في ظل إعلان
الاحتلال المتكرر عن اقتراب هجوم بري في قطاع
غزة وما يقوله خبراء عن حالة من التخبط والانقسام يعاني منها الجانب الإسرائيلي، يبرز تحدي أنفاق المقاومة في قطاع غزة كواحد من أبرز التحدّيات لقوات الاحتلال.
وذكر تقرير موسّع لوكالة "أسوشييتد برس" حول أنفاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها تشكّل التهديد الأكبر المدفون عميقاً داخل الأرض الذي يواجه قوات الاحتلال.
وتشكّل هذه الأنفاق متاهة يصعب التعامل معها وتخفي في باطنها آلاف المقاتلين الذين يتربصون بأي محاولات من جنود الاحتلال للاقتراب من القطاع الساحلي المحاصر وتخفي كذلك ترسانة صاروخية بنتها "حماس" طيلة سنوات.
وتنقل الوكالة عن جون سبنسر، الرائد المتقاعد في الجيش الأمريكي، أن الحال مع الأنفاق كمن يمشي وينتظر لكمة في وجهه في أي لحظة.
وتعتبر معارك الأنفاق تاريخياً من أصعب المعارك التي تواجهها الجيوش النظامية إذ يمكن لمن يمتلك الأنفاق أن يختار المكان الذي ستبدأ فيه المعركة، وغالباً هو من يحدد كيف ستنتهي نظراً للفرص الوفيرة لنصب الكمائن وهو الحال الذي ينطبق على مقاومة غزة.
وينقل التقرير تصريحات رئيس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في غزة يحيى السنوار، قال فيها إن المقاومة تمتلك أنفاقاً بطول 500 كيلومتر في القطاع الذي تبلغ مساحته حوالي 360 كيلومترا مربعا فقط.
وحاول الاحتلال تدمير هذه الأنفاق بالاستعانة بالقصف الجوي لكن التقرير يشدد على أن القضاء على "حماس" بشكل كامل سيتطلب تدميرا كاملا لتلك الأنفاق حيث إن بالإمكان أن يظهر مسلحو المقاومة الفلسطينية فجأة خلف قوات الاحتلال أثناء تقدمها.
وينقل التقرير عن دافني باراك، الخبيرة في الحرب تحت الأرض، أن المزايا التكنولوجية التي يتمتع بها جيش الاحتلال ستختفي، ما يمنح مسلحي "حماس" التفوق في حرب الأنفاق.
ويشير التقرير إلى أن وجود أكثر من 200 أسير لدى المقاومة يعقد من مسألة استهداف الأنفاق التي قد تؤدي إلى قتلهم.
وفي تصريحات لوزير حرب الاحتلال يوآف غالانت فإنه توقّع أن يكون الهجوم البري صعبا، مضيفاً أن تفكيك شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لحركة حماس "سيستغرق وقتا طويلا".
ويقول أرييل بيرنشتاين، وهو جندي سابق شارك عدوان الاحتلال عام 2014 على غزة أن الأنفاق كان لها تأثير مربك، لكون مسلحي "حماس" كانوا يظهرون فجأة من العدم، مضيفا: "أنت لا تراهم.. أنت تقاتل أشباحا ".