استعرض
مقال في مجلة "فورين بوليسي" للصحفية أنشال فوهرا قالت فيه، "إن حاييم ريغيف، سفير إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، قال لمجلة فورين بوليسي من مكتبه في بروكسل، "لا أستطيع إلا أن أقارن هجومهم بداعش".
وقال ريغيف، "إنه يجب على العالم أن يضغط على
حماس لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين دون قيد أو شرط".
من جانبه، وعد رئيس وزراء
الاحتلال بنيامين نتنياهو بإطلاق العنان للغضب، واستدعى 300 ألف جندي احتياط وألمح إلى توغل بري وشيك، محذرا سكان
غزة في مناطق حماس من الخروج، بينما احتشدت قوات الاحتلال على الحدود الفعلية مع غزة استعدادا.
وأضافت فوهرا، "أنه ليس من الواضح ما قد يعنيه ذلك في الممارسة العملية، هل إسرائيل في وضع يسمح لها بالقضاء على حماس، فهل يكفي إجبار قيادة حماس على مغادرة غزة؟ هل يجب قتلهم، أم أن حماس أصبحت حتما عنصرا ثابتا في السياسة الفلسطينية، طالما لا يوجد حل دائم للصراع".
وتابعت، "رغم أن نتنياهو قد لا يعترف بذلك، فمن المرجح أنه يدرك أن حماس لديها شريان حياة يتمثل في الرهائن الإسرائيليين لديها، وطالما بقي الإسرائيليون في أيدي حماس، فإن نتنياهو سيتعرض لضغوط للتفاوض في نهاية المطاف على إطلاق سراحهم".
وفي عام 2011، أطلق الاحتلال سراح أكثر من ألف سجين فلسطيني مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، الذي أسره مسلحون فلسطينيون دخلوا إسرائيل عبر نفق.
وفقا لتقرير نشرته لأول مرة وكالة الأنباء الصينية شينهوا، فإن قطر تتوسط في اتفاق بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح الأسيرات الإسرائيليات مقابل الأسيرات الفلسطينيات.
وأردفت، "أن إنقاذ الأسرى يمثل أولوية بالنسبة لإسرائيل، ولكن هذا ليس سوى واحد من الأسباب العديدة التي تمنع إسرائيل من القيام بتوغل بري نهائي والذي فكرت فيه منذ فترة طويلة وقررت عدم القيام به".
وتابعت، "أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية اعتقدت لفترة طويلة أن قطع رأس حماس سوف يتطلب ما هو أكثر من مجرد عملية عسكرية قصيرة الأمد لمرة واحدة، كما أن شن حملة واسعة النطاق يشكل مجموعة من التحديات للسلطات الإسرائيلية".
ومع ذلك، فإن الضغوط مرتفعة في الاحتلال، ليس فقط من أجل الانتقام من حماس، بل أيضا من أجل تحقيق انتصار استراتيجي مهم.
ونقلت عن العقيد المتقاعد عيران ليرمان، النائب السابق لمستشار الأمن القومي "الإسرائيلي" قوله، "لا يمكننا أن نعيش في ظل هذا التهديد المدمر"، وقبل عامين، في صراع سابق بين الاحتلال وحماس، دعا ليرمان إلى رد فعل أكثر حذرا، حيث ذكر حينها، "يجب تدمير قدرات حماس، ولكن ليس إلى الصفر، فهذه كانت فكرتنا، إيران وحزب الله هما التهديد الأكبر، ويجب أن نواصل التركيز عليهما".
وتضيف الكاتبة، أن الإسرائيليين الليبراليين نسبيا والمطالبين بالسلام بدأوا يعبرون عن تحول في وجهة نظرهم في أعقاب الهجوم الأخير الذي شنته حماس.
وتشير فوهرا، "إلى أن حجم الهجوم وقسوته صدم إسرائيل، وعمل على توحيد المشهد السياسي المتنوع والمتخاصم، حيث يسعى كثيرون الآن إلى إيجاد حل دائم لمشكلة حماس. بالنسبة للكثيرين، يعني هذا إخراج الجماعة بالكامل من ملاذها في غزة".
وبينت، "أن أي توغل بري يسعى إلى إضعاف حماس بشكل دائم، لا يتطلب الدخول فحسب، بل البقاء في غزة وإعادة احتلال القطاع، وبالتالي فإن إسرائيل تواجه معضلة، وبدون وجود قوات على الأرض، لا يمكنها إيقاف حماس، ولكن الوجود على الأرض لا يعني فقط إنفاق مبالغ ضخمة من المال لتحمل المسؤولية عن الفلسطينيين في مرحلة ما بعد الصراع، بل يعني حتما خسارة الكثير من الأرواح على كلا الجانبين".
واستدركت فوهرا، "أن استهداف إسرائيل سابقا للبنية التحتية التي تستخدمها حماس، مثل شبكة الأنفاق تحت الأرض لم يكن كافيا لردع حماس عن مهاجمة إسرائيل".
وأكدت، "أن الجيش الإسرائيلي يحتاج للعثور على القدرات التي لا تلوح في الأفق وتدميرها إلى الدخول لغزة، بدعم من الاستخبارات والقوة الجوية، لتمشيط كل حي، وكل منزل، في القطاع المتنازع عليه بشدة، خصوصا أن التكلفة الإنسانية وحدها لمثل هذا التعهد يمكن أن تكون كافية لردع إسرائيل".
وترى، "أن من الممكن أن يؤدي الصراع المسلح داخل غزة الذي يهدد حياة سكانها البالغ عددهم مليوني نسمة إلى صراع أوسع نطاقا مع إيران أو وكيلها حزب الله، الذي استجاب بالفعل لدعوة حماس وشن بعض الهجمات على إسرائيل هذا الأسبوع. بل وربما يؤدي ذلك إلى تأجيج المشاعر في الشارع العربي النائم، مما يجبر أصدقاء إسرائيل الجدد في العالم الإسلامي على الوقوف إلى جانب إخوانهم المسلمين وضد إسرائيل".
وشددت، "إذا أرادت إسرائيل التأكد من أن حماس لن تصنع أسلحة في المستقبل، يجب على الجيش الإسرائيلي أن يبقى في غزة، لقد أثبتت حماس مرارا أنها قادرة على تكييف وبناء الصواريخ في ورش العمل المحلية باستخدام المنتجات المستخدمة يوميا، فعلى سبيل المثال، تقوم بتجميع صواريخ القسام الخام ولكن الفعالة بأنابيب معدنية صناعية ووقود محلي الصنع من سماد نترات البوتاسيوم والمتفجرات التجارية".
"في عام 2021، بينما كنت أبحث عن قدرات حماس، أخبرني مايكل أرمسترونج، الأستاذ المشارك لأبحاث العمليات في جامعة بروك في كندا والذي كتب عن الأداء التشغيلي للأسلحة التي تصنعها حماس، أنه ما لم يرغب الإسرائيليون في البقاء في غزة واحتلالها فهو لا يستطيع رؤية كيف يمكنهم نزع سلاح حماس" بحسب الكاتبة.
وقلل ريغيف من أهمية نوايا إسرائيل تجاه حماس عندما تحدث مع مجلة فورين بوليسي، واصفا إياها ببساطة بأنها "تدمير قدراتها"، بدلا من احتلال غزة.