أكد رئيس جمعية المحامين العرب في
بريطانيا، صباح المختار، أن رفع
جنوب أفريقيا، دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، على
خلفية تورطها في "أعمال إبادة جماعية" ضد
الفلسطينيين بقطاع
غزة، خطوة
في الطريق الصحيح وتتوافق مع المسالك القانونية الدولية.
وأوضح المختار في حديث خاص مع
"عربي21"، الفروقات القائمة بين اختصاصات محكمة الجنايات الدولية وبين
محكمة العدل الدولية، وذكر أن اختصاصات الأولى تتصل بجرائم الحرب والإبادة
الجماعية وما إلى ذلك، بينما تنظر محكمة العدل الدولية في الخلافات بين الدول.
وأشار المختار إلى أن محكمة الجنايات
الدولية التي تخضع لضغوط من الولايات
المتحدة الأمريكية فشلت حتى الآن ليس فقط في إيقاف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل
بحق الفلسطينيين، لا بل إنها عجزت حتى عن التحقيق في هذه الجرائم والانتهاكات.
وقال:
"لم يعد هنالك أي شك في أن ما تقترفه إسرائيل بحق الفلسطينيين هو جرائم حرب
وإبادة جماعية وهذا موثق بالصوت والصورة ولم يعد محل تشكيك.. ولأن محكمة الجنايات
الدولية تأخرت للأسباب التي ذكرتها آنفا فإن من اختصاص محكمة العدل الدولية منع أي
دولة من انتهاك القانون الدولي، وهذا هو جوهر القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا".
وأكد المختار أن محكمة العدل الدولية
ستعقد جلسة الخميس المقبل، وأن إسرائيل عينت بالفعل محاميا لها في المحكمة، وتوقع أن
تأخذ قرارا مستعجلا يقضي بضرورة امتناع إسرائيل عن الإخلال بالقانون الدولي فورا..
وقال: "الخطوة التي اتخذتها
جنوب أفريقيا خطوة صحيحة وهناك 450 تنظيما قانونيا انضم إلى لائحة الدعوة التي
قدمتها جنوب أفريقيا.. ولكن المؤسف أن الدول لا تفهم الفرق بين العمل القانوني
والسياسي، وبالتالي فإنها خشيت أن انضمامها لهذه الدعوى من شأنه أن يؤثر على
علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية"، وفق تعبيره.
وقدمت جنوب أفريقيا، طلبا لرفع دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل
الدولية، على خلفية تورطها في "أعمال إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقالت محكمة العدل الدولية، في بيان، إن "الطلب المقدم يتعلق
بانتهاكات إسرائيل المزعومة لالتزاماتها، بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة
الجماعية، والمعاقبة عليها، في ما يتعلق بالفلسطينيين في قطاع غزة".
وأضاف البيان نقلا عن الطلب: "إن سلوك إسرائيل، من خلال أجهزة
الدولة ووكلاء الدولة وغيرهم من الأشخاص والكيانات التي تعمل بناءً على تعليماتها
أو تحت توجيهاتها أو سيطرتها أو نفوذها، في ما يتعلق بالفلسطينيين في غزة، يعد
انتهاكًا لالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة".
واتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل بـ"الانخراط والتورط في أعمال
إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة".
وطلبت جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية "الإشارة إلى
تدابير مؤقتة من أجل الحماية من الضرر الإضافي الجسيم وغير القابل للإصلاح لحقوق
الشعب الفلسطيني بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية ولضمان امتثال إسرائيل
لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية بعدم المشاركة في الإبادة الجماعية،
ومنعها، والمعاقبة عليها".
من جهتها، هاجمت إسرائيل دولة جنوب أفريقيا بعد رفعها الدعوى
القضائية أمام محكمة العدل الدولية.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان، لها، إن إسرائيل ترفض "باشمئزاز" ما وصفتها بـ"مؤامرة الدم التي قامت بها جنوب أفريقيا
في طلبها المقدم إلى محكمة العدل الدولية".
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، علقت جنوب أفريقيا علاقاتها مع
إسرائيل، احتجاجاً على هجماتها في غزة.
وسبق ذلك استدعاء جنوب أفريقيا لسفير إسرائيل لديها، للتشاور بشأن
الهجمات على القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم السبت، عن ارتفاع حصيلة الضحايا
الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي
إلى "22 ألفا و722 شهيدا و58 ألفا و166 مصابا".
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن جيش
الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت
عشرات الآلاف من القتلى والجرحى معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية
التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.