فتح نائب رئيس أركان
الاحتلال السابق يائير غولان، النار على حكومة
الحرب الإسرائيلية، وعلى وزيرها
يوآف غالانت، واتهمها بخداع الإسرائيليين، وعدم كشف ما هي أهداف الحرب.
وقال غولان، في مقابلة
مع صحيفة "معاريف" ترجمتها "عربي21"، إن "مشكلتنا الأساس
الآن، هي أن المستوى السياسي، لا يوضح ما هي أهداف الحرب، كلهم يقولون سوف يتم سحق
حماس، وهذا ليس كافيا، ماذا سيحدث في قطاع
غزة بعد سحق حماس".
وأشار إلى أن
"التزام الدولة قبل كل شيء، يجب أن يكون تجاه المختطفين وإعادتهم، وأتوقع أن
ينعكس ذلك على أرض الواقع، ولا أرى إنجازات أو تقدما على أرض، الواقع، والتحرك
العسكري الذي يشارك فيه عدد غير قليل من الألوية والفرق، لا أرى إلى أين سيؤدي في
النهاية".
وتابع: "حين يقول
نتنياهو، إن السلطة لن تدخل قطاع غزة، فمن بقي؟.. هذا يعني أننا سندير القطاع؟ ينبغي التأكيد بصورة واضحة للغاية، أن دولة إسرائيل التي تخوض حربا يقاتل ويضحي
من أجلها خيرة أبنائها بحياتهم، دون أي أهداف حربية، فإن هذا أمر صادم وهو ليس
مطروحا على جدول الأعمال".
وأضاف: "هناك ضرر
جسيم لحق بحماس، وكلما واصلنا القتال سنلحق المزيد، لكن على الدولة الجادة والحكومة
الجادة أن تسأل: ماذا بعد؟.. لو انتهينا من القضاء على حماس، كيف سيتناسب ذلك مع
إطلاق سراح المحتجزين، ولن يكون هناك اتفاق مع حماس، بدون أن تدرك أن السيف قد
أزيل من حنجرتها، وتصريحات من قبيل سندمر حماس ونطلق سراح المحتجزين لا يمكن أن
تتطابق معا".
وقال غولان: "يجب
على الحكومة أن تقول الحقيقة للشعب، ربما سيتعين علينا تأجيل القضاء على حماس،
بمشروع يستغرق سنوات مقبلة، وليس بالضرورة الأسابيع المقبلة، لكن إذا أردنا
اتفاقا، فمن الضروري أن يكون مع حماس، وليس مع أي فاعل آخر، فحماس وحدها القادرة
على إطلاق سراح المختطفين".
وتعليقا على تهديدات
وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت، لرئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، بالقتل، فإن غولان وصف ذلك بأنه "تصريحات غبية وغير ضرورية".
وتساءل: "هل حماس
لم تكن تعلم ما فعلنا بالضاحية الجنوبية في بيروت عام 2006؟.. وهل لم تجرب عملية
الرصاص المصبوب أو الجرف الصامد؟.. كل هذا الكلام هراء، ومن العار أن يقال ذلك،
حماس دخلت هذا الصراع بعقلية صافية، وحققت هدفا استراتيجيا حين قالت لإسرائيل أنا
من يدير الصراع".
وأضاف: "أعظم
الإنجازات التي يمكن أن نحققها في غزة، وحتى لو علقنا رأس السنوار على رمح غدا، فسيكون من المستحيل تجاهل حقيقة أن هذه الحرب بدأت بفشل ذريع لدولة إسرائيل، والنظر
إلى أن إسرائيل دولة ضعيفة بسبب استمرارها في القتال، وهي غير قادرة على الوقوف
بمفردها في مواجهة أعدائها وتحتاج إلى رعاية أمريكية، ومن المسلم به أن هذا هو
الحال حاليا".
وحول الوضع في شمال فلسطين المحتلة، قال:
"يتحدثون عن إعادة السكان إلى المستوطنات وإزالة التهديد.. لن تتم إزالة
التهديد وسنستمر في العيش في بلد لا يزال مهددا، ونحتاج إلى قول الحقيقة للشعب، وعلى
رجال الدولة الذين يفترض أنهم يقودونها ويرفضون أن يقولوا ببساطة ما هي أهداف
الحرب وكيف يرون أنها تتطور، لأنه أمر صادم، أن يقولوا الحقيقة".
وتابع: "سنستمر في التعامل مع هذا الوضع لسنوات قادمة، ومن الجيد جدا أن نعود بعد سنوات من الآن
ونحدد أولويات واضحة، وسنضع الأمن أولا، ولن نكذب على أنفسنا، ولن نحاول أن نقول
ذلك وهي مشكلة حادة بالنسبة لدولة إسرائيل، مثل القضية الفلسطينية، يمكن إدارتها
والحد منها، ولكن يمكن التعامل معها، وسوف نفهم أن الحلول السياسية يجب أن تقترن
بالحلول العسكرية".
وقال إنه "منذ عام 2009، توقفت دولة إسرائيل فعليا عن الانخراط في المجال
السياسي، لقد أوقفت هذا الموضوع تماما ولقد أوهمت نفسها بأن السلام مع الإمارات
ممكن وليس له ثمن على الإطلاق، كل هذه الأوهام المستقلة لن تجدي نفعاً بعد الآن".
ودعا إلى وجود "حكومة
جادة تتعامل مع القضية الفلسطينية، وتربطها بالقضية الإيرانية، وتفهم أنه لا بد من
التوصل إلى نوع من الحد من التهديد الفلسطيني حتى نكون أكثر استعدادا وقدرة على
التعامل مع التهديد الإيراني، بجميع فروعه" وفق وصفه.
وشدد على أنه القتال
يجب أن يستمر لأهداف سياسية واضحة، فضلا عن أنه يجب إسقاط هذه الحكومة السيئة.