استعرض
تقرير لموقع "معهد الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية الدولي"، الأحداث التي وقعت بداية سنة 2024 والتي مهدت لدخول الصراع في البحر الأحمر مرحلة جديدة.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه في الأول من كانون الثاني/ يناير أعلنت طهران اعتزامها إرسال المدمرة
الإيرانية "ألبرز" إلى البحر الأحمر.
وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن الهجمات التي شهدتها إيران في الذكرى الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
ومن جهتها، اعترفت الولايات المتحدة باستهداف الزعيم النافذ الموالي لإيران أبي التقوى في العراق، وهي حادثة طالب على إثرها رئيس الوزراء العراقي بانسحاب القوات الأمريكية.
وذكر الموقع أن المواجهة بين
البحرية الأمريكية والحوثيين حلفاء إيران، الذين يسيطرون على شمال اليمن في البحر الأحمر، اشتدت، ما يزيد من احتمال الصدام بين القوات البحرية الإيرانية والولايات المتحدة في البحر الأحمر.
ويتلخص جوهر تقييمات الخبراء في حقيقة وقوف إيران وراء تحرّكات الحوثيين.
وفي الواقع، يتمتع
الحوثيون بالدعم السياسي من إيران، لكن لا يمكن اعتبارهم دمى في يد أي شخص، ومن الجدير بالذكر أن الحوثيين يمثلون عاملا جيوسياسيا مستقلا إذ يرتبط نشاطهم بالصحوة العامة للجنوب العالمي على خلفية مؤشرات واضحة تعكس ضعف الهيمنة الأمريكية.
وأشار الموقع إلى أن تصرفات الحوثيين تسترشد في المقام الأول بمنطق مصالحهم الخاصة، مع العلم أن جزءًا كبيرا من أركان قيادة الجيش اليمني، الذي يمثل المهاجرين من شمال البلاد عموده الفقري، يتواجد في خدمة الحوثيين.
وبينما يسيطر الحوثيون على شمال اليمن ويسعون للسيطرة على البلاد بأكملها، يصر خصومهم على اتحاد اليمن ومنح صلاحيات واسعة للمناطق الجنوبية من البلاد.
وشدّد الموقع على ضرورة فهم دوافع وأهداف الحوثيين الذين يهاجمون السفن التابعة لـ"إسرائيل"، وإلى جانب الأهداف الأيديولوجية البحتة التي تتمثل في مساعدة الفلسطينيين ووقف العملية الإسرائيلية في قطاع
غزة، يسترشد الحوثيون بدوافع عقلانية تمامًا.
وبعد ثماني سنوات من القتال، فقد حقق الحوثيون نجاحا رغم عدم تمكنهم من السيطرة على عدن وجنوب اليمن، لكنهم أبقوا عاصمة البلاد ومعظم شمال اليمن تحت السيطرة.
وخلال هذه الفترة، صمد الحوثيون أمام المواجهة مع السعودية والإمارات، اللتين كانتا تمتلكان موارد مالية غير محدودة وقدرات عسكرية تقنية كبيرة.
وفي الوقت الراهن، قرر الحوثيون تحويل الإنجازات العسكرية إلى نتائج سياسية ملموسة.
ولفت الموقع إلى أن الخصم الرئيسي للحوثيين، الرئيس المدعوم من السعودية، يعتمد بشكل كبير على الجماعات الإسلامية القريبة أيديولوجيا من حركة حماس.
ومن خلال مهاجمة السفن التابعة لـ"إسرائيل" في البحر الأحمر، يحسم الحوثيّون مسألة توسيع عدد مؤيديهم وتقليص القاعدة السياسية لخصومهم بشكل مباشر في اليمن.
وأورد الموقع أن دخول إيران في الصراع يزيد في الرهانات في هذه المواجهة، فالتناقضات الداخلية في شبه الجزيرة العربية يمكن حلها في إطار مجموعة البريكس، التي تضم إيران والسعودية والإمارات.
ويرى التقرير، أن دخول إيران في
الحرب أمر غير مرغوب فيه بالنسبة للغرب رغم اهتمام بعض الدوائر المتطرفة في الولايات المتحدة وخاصة في بريطانيا بمثل هذا التطور للأحداث، لكن الصدام المفتوح بين الولايات المتحدة وإيران يشكل خطورة على الغرب بسبب عدم القدرة على التنبؤ بعواقبه.
وتابع، بأن "وجود إسرائيل تحت طائلة التهديد يشكل خطرا على الاستراتيجية الغربية في الشرق الأوسط، التي تشكل إسرائيل حجر الأساس فيها".
وأضاف، أن "هزيمة إسرائيل في الصراع العسكري وإضعافها الجذري من شأنه أن يمنح تركيا الضوء الأخضر لتحقيق طموحاتها في مجال الطاقة لتطوير جرف البحر الأبيض المتوسط، العامل الذي يهدد بدوره بزعزعة استقرار سوق النفط العالمية الأمر الذي سيولد أزمة طاقة ستؤثر على الولايات المتحدة نفسها".
وبحسب الموقع، فإنه "من الصعب التنبؤ بالنتائج المحتملة لإعادة صياغة كاملة للمنطقة على حرب الولايات المتحدة مع إيران".
ونظرا لإمكانية إضعاف الحرب موقف الولايات المتحدة بشكل كبير خلال مواجهتها العالمية مع الصين، فستترك واشنطن مسألة إثارة الحرب مع طهران الخيار الأخير.