دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قادة
العالمين العربي والإسلامي وأحرار العالم، إلى التحرك بشكل عاجل من أجل إنقاذ نحو نصف
مليون
فلسطيني من الجوع، مؤكدا أن ذلك واجب ديني وشرعي قبل أن يكون جزءا من
القوانين الدولية والإنسانية.
جاء ذلك في
تصريحات خاصة لرئيس الاتحاد
العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محيي الدين القره داغي، لـ
"عربي21"، تعليقا على تحذيرات وكالة الأنروا والمكتب الإعلامي الحكومي
في
غزة من أن نحو نصف مليون فلسطيني في وسط وشمال غزة يواجهون خطر المجاعة بعد نفاد
كل ما لديهم من مؤونات غذائية.
وقال القره داغي: "المطلوب أن تهب الأمة
الإسلامية جميعها وقادتها وأن تتحرك جيوشها لإنقاذ هؤلاء، وهناك أحاديث نبوية صحيحة
في هذا المجال.. الأمة إذا لم تقم بهذا الواجب فهي آثمة.. فهذه فريضة شرعية على
المسلمين وعلى قادتهم، وعليهم القيام بها بإنزال الأطعمة والأدوية إليهم بكل
الوسائل حتى لو أدى ذلك إلى الحرب مع العدو".
وأضاف: "هذه فتوانا بحق الجائعين من
أهلنا في قطاع غزة، ونحن نتأسى في ذلك بسيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام،
فقد فزع صلى الله عليه وسلم لأن أحدهم تسبب بفزع طائرين، فكيف بنا ونحن نتابع
إخوتنا في فلسطين يواجهون هذه الجرائم الوحشية على مدى 109 أيام وهم محاصرون من كل
جانب، لا ماء ولا دواء ولا غذاء.. أين الأمة من إنقاذهم؟!".
وأكد القره داغي أن صمت العرب والمسلمين
وحتى العالم على استمرار التنكيل بالفلسطينيين بهذه الطريقة الوحشية لا يرضاه دين
ولا قانون مهما كان.. وقال: "لو كان هؤلاء من غير المسلمين.. هل سيصمت العالم
على ما يتعرضون له؟ّ!"، وفق تعبيره.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان صحفي له أمس الاثنين، عن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت متبقية في محافظة شمال قطاع غزة منذ قبل حرب الإبادة الجماعية على غزة، وهذا الأمر يؤكد بدء وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400,000 مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني ما زالوا متواجدين في المحافظة.
وذكر المكتب الإعلامي، أن "
الاحتلال أجبر سكان محافظة شمال غزة على طحن أعلاف الحيوانات والحبوب بدلاً من القمح المفقود، وأصبحوا يواجهون مجاعة حقيقية في ظل استمرار العدوان وفي ظل تشديد الاحتلال للحصار على شعبنا الفلسطيني".
وأضاف: "تتعرض كل من محافظة شمال غزة ومحافظة غزة إلى حصار شديد ومطبق بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يمنع الاحتلال وصول أية مساعدات إلى تلكما المحافظتين منذ بدء الحرب الوحشية، وتم تسجيل عشرات حالات الإعدام والقتل الميداني التي نفذها جيش الاحتلال لعشرات الشهداء الذين حاولوا الحصول على الغذاء بمحافظتي غزة وشمال غزة".
وحمل الاحتلال "الإسرائيلي" كامل المسؤولية عن المجاعة في محافظة شمال قطاع غزة، كما أنه حمّل المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية والرئيس بايدن شخصياً المسؤولية أيضاً تجاه هذه الجريمة التي قال بأنها "تخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتخالف كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تضمن حق الحصول على الغذاء لأي إنسان، حيث إنهم منحوا الاحتلال الضوء الأخضر لارتكاب هذه الجرائم، ورفضوا وقف هذه الحرب الوحشية على قطاع غزة".
وناشد المكتب كل دول العالم الحر والمنظمات الدولية المختلفة العمل الجاد والفوري والعاجل من أجل إدخال المساعدات التموينية والإمدادات الغذائية لجميع أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في محافظة شمال غزة ومحافظة غزة.
كما أنه طالب كل العالم بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف المدنيين والأطفال والنساء.
ومنذ 108 أيام يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة علي قطاع غزة، خلفت حتى الاثنين "25 ألفا و295 شهيدا و63 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.