في الوقت الذي تتحضر فيه قوات الاحتلال لتنفيذ عدوانها البري على قطاع
غزة، ما زالت المخاوف الإسرائيلية تصدر مع مرور الوقت، محذرة من كابوس ينتظر جنودها في القطاع، بسبب تحضيرات المقاومة المتواصلة لمواجهة هذا الهجوم.
رئيس مركز "ميمري" لمراقبة الإعلام العربي والفلسطيني، والمستشار السابق لرؤساء الحكومات الإسرائيلية لشؤون "الإرهاب"، الجنرال يغآل كرمون، زعم أن "خطوة العملية البرية تعتبر معقّدة في ضوء تجربته الشخصية، لأنها تستدعي اتخاذ قرارات صعبة، مقترحا التفاوض مع حماس لإطلاق سراح كل أسراها في السجون الإسرائيلية بديلا لهذه الخطوة الكارثية".
وكشف في مقابلة مع "
القناة 13" العبرية، ترجمتها "عربي21" أنه "حذر من هجوم حماس الأخير قبل أشهر، لكن أحدا لم يستمع إليه من المؤسستين العسكرية والأمنية، مع أنه لم يحصل على معلومات سرية خاصة، بل هي معطيات كانت مكشوفة أمام الجميع، والحركة لم تخفِ مخططها هذا، بل كان العنوان مكتوبا على الجدار، محمّلا حكومة نتنياهو مسؤولية عدم التعامل مع تهديد حماس طيلة السنوات العشر الماضية، حتى وصل بها الأمر لبناء مدينة تحت الأرض تنتظر فيها قتال الجنود الإسرائيليين إذا قرروا اجتياح القطاع".
من جهته، ذكر الخبير العسكري، آلون بن ديفيد، في حديثه مع "القناة 13" العبرية، أنه "عندما ترى حجم الدمار في مستوطنات غلاف غزة، فسيكون من الصعب تخيّل كيف سيعود المستوطنون إليها، إن عادوا أصلاً، كما لا يزال من الصعب معرفة الاسم الذي سيعطى للحرب الحالية التي نحن في بدايتها، رغم تسمية الجيش لها بـ"السيوف الحديدية"، ومن المشكوك فيه أن يطلق عليها "حرب غزة الأولى"، لكن الأمر الواضح بالفعل للكثير من الإسرائيليين أننا في حرب من أجل الوجود، فإذا لم ننتصر، ونقرر ذلك، فلن نتمكن من الوجود في هذا المكان".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "
معاريف" العبرية، وترجمته "عربي21" أن "الأمر بهذه البساطة، لأننا أمام كارثة استخباراتية، والأسئلة الصعبة التي أحاطت بهجوم حماس المفاجئ انهارت أمامها أشياء كثيرة؛ كثير من التشكيلات والتصورات والمعتقدات تهاوت أمام الإخفاقات والإغفالات التي جعلت العملية ممكنة، ستُؤلّف كثير من الكتب عن العمى والفشل، لكن أهم جذور كل الإخفاقات أنه يمكن لنا أن نعيش جنباً إلى جنب مع حماس مع ترتيبات اقتصادية تضمن أن يكون الاحتكاك معهم مقبولاً".
وأشار إلى أن "الحرب ستبقى مستمرة مع حماس، كي لا نتلقى طبعات متكررة من هجوم السبت في المطلّة وكفار سابا ونتانيا في الشمال، وحينها فلن تكون هناك أي مستوطنات في غلاف غزة، ولا على الحدود الشمالية، وفي النهاية ولا حتى في تل أبيب، والغريب أنه لا زال الكثير ممن لا يفهمون، وينظرون للحرب الحالية من منظور جولات القتال السابقة، رغم أننا ندرك أكثر فأكثر كل يوم أننا مقبلون على حملة المقصود منها أولاً وقبل كل شيء أن تكون حاسمة بتدمير البنية التحتية لحماس، وأصولها بأكملها، وإخراجها من غزة، لأن الدولة لدينا باتت تواجه تهديداً وجودياً لا يطاق".
أما رئيس الجهاز الأمني خلال فترة اتفاق أوسلو، الجنرال موشيه إلعاد، أشار إلى أنه "في الوقت الذي يدرس فيه الجيش والاستخبارات فشلهم الميداني والعسكري، فإن الإسرائيليين سيذكرون هذه الحرب باعتبارها الأكثر فشلا على صعيد رئيس الحكومة ووزرائه وسياستها وقناصلها، وكبار المسؤولين والمستشارين والمساعدين في أداء واجباتهم، ومن المؤكد أنهم يستحقون النجمة عن أفشل أداء، وقد يستدعي الأمر تشكيل لجنة تحقيق حكومية في نهاية القتال".
وأضاف في مقال نشرته "
القناة 13" العبرية، وترجمته "عربي21" أن "مسؤولي وزارة الشؤون الدينية يغلقون أبواب مكاتبهم، ويتركون عائلات القتلى والجرحى بلا حول ولا قوة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في الجنوب، ولو كانت الحكومة سليمة فقد كان ينبغي طردهم على الفور، فيما يتجنب الوزراء وأعضاء الكنيست القدوم لمنطقة الكارثة في غلاف غزة، والالتقاء بالمستوطنين، ويشاهدون بأم أعينهم ما حدث، خشية إدانتهم على سلوكهم الفاشل".