دخل المرشحون للانتخابات المحلية في
تونس، والبالغ عددهم 7205 مترشحين من بينهم 1028 من ذوي الإعاقة، السبت، في مرحلة الصمت الانتخابي، بعد أن انتهت في الحادي والعشرين من الشهر الحالي الحملة الانتخابية.
وستجري، الأحد الـ24 من كانون الأول/ ديسمبر، انتخابات المجالس المحلية، وهي الأولى في تاريخ البلاد باعتماد نظام الاقتراع على الأفراد.
وسيتم انتخاب 279 مجلسا محليا بـ2155 دائرة انتخابية، فيما يبلغ عدد الناخبين التونسيين المعنيين بالانتخابات المحلية 9 ملايين و79 ألفا و271 ناخبا.
وعلى غير المحطات الانتخابية بالبلاد وخاصة ما بعد الثورة، غاب الاهتمام في الشارع التونسي بهذه
الانتخابات، ولا وجود لمظاهر تنافس أو حماس حتى بين المترشحين، حتى إن دوائر سجلت ترشحا وحيدا.
وبحسب توقعات المراقبين، فإن نسبة
العزوف سوف تكون مرتفعة، والأدنى مشاركة حتى من الانتخابات التشريعية في نفس الشهر من العام الماضي والتي بلغت 11.4 بالمئة.
انتخابات لا قيمة لها
وقال مستشار رئيس حركة النهضة، رياض الشعيبي: "هي انتخابات لا حدث، والأعراض عند المواطنين تؤكد ضعف أهميتها".
واعتبر الشعيبي، في تصريح خاص لـ"عربي21" أنه "لا وجود لحدث وطني أو سياسي اليوم في البلاد اسمه انتخابات محلية، بل هي مجرد أجندة ضيقة، في مسار قيس سعيد لبسط هيمنته على
السلطة".
وتابع الشعيبي: "الهدف الوحيد من هذه الانتخابات تكريس سلطة الفرد ومركزة السلطة لديه والتحكم في كل دواليب الدولة".
وعن اهتمام الناس بالانتخابات والتصويت، رأى الشعيبي: "ننتظر وسنرى نسبة التصويت والتي أعتقد أنها ستكون أسوأ بكثير من الانتخابات التشريعية التي سبقتها"، معتبرا أنها "ستكون أفضل رد من المجتمع على الأجندة السياسية لقيس سعيد".
وختم المتحدث نفسه، بأن "الرد الحقيقي على أنها أسوأ انتخابات في تاريخ تونس ستكون إجابته في نسبة العزوف".
عزوف منتظر
والمتجول بالشارع التونسي، قبل ساعات من انطلاق التصويت الذي خصصت له هيئة الانتخابات 4685 مركز اقتراع و8190 مكتبا، لا يجد ما يوحي بأن استحقاقا انتخابيا سيحصل، والسبب في ذلك أنه لا اهتمام عند التونسيين إلا بفقدان المواد والبحث عنها والوقوف في طوابير طويلة للحصول عليها.
وقال السيد محمد (موظف) في حديث لـ"عربي 21": "لا أهتم لها، على الدولة أن توفر لنا الحليب والخبز والسكر وتحسن أجورنا قبل أن تصرف الأموال على الانتخابات".
بينما قالت السيدة عائشة لـ"عربي21": "سمعت بالانتخابات ولكن لا أنتظر منها شيئا، حالنا يزداد صعوبة كل يوم نحن نبحث صباحا مساء عن المواد لا عن الانتخابات".
من جهته، قال المكلف بالإعلام في "حركة الشعب" الداعمة لمسار الرئيس سعيد، أسامة عويدات: "هذه الانتخابات هي آخر خطوة في استكمال المسار ولكن ما نلاحظه هو العزوف الحاصل عن الناس لأنهم لم يشاهدوا تغييرا في حياتهم اليومية، والطوابير الطويلة أمام البحث عن المواد الأساسية تؤثر كثيرا ".
ولفت عويدات في تصريح خاص لـ"عربي21": "هناك ابتعاد عن الشأن العام نتيجة انشغال المواطن بالبحث عن المواد، وأيضا هناك نقص في فهم هذه الانتخابات وكيف تتم عملية الاقتراع وأين رغم وجود كفاءات مترشحة".
وأكد عويدات: "للأسف كل هذه الظروف لن تجعل العملية الانتخابية تنجح، فعوامل التأثير كثيرة خاصة التي في علاقة بحياة المواطن اليومية حتى وإن نجحت فهي بصعوبة كبيرة".
ومنذ صدور أمر دعوة الناخبين لانتخابات المجالس المحلية، تواترت الانتقادات والدعوات لمقاطعتها من كبرى ومعظم الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية؛ فيما تأتي الانتخابات بعد محطات انتخابية تمثلت في الاستفتاء على الدستور، وانتخابات تشريعية مبكرة وهي أبرز العناوين في مسار الرئيس قيس سعيد بعد إجراءات 25 تموز/ يوليو 2021.
وفي ردها على الانتقادات والمقاطعة، أكدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أنه "لا تأثير لهذه الدعوات ولا معنى لها"، مشددة على أنها "على أتم الاستعداد لهذه المحطة الانتخابية".