نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها
في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر وسامر الأطرش وغابريبل واينغر قالوا فيه إن دولا
عربية أعربت عن دعمها لضربة أمريكية ضد الحوثيين في اليمن لردعهم عن استهداف السفن
التجارية في البحر الأحمر.
وقالوا إن السعودية هي من بين الدول التي أخبرت الغرب بأنها ستدعم الهجمات ضد الحوثيين الذين تسببت عملياتهم ضد السفن
التجارية بتراجع الملاحة في هذا الممر البحري المهم. إلا أن أي ضربة للمتمردين
الحوثيين يجب أن تتزامن مع محاولات الولايات المتحدة لمنع انتشار الحرب في غزة بين
الاحتلال وحماس إلى بقية المنطقة.
وقام وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن
بجولة بالمنطقة هذا الأسبوع في محاولة لاحتواء الحرب. وهناك مخاطر من اندلاع مواجهة
بين الاحتلال وحزب الله، والذي قام بإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل، بعد مقتل أحد
قادته العسكريين البارزين بقصف إسرائيلي يوم الإثنين.
ويطلق الحزب الذي قاتل إسرائيل بحرب دموية قصيرة
عام 2006، الصواريخ على شمال دولة الاحتلال منذ تشرين الأول/أكتوبر.
وقال الحزب إنه ليس مهتما بحرب واسعة، إلا أن
المسؤولين بالمنطقة يخشون من توسع المواجهات المحدودة، في وقت حذرت فيه الاحتلال
بأنه سيتحرك لو لم يتوقف حزب الله عن الهجمات.
وتوقف بلينكن في الإمارات العربية المتحدة قبل
سفره إلى السعودية و"أكد على أهمية منع انتشار النزاع"، وذلك حسب الملخص
الأمريكي للقاء.
وذكر الإعلام السعودي أن بلينكن التقى يوم
الإثنين مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في العلا، شمال جدة. وشدد الزعيم
السعودي على أهمية وقف الحرب في غزة.
ويؤكد الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات واسعة
في البلد بما فيها العاصمة صنعاء، أنهم يستهدفون فقط السفن ذات العلاقة مع الاحتلال،
مما زاد من شعبيتهم في المنطقة.
ويديرون في الوقت نفسه محادثات مع السعودية
برعاية الولايات المتحدة والأمم المتحدة من أجل وقف الحرب المدمرة والطويلة.
وتخشى السعودية تخريب عملية عسكرية أمريكية
وبريطانية ضد الحوثيين على المحادثات، لكنها توصلت إلى وجهة نظر مفادها أن عدم
التحرك يجعل الحوثيين أكثر تعنتا في المفاوضات. وقبل حرب غزة، كانت السعودية في
محادثات مع الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، مقابل ضمانات أمنية
وتنازلات إسرائيلية للفلسطينيين، لكنها قادت الجهود العربية لوقف الحرب، كما أنها
راغبة بإخراج نفسها من حرب مضى عليها ثمانية أعوام وتخفيض توتر التنافسات
الإقليمية والتركيز على القضايا المحلية مثل الاقتصاد والسياحة.
وقال مصدر: "في اليوم الذي يفلت فيه الحوثيون
من هذا فإنهم سيذهبون للمفاوضات أكثر جرأة"، وأوضح أن أي محاولة لإقناع
الحوثيين وقف هجماتهم على الملاحة البحرية، بما في ذلك وعود بمزيد من المساعدات
لليمن لن يؤدي إلى نتائج "كيف يمكن إقناعهم للخروج من هذا؟ فهم ينتصرون وبقوة
ويعتقدون بأنهم انتصروا وحققوا شعبية في المنطقة".
وسيطر الحوثيون على سفينة
وهاجموا أخرى بصواريخ ومسيرات، مما أجبر شركات الشحن التجاري الدولية مثل مارسك
لتحويل سفنها بعيدا عن البحر الأحمر، بشكل أثر على موارد مصر من قناة السويس.
وحذرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وعدد من
الدول الأخرى الحوثيين لوقف هجماتهم وإلا واجهوا عملية عسكرية. ودعمت التحرك
البحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر إلا أن السعودية في وضع حساس، بسبب
محادثاتها مع الحوثيين.
ولا تريد استخدام مجالها الجوي في الغارات التي
قد تستهدف القادة والمنشآت العسكرية والمعدات، حسب مصادر. ورغم الهدنة المتفق
عليها منذ 2021 إلا أن الحوثيين استهدفوا السعودية ولم تتوقف المواجهات الحدودية.
ويقول الباحث اليمني ريمان الحمداني إن الحوثيين
يقومون بفحص حدود الصبر من خلال إطلاق النار و"أعتقد أن السعوديين يحبون
تعرضهم لضربة" و"لكنهم سيحاولون تجنب التورط في هذا".
وكلف بايدن، وزير خارجيته بلينكن بمهمة العثور
على طرق لدخول مزيد من الدعم لغزة وتقوية جهود إعادة الإعمار بعد توقف الحرب.
ودمر معظم القطاع في الحرب التي اندلعت بعد هجوم
حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وتقوم الدول العربية التي لا تدعم حماس بالضغط على
الولايات المتحدة لكي تضغط بدورها على الاحتلال
لوقف الحرب التي أشعلت مشاعر الرأي العام في المنطقة.
وحث الملك عبد الله الثاني بلينكن على الضغط من أجل
وقف فوري لإطلاق النار، محذرا من "تداعيات كارثية" حسب بيان من البلاط الملكي.
فورين بوليسي: خطة أمريكية لتسوية في الشرق الأوسط بعد حرب غزة
بلومبيرغ: تحركات إيران في البحر الأحمر تزداد جرأة وتحدّيا لواشنطن
هكذا حقق الحوثيون مكاسب سياسية واستراتيجية بعد هجمات البحر الأحمر