نشر موقع "
المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات" تقريرًا تحدث فيه عن المقابلة التي جمعت مرشحة الحزب اليميني في ألمانيا أليسا فايدل مع صحيفة "فاينانشال تايمز"، التي ذكرت أن
خروج بريطانيا من
الاتحاد الأوروبي كان خطوة معقولة تمامًا.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن البريكست نموذج يحتذى به ويمكن لألمانيا تنفيذه في ظل ظروف معينة. وقالت فايدل إن "
حزب البديل من أجل ألمانيا يصر على إجراء استفتاء حول عضوية الاتحاد الأوروبي على نهج خروج بريطانيا. وفي حال وصوله إلى السلطة فإنه سيعتبر خروج بريطانيا من الكتلة خيارا صائبا تماما".
وبحسب فايدل فإن ما فعلته بريطانيا نموذج لكيفية اتخاذ قرارات ذات سيادة. ومع ذلك، وحتى الآن لا يزيد عن كونه مجرد خطة ثانية يمكن اللجوء إليها في حالة عدم تمكن الاتحاد الأوروبي من الإصلاح والقضاء على "نقص الديمقراطية"، بما في ذلك من خلال الحد من صلاحيات "الجهاز التنفيذي غير المنتخب" الذي تمثله المفوضية الأوروبية.
وأضافت فايدل: "لكن إذا كان الإصلاح مستحيلًا وفي حال لم نتمكن من استعادة سيادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فسيتعيّن علينا ترك الخيار للشعب كما فعلت المملكة المتحدة وعقد استفتاء حول خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي".
ووفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز"، فإن هذه الفكرة غير مطروحة وتنتهك المحظورات غير المعلنة في ألمانيا المتعلقة بمناقشة مثل هذه السيناريوهات. وعلى الرغم من أن الأحزاب الرئيسية الممثلة في البوندستاغ موالية لأوروبا إلا أن فايدل تستطيع بسهولة إصدار تصريحات جريئة على خلفية الزيادة الكبيرة في الدعم لحزبها بعد حصولها - وفقًا لآخر استطلاعات الرأي - على 22 بالمئة من مجموع الأصوات. وبذلك يتفوّق حزبها على الأحزاب الثلاثة المدرجة في الائتلاف الحالي الذي يتزعمه أولاف شولتز، الذي تراجعت شعبيته في الآونة الأخيرة.
وذكر الموقع أن فايدل اختارت المجلة البريطانية للإعلان عن مثل هذه الخطط الجذرية لعدة أسباب من بينها أن حزب البديل من أجل ألمانيا يُعَد في ألمانيا مجموعة من الأطراف الهامشية التي لا مكان لها في السياسة الكبرى، إضافة إلى رفض وسائل الإعلام هناك التطرق إلى مواضيع كهذه.
لكن المقابلة رفيعة المستوى مع أليس فايدل لم تمر دون تعليق الصحافة الألمانية. وبحلول مساء اليوم نفسه، نشرت صحيفة "بيلد" مقالا بعنوان "حزب البديل من أجل ألمانيا يخطط للخروج من الاتحاد الأوروبي".
وفي الحقيقة أنه يعد خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي أمرًا مستحيلا تحت أي ظرف من الظروف لعدة أسباب من بينها تأسيسها جنبا إلى جنب مع فرنسا وعدد من الدول الأوروبية الجماعة الاقتصادية الأوروبية. ودون مشاركة كل من هاتين القوتين أو حتى إحداهما باعتبارهما المانحين الرئيسيّين لميزانية عموم أوروبا، يستحيل تخيل الاتحاد الأوروبي. والأفكار حول مغادرة الاتحاد الأوروبي من جانب زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا لا تتعدى كونها مجرد خطاب سياسي هدفه الاستفزاز الواضح.
وفي نفس المقابلة مع الصحيفة البريطانية، ذكرت فايدل أنها تعلّق آمالا على حكمة الديمقراطيين المسيحيين الموجودين حاليًا في المعارضة، حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الذين قد يوافقون في المستقبل على تشكيل ائتلاف مع حزب البديل من أجل ألمانيا، على الرغم من رفضهم القاطع لأي شكل من أشكال الائتلاف مع "البديل" الموجود اليوم.
في الوقت نفسه تزايد الاستياء على الساحة السياسية الألمانية إزاء التعسف المفرط الذي تمارسه بروكسل. وعليه، فإن اقتراح فايدل الحد من القدرة المطلقة للبيروقراطيين الأوروبيين قد يصبح الأساس لإيجاد أرضية مشتركة.
وبعد الفشل في عهد شولتز، الذي افتقر إلى الإرادة وانغمس وراء أهواء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على حساب مصالح الألمان أنفسهم، فإنه لا يستطيع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ الاتحاد الاجتماعي المسيحي تقديم المساعدة المنهكة.
بالنسبة لألمانيا، التي خسرت في السنوات الأخيرة الفرصة لاستعادة نفوذها وقيادتها غير المشروطة في أوروبا، فإن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي يعني إما دعوة إلى الحل أو الإصلاح. وسيتم اختيار المسار الثاني، وسيظل خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي مجرد فزاعة لكي تكون السلطات الأوروبية أكثر مرونة.