أكد الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني جيرمي
كوربين أن رفض حكومة المملكة المتحدة المستمر للدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار هو
وصمة عار مطلقة ويرقى إلى مستوى التواطؤ في المذبحة التي يتعرض لها الشعب
الفلسطيني.
جاء ذلك في تغريدة نشرها اليوم الاثنين
جيرمي كوربين على صفحته الشخصية على منصة "إكس"، في سياق تأكيد موقفه
الرافض للحرب الإسرائيلية على قطاع
غزة.
وكان كوربين قد أكد خلال مشاركته في مسيرة
يوم التضامن العالمي مع غزة أول أمس السبت، في أضخم مظاهرة عرفتها لندن منذ الغزو
الأمريكي للعراق في العام 2003، أنه سيواصل المشاركة في التظاهر لأن البشر ما
زالوا يموتون.
وأضاف: "في مثل هذا اليوم من عام 2004،
كان في أذهاننا توم هيرندال الذي توفي برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء محاولته إنقاذ
الأطفال الفلسطينيين وبعد مرور عشرين عاماً، ما زلنا نتساءل: متى تنتهي المذبحة
بحق الفلسطينيين؟"، وفق تعبيره.
وحضر كوربين إلى جانب عدد من الشخصيات
السياسية والحقوقية الدولية إلى مجريات محكمة العدل الدولية في محاكمة إسرائيل
بتهمة الإبادة الجماعية التي قدمتها في حقها دولة جنوب أفريقيا.
وقال كوربين: "إن قضية جنوب أفريقيا
أمام محكمة العدل الدولية هي بمثابة عمل تضامني من شعب يعرف معنى تحمل وتفكيك الفصل
العنصري"، وفق تعبيره.
ويعتزم 50 محاميًا من جمهورية جنوب أفريقيا
مقاضاة الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية، على خلفية "تواطؤهما بالجرائم
التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين".
وتهدف المبادرة التي يقودها المحامي ويكوس
فان رينسبورغ، إلى محاكمة المتواطئين في الجريمة أمام محاكم مدنية، وذلك بالتعاون
مع محامين بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
وبدعم من زملائه الحقوقيين، بدأ رينسبورغ
الذي بعث رسائل إلى دول مختلفة والمحكمة الجنائية الدولية خلال الأسابيع القليلة
الماضية للمطالبة بمحاكمة المجرمين الإسرائيليين وأنصارهم، التحضير لمقاضاة حكومتي
الولايات المتحدة وبريطانيا.
وكانت محكمة العدل الدولية عقدت في لاهاي،
الخميس والجمعة، جلستي استماع علنيتين للنظر بدعوى رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل
بتهمة ارتكاب "جرائم إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، رفعت
جنوب أفريقيا دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب
"جرائم إبادة جماعية" في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب شرسة منذ أكثر من 3
أشهر.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الجيش
الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأحد 23 ألفا و968 شهيدا، و60 ألفا و582
جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير
مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.