استعرض مقال في صحيفة "هآرتس" العبرية لإسحاق بريك الجنرال السابق في جيش
الاحتلال والخبير العسكري، مجريات
الحرب في
غزة، وفشل الاحتلال بتحقيق أهدافه في القطاع.
وقال بريك، الذي كان قائد فرقة بجيش الاحتلال ثم شغل منصب قائد الكليات العسكرية، "إن إسرائيل قريبة من حرب إقليمية لم يكن لها مثيل منذ حرب 73، وهذه الحرب يمكن أن تقربنا كثيرا من خراب الهيكل الثالث".
وأضاف، "مؤخرا سمعنا تحذيرات وزير الدفاع يوآف غالنت ورئيس الأركان هرتسي هليفي حول احتمالية اندلاع حرب إقليمية في القريب، كما حذرت شعبة الاستخبارات من ذلك، وفي المقابل نسمع زعماء
إيران وحزب الله يهددون بأن المسألة هي مسألة وقت إلى حين شن الحرب على إسرائيل للقضاء عليها".
وتابع بريك الذي شارك كقائد سرية احتياطية في حرب 1973 وتم تكريمه بوسام أوز، "أن الحرب الإقليمية القادمة ستجري في خمس جبهات في نفس الوقت (حزب الله في
لبنان؛ المليشيات المؤيدة في
سوريا والجيش السوري؛ حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة؛ انتفاضة ثالثة في يهودا والسامرة؛ وأعمال الشغب لعشرات الآلاف من العرب والبدو المتطرفين في داخل إسرائيل)".
وأردف، "كل ذلك سيترافق بإطلاق 3500 صاروخ وقذيفة وطائرات مسيرة في كل يوم على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، التي ستحدث دمارا كبيرا وخسائر فادحة".
وأشار "إلى أن هذه الحرب ستكون أشد بأضعاف من حرب يوم الغفران وستجري بالأساس في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، التي لم يتم إعدادها للحرب".
وبين الجنرال السابق، "أن خصائص الحرب الإقليمية القادمة ستكون مختلفة بشكل جوهري عن حرب يوم الغفران، فهي ستضر بشكل كبير بالتجمعات السكانية وشبكة الكهرباء والمياه والوقود، والبنية التحتية الاقتصادية والمواصلات، ومواقع الجيش الإسرائيلي ورموز السلطة وأهداف استراتيجية أخرى".
وتابع، "يضاف إلى كل ذلك الفوضى في إسرائيل والكراهية الكبيرة بين اليسار واليمين، الحريديين والعلمانيين، العرب واليهود، رجال الاحتياط الذين أعلنوا عن وقف التطوع ومن يخدمون في الاحتياط".
وبحسب بريك، "فكل ذلك سيكون مضافا للانقلاب النظامي الذي سيحرف الحكومة ورئيسها عن الانشغال بالمشاكل الهامة حقا، وتقطعهم تماما عن شؤون أمن الدولة ومواطنيها، ونية الحكومة سن قانون كاسح يعفي الحريديين من التجنيد، وهذا سيكون القشة التي ستقصم ظهر البعير في نهاية المطاف".
واستدرك بريك، "بدلا من الاستعداد للحرب وإنقاذ الدولة من الدمار، بات الجميع ينشغلون بالاستقطاب الاجتماعي والكراهية"، مبينا "أن شعب إسرائيل والمستوى السياسي يبحرون على سفينة التايتانيك في مياه عاصفة في الطريق إلى التصادم مع جبل الجليد".
وذكر الخبير العسكري والجنرال السابق، "أنه ليس من العبث عندما يحذر غالانت بأنه بدلا من الاستعداد للحرب الإقليمية القادمة نحن ننشغل بالخصومات والكراهية، ومن الجدير برئيس الحكومة الإعلان الآن عن حالة طوارئ لتجنيد كل الموارد الممكنة للحرب الإقليمية القادمة، التي ستكون الحرب الرهيبة في تاريخ إسرائيل".
وأضاف، "أن على رئيس الحكومة إعطاء التعليمات بالوقف الفوري للانقلاب النظامي، ويجب أن يتوقف الاحتجاج والدعم لعدم الامتثال للخدمة في الاحتياط، ويجب دعوة الجميع للعودة إلى الخدمة في الجيش".
وشدد على ضرورة إنهاء كل المشاكل الداخلية والخلافات والتوحد تحت "راية واحدة وبهذه الطريقة فقط يمكن لإسرائيل أن تنجو من الفناء".
وتوجه بريك، لرئيس وزراء الاحتلال قائلا، "يا بنيامين
نتنياهو، هذه هي نوبتك، وكل المسؤولية ملقاة على كاهلك، هذا اختبار حياتك كزعيم في الوقت الصعب، ويجب عليك كرئيس الحكومة أن تؤكد أن المصالح الوطنية هي التي تقف نصب عينيك وليس المصالح الائتلافية والشخصية".
وختم، "أن التاريخ لن يغفر لك إلى الأبد، وسيحاكمك بشدة إذا لم تقم على الفور بالإعلان عن حالة طوارئ، لقد حان الوقت لأن تنشغل أنت والحكومة بالمشكلة التي تقف على رأس سلم الأولويات وهي الأمن من أجل منع الكارثة التي تقف وراء الجدار".