تدفع الأحزاب
اليمينية المتطرفة في دولة
الاحتلال باتجاه تشجيع
الاستيطان في قطاع
غزة، بعد نحو عقدين من الانسحاب الإسرائيلي منه، وإخلاء مستوطنات عدة كانت تستحوذ على مساحة كبيرة منه.
وفي هذا السياق، تشهد مدينة القدس المحتلة الأحد المقبل، "مؤتمرا ضخما لتشجيع الاستيطان في قطاع غزة"، بمشاركة وزراء بحزب الليكود الحاكم.
وقالت صحيفة "
يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "الحديث يدور عن مؤتمر لائتلاف منظمات الاستيطان في قطاع غزة الذي يتزعمه رئيس مجلس السامرة (الاستيطاني) يوسي دغان، وحركة ناحالا الاستيطانية".
ومن المقرر أن يعقد المؤتمر الذي يحمل عنوان "انتصار إسرائيل" يوم الأحد في القدس، بمشاركة آلاف الإسرائيليين من التيار الديني والقومي المتطرف، بينهم 20 وزيرا في الحكومة وأعضاء بالكنيست.
وقالت الصحيفة إن وزير السياحة حاييم كاتس من حزب الليكود هو أحد الوزراء الذين يدعون الجمهور للتعبير عن دعمهم للمؤتمر الذي سيقدم صورة "اليوم التالي" للحرب في غزة.
ونقلت عن كاتس قوله: "أتفق مع الكلمات الواضحة والبسيطة لرئيس مجلس السامرة وائتلاف المنظمات الوطنية التي تمثل غالبية الشعب، بأن الاستيطان فقط هو الذي يجلب الأمن".
وأضاف كاتس أن "الأمر الواضح من الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل في 7 أكتوبر، هو أن حماقة اقتلاع المستوطنات من غوش قطيف وشمال السامرة (الضفة الغربية) يجب تصحيحها".
واعتبر الوزير الإسرائيلي أن "إلغاء قانون فك الارتباط والعودة إلى (مستوطنة) حومش، هي بداية مهمة"، مضيفا أن "استعادة الأمن سيمر عبر ضربة عسكرية قوية واستئناف الاستيطان في قطاع غزة وشمال السامرة، وستكون أيضا رسالة قوية لأعدائنا مفادها أننا لن ننكسر أبدا".
و"غوش قطيف"؛ مجمع مستوطنات بقطاع غزة انسحبت منها دولة الاحتلال عام 2005، في عهد رئيس الوزراء السابق آرييل شارون، ضمن خطة أحادية الجانب عرفت آنذاك بـ"فك الارتباط"، شملت أيضا إخلاء أربع مستوطنات في جنين شمال الضفة الغربية، وكانت "حومش" واحدة منها.
من جانبه، دعا وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار (ليكود) إلى حضور المؤتمر، قائلا في مقطع فيديو ظهر فيه إلى جانب رئيس مجلس السامرة ورؤساء حركة ناحالا: "سنعقد مؤتمرا مهما سنشرح فيه جيدا سبب أهمية الاستيطان، ولماذا يعتبر منع قيام دولة
فلسطينية أمرا مهما".
وأضاف زوهار: "بعد ما عشناه في 7 أكتوبر، أصبح الجميع يدرك أن طريقنا للانتصار كشعب وكأمة هو من خلال الحفاظ على القيم والمبادئ التي يعبر عنها الاستيطان والحفاظ على الأرض".
ومضى بقوله: "أنا متأكد أن كل من يأتي إلى المؤتمر ويسمع ما سنقوله هناك، سيفهم جيداً أن معنى أمن البلاد ومستقبل أبنائنا يبدأ أولاً بالاستيطان والحفاظ على أرضنا"، على حد قوله.
وتابع زوهر: "عندما يدرك الإرهابيون أننا سنعمل على استيطان هذه المنطقة (قطاع غزة) ردا على ما يفعلونه، فإن العديد منهم سيستخلصون استنتاجات مختلفة عن ما كانوا يعتقدون في 7 أكتوبر".
بدوره، قال يوسي دغان، رئيس مجلس السامرة في المقطع ذاته: "اتفاق أوسلو والطرد من المستوطنات جلبا هذه المحرقة، واستئناف الاستيطان في قطاع غزة وشمال القطاع أولا، والعودة إلى شمال السامرة سيمنحنا الأمن".
ويشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت في حصيلة غير نهائية 25 ألفا و490 شهيدا و63 ألفا و354 مصابا معظمهم أطفال ونساء، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.