قالت صحيفة "الغارديان" إن "السلطة الوطنية لن تعود لإدارة
غزة بعد نهاية الحرب بين إسرائيل وحماس، بدون اتفاق شامل يضم الضفة الغربية في دولة
فلسطينية، حسب قول رئيس الوزراء الفلسطيني، في رد على تصريحات المسؤولين المدنيين والعسكريين الإسرائيليين الذين قالوا إن خطتهم لوقف حرب غزة هي شكل من السلطة الانتقالية تحكم المنطقة، وربما بمشاركة عربية وعودة السلطة الوطنية التي خرجت من القطاع في عام 2007، بعد سيطرة حماس عليه".
وتابع التقرير الذي أعده جوليان بورغر، وسفيان طه، بأن اشتية، رئيس الوزراء منذ عام 2019، يقول إن "السلطة لن تتعاون بدون عودة حقيقية إلى العملية السلمية وتنتهي بدولة فلسطينية ذات سيادة"، مضيفا: "أن تعود السلطة الوطنية إلى غزة وإدارة شؤونها بدون حل سياسي للضفة الغربية، وكأن السلطة الوطنية تذهب على متن طائرة أف-16 أو دبابة إسرائيلية؟".
وأردف: "لا أقبل هذا، ورئيسنا، محمود عباس، لا يقبله، ولا أحد منا يقبله؛ وأعتقد أن ما نحتاجه هو رؤية شاملة وسلمية"، حسب قول رئيس الوزراء، في مقابلة في مكتبه المتواجد في مدينة رام الله، مضيفا: "الضفة الغربية بحاجة إلى حل، وبعد ذلك غزة وضمن إطار حل الدولتين". وتابع اشتية: إن "أول أولوية هو وقف القصف الإسرائيلي على غزة، وكذا العنف في الضفة الغربية".
وبحسب المقال، فإن حكومة بنيامين نتنياهو، تصر على أنها لا تنوي العودة إلى قطاع غزة والذي انسحبت منه عام 2005. فيما قال اشتية، إن "حاجة إسرائيل لطرف آخر لإدارة المناطق في مكان حماس يعطي المجتمع الدولي مستوى من النفوذ للعودة إلى حل الدولتين الذي فككه نتنياهو أثناء فترة حكمه". وأضاف بأن "السؤال بالنسبة لنا، الإسرائيليون والأمريكيون والأوروبيون وكل طرف، هو: كيف يمكن أن نصنع من هذه الكارثة فرصة للسلام؟".
وفي السياق نفسه، تابع المقال أن السلطة الوطنية، دعت لقمة عربية طارئة، يأمل اشتية في أن تعقد في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر وتعيد الوحدة لخلق وعمل الدولة الفلسطينية؛ بينما أشارت الصحيفة إلى "تطبيع دول مثل البحرين والسعودية والسودان والمغرب مع إسرائيل عام 2020، وقبل عملية "طوفان الأقصى"، كانت الولايات المتحدة تحاول إقناع السعودية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وتوقع اشتية موقفا عربيا مشتركا، مشيرا إلى أن وزير الخارجية البحريني، زار الضفة الغربية ولأول مرة منذ توقيع اتفاقيات إبراهيم".
وقال: "إنهم يتحدثون معنا، ونحن وهم نريد التواصل؛ ونتحدث مع المغاربة ونتحدث مع البحرينيين وبالطبع نحن مستعدون للحديث مع الإماراتيين ولدينا علاقة ممتازة مع السعوديين وكذلك مع الأردن والمصريين". وتابع بأن "المنطقة تعترف بأنه لن يكون هناك سلام بدون حل للفلسطينيين؛ بكل صراحة، العرب متعبون منا، ويريدون رؤية حل للمسألة الفلسطينية لأننا مشكلة لهم".
وأكد المقال نفسه، أنه "من أجل تسوية دائمة، على الولايات المتحدة أن تظهر القيادة، وليس مثل بايدن الذي كان أول رئيس أمريكي يصل للرئاسة بدون مبادرة سلام للشرق الأوسط". وقال اشتية: "لم يعين حتى مبعوثا للسلام، وقدم وعودا لم يف بها و"قال إنه يعارض الاستيطان ولكن ماذا فعل؟ ظل يمول إسرائيل، وأنت مع حل الدولتين، ولكنك تدمره في كل يوم، وماذا؟ لا تفعل شيئا، وقلت إنك ستعيد فتح القنصلية الأمريكية في القدس، وفترتك ستنتهي ولم تف بهذا، وهو ما تسبب بالغضب".
وأوضح: "حل شامل يعني انتخابات في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وحكومة إسرائيلية بدون نتنياهو الذي يقول اشتية إنه "ليس شريكنا، ولا ينظر إلينا كشركاء". وهناك غضب متزايد في الضفة الغربية موجه على السلطة الوطنية التي تتهم بالفساد والمحسوبية وظهر ضعفها وعدم قدرتها على حماس والفلسطينيين منذ عملية "طوفان الأقصى" في تاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر".
وأضاف: "لكن اشتية أكد أن السلطة لن تتخلى عن النهج السلمي من أجل استعادة الشعبية" متابعا: "يمكن لعباس أن يستعيد شعبيته في دقيقة؛ ويمكنه القول: حسنا، أمرت قوات الأمن الفلسطينية بإطلاق النار على الإسرائيليين، ولكنه رجل واقعي". ومع ذلك اعترف اشتية أن الغضب في الضفة يتصاعد بين الفلسطينيين وأن الوضع وصل إلى نقطة "الغليان" وأصبح "خطيرا جدا"، مما يترك السلطة بين شعب غاضب وحكومة إسرائيلية عنيفة ومتهورة. وقال: "نحن بين الصخرة والمطرقة".