خرج مئات الآلاف في
بريطانيا، للتظاهر، السبت، ضمن الحملة العالمية للتضامن مع قطاع غزة، وللمطالبة بوقف إطلاق النار المستمر منذ 3 أشهر.
وبدأت فعاليات المسيرة العالمية لنصرة
فلسطين في لندن، بوصفها عاصمة محورية ضمن إطار يوم
التضامن العالمي من أجل غزة في جميع أنحاء العالم، وشارك فيها نصف مليون شخص بحسب القائمين على الفعالية.
وخرج مئات آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في عشرات المدن والدول في ست قارات في تطور تاريخي للحركة العالمية المناهضة للحرب، للمطالبة
بإنهاء قصف غزة.
وتأتي هذه الفعالية الكبرى بتنظيم من حملة التضامن مع فلسطين،
والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وتحالف أوقفوا الحرب، وحملة نزع السلاح النووي،
وأصدقاء الأقصى، والرابطة الإسلامية في بريطانيا. وقد اتحدت هذه المنظمات تحت راية
موحدة لدعم القضية الفلسطينية.
وحمل المتظاهرون في لندن دمية عملاقة لطفلة سورية لاجئة تدعى أمل
الصغيرة سارت مع المتظاهرين المطالبين بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وتم تصميم الدمية التي يبلغ ارتفاعها 3.5 متر لتسليط الضوء على محنة
الأطفال اللاجئين، وسترافقها مجموعة من الأطفال الفلسطينيين خلال المسيرة الوطنية
السابعة من أجل فلسطين.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن شرطة العاصمة لندن تأكيدها
تواجد شرطي كبير مع حوالي 1700 ضابط في الخدمة لمراقبة المسيرة، بما في ذلك العديد
من القوات خارج لندن.
وطالبت شرطة لندن المتظاهرين باحترام عدة شروط، وأهمها: يجب على أي
شخص مشارك في الموكب ألا ينحرف عن المسار المحدد؛ يجب أن تنتهي الخطب في التجمع
بعد الموكب بحلول الساعة 4.30 مساءً ويجب أن ينتهي الحدث بأكمله بحلول الساعة 5
مساءً؛ ولا يجوز لأي مشارك في الاحتجاج دخول المنطقة المحيطة بالسفارة الإسرائيلية.
وذكرت شرطة العاصمة أن غالبية الاحتجاجات والأحداث الأخرى التي جرت
في الأشهر الأخيرة جرت دون أي اضطرابات ملحوظة، ولكن كان هناك عدد من الاعتقالات.
وكانت هناك "أمثلة متكررة" على اللافتات وغيرها من الأشياء
التي تم حملها أو ارتداؤها، أو ترديد العبارات، "التي تجاوزت الحدود إلى
جرائم دينية أو عنصرية". وأضافت القوة أن بعضها كان خطيرًا للغاية بحيث يتم
التعامل معه بموجب قانون الإرهاب.
ونقلت "الغارديان" عن لورانس تايلور، الذي سيقود عملية الشرطة قوله: "نحن ندرك تمامًا
العاطفة وقوة المشاعر التي أثارها الصراع المستمر ونحترم حق أولئك الذين يرغبون في
الاحتجاج وسماع أصواتهم للقيام بذلك.نحن الشرطة نقوم بدورنا دون خوف أو محاباة، وحيثما يختلف نهجنا
الشرطي، فهو استجابة للاستخبارات وطبيعة الحدث، وليس لأولئك المشاركين أو القضية
التي يمثلونها".
وأضاف: "الضباط موجودون في المقام الأول لضمان سلامة المشاركين،
ولكن عندما نرى حدوث جرائم، أو عندما يتم إعلامنا بها إما عبر الإنترنت أو بوسائل
أخرى، فلن نتردد في التحرك"، وفق تعبيره.
وجاء في بيان للتحرك العالمي من أجل غزة أن العالم يشهد اليوم السبت نزول
مئات الآلاف إلى الشوارع في العواصم الكبرى، بما في ذلك لندن وباريس وسيدني وطوكيو
وواشنطن للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، بالموازاة مع مواجهة إسرائيل تهمة
الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية.
وبالموازاة مع دعوة المتظاهرين إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في
غزة طالبوا أيضا المملكة المتحدة والولايات المتحدة والقوات الأخرى بوضع حد
لهجماتها على اليمن، والتي تمثل تصعيدًا خطيرًا للحرب في الشرق الأوسط.
وقال متحدث باسم باسم التحالف الدولي المنظم للمظاهرات: "إن يوم
العمل العالمي هذا، من أستراليا إلى آسيا وأوروبا والأمريكتين، هو أول حركة دولية
منسقة ضد الحرب التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني. وسوف يبعث ذلك برسالة
قوية ليس إلى الإسرائيليين فحسب، بل إلى القوى الغربية التي تدعمهم مفادها أن
الجمهور يقول "ليس باسمنا".
وأضاف: "إنه يمثل جهدًا جماعيًا، قادته الحركة المناهضة للحرب
في المملكة المتحدة، والذي سيكون له صدى مع دعوة للتغيير الذي يتجاوز الحدود
والأيديولوجيات".
وتابع: "إننا نحث كل شخص لديه ضمير على الانضمام إلى ملايين
الأصوات من جميع أنحاء العالم للمطالبة بإنهاء الحرب".
وتشمل المدن المشاركة في يوم التضامن مع غزة وفلسطين: بيونس أيرس،
الأرجنتين، تيرانا في ألبانيا، فيينا، سيدني، أديلاد وميلبون (أستراليا)، دكا،
برازيليا وساو باولو في البرازيل، تورنتو، ليماسول في قبرص، ريكيافك (أيسلندا)،
أكرا (غانا)، كوبنهاغن، باريس، بغداد، دلهي، جاكرتا، برمين في ألمانيا، بالرمو في
إيطاليا، أثينا، عمان، الكويت، طوكيو، أوساكا، شتغوغارت في ألمانيا.
وتشهد دول
مظاهرات متعددة إلى جانب العاصمة كما في ألمانيا التي
ستخرج تظاهرات من 21 مدينة فيها، والبرازيل التي ستشارك ست مدن فيها، والهند، إلى
جانب دبلن في أيرلندا، وكوالمبور في ماليزيا، والمكسيك التي ستخرج تظاهرات من ثلاث
مدن فيها، وستشهد المدن العالمية يوم الغضب والتضامن مع غزة وفلسطين في أمستردام
في هولندا، وبورت لويس في موريشوس، وواشنطن.
وتأتي هذه الاحتجاجات العالمية، في أعقاب عقد محكمة العدل الدولية في
لاهاي، يومي الخميس والجمعة، جلستي استماع علنيتين في إطار بدء النظر بالدعوى التي
رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب "جرائم إبادة جماعية" بحق
الفلسطينيين في قطاع غزة.
ورفضت إسرائيل اتهامها بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" بحق
الفلسطينيين، وزعمت أن ما تنفذه بقطاع غزة "دفاع عن النفس".
ومن المقرر أن تحدد محكمة العدل الدولية في الأيام المقبلة خطواتها
المستقبلية بالدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة
على غزة خلّفت حتى الجمعة "23 ألفا و708 شهداء و60 ألفا و5 مصابين معظمهم
أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"،
وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.