة عدة العمل وأغراضها على أريكة مزركشة في يمين المقهى، وتتوقف حينا عن الرسم على جهاز بحوزتها، لتلاعب ليلي، الكلبة البيضاء التي لا تفارق المكان.

ويحدث أحيانا أن تتبرع لنقل أكواب القهوة أو ترتيب الأرائك بعدما باتت علاقة ود تجمعها مع العاملين في المقهى.

وتضيف "لولا وجود المقاهي لكنت توقفت عن العمل، على وقع انقطاع الكهرباء في المنزل لساعات طويلة".

وماجدة واحدة من سوريين كثر يجدون في المقاهي مساحة لإنجاز أعمالهم، خصوصا الطلاب والعاملين بدوام حر، على وقع تقنين طويل في ساعات التغذية بالتيار يصل إلى عشرين ساعة.




وقبل نحو 13 عاما، أي منذ اندلعا الحرب في سوريا استنزف قطاعا الطاقة والكهرباء مع خروج أبرز حقول النفط والغاز عن سيطرة النظام السوري من جهة، وتضرر محطات توليد وأنابيب في المعارك من جهة أخرى.

ومع الإقبال المتزايد من رواد يرغبون بالعمل أو الدراسة، اضطر، إحسان العظمة، إلى إعادة ترتيب المقهى. فأصبحت الطاولات أشبه بمقاعد دراسية، وضاعف عدد مقابس الكهرباء لشحن الهواتف والحواسيب وكذلك البطاريات التي يستخدمها لتوليد الطاقة.

وذكر العظمة (38 عاما)، الذي أسس المقهى قبل ثلاث سنوات، بأنه أراد أن يكون مساحة للشباب الباحثين عن مكان للعمل والدراسة، بعدما واجه الصعوبة ذاتها

وإثر انقطاع اليتار الكهربائي، يضطر العظمة إلى النوم داخل المقهى والاستيقاظ صباحا لمزاولة عمله.



ويوضح "أعاني كجميع الشباب من مشاكل في الكهرباء والمواصلات والتنقل، فأجد نفسي في كثير من الأيام أفضل النوم داخل المقهى بدلا من التوجه إلى المنزل".

وأكمل حديثه بأن المقاهي عموما في دمشق هذه الأيام "تختصر ثلاث أزمات على الأقل، الكهرباء والإنترنت والدفء".

وتشهد مناطق سيطرة النظام منذ سنوات ساعات تقنين طويلة وشحا في الوقود والغاز اللازمين لتشغيل محطات التوليد والمستخدمين في النقل والتدفئة.

وفي عام 2021، قال النظام السوري إن خسائر قطاعي الطاقة والمحروقات تجاوزت مئة مليار دولار، جراء المعارك وفقدان السيطرة على حقول كبرى فضلا عن العقوبات الاقتصادية المشددة.