مع استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي لليوم السادس على التوالي، دخل
قطاع
غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني مواطن فلسطيني، مرحلة إنسانية صعبة للغاية،
مع فقدان الكثير من الخدمات الأساسية الضرورية لاستمرار الحياة.
وفي اليوم السادس للعدوان ومع تواصل القصف
الإسرائيلي الذي مسح العديد من المناطق والأحياء في القطاع المحاصر أصلا منذ 17
عاما، أعلنت شركة
الكهرباء أمس، عن توقف عمل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في
القطاع، بسبب نفاد الوقود وعدم سماح
الاحتلال بدخوله.
وبحسب متابعة "عربي21"، حتى قبل توقف
تلك المحطة، فإن هناك العديد من المناطق خاصة تلك التي دمرت بفعل صواريخ الاحتلال، لم تصلها
الكهرباء منذ 4 أيام.
وردا على سؤال "عربي21" لأحد
المهندسين في شركة الكهرباء: "متى يمكن إعادة الكهرباء إلى الأحياء التي دمرت
فيها الشبكة؟"، اكتفى بالقول: "الكهرباء حالا غير متوفرة، تم إطفاء
المحطة بشكل كامل".
وعن الخطوط البديلة التي تعمل من خلال مولدات
منتشرة في الشوارع، ظهر لـ"عربي21" بعد الفحص، أن بعضها قد دمر بفعل
الصواريخ الإسرائيلية، وبعضها توقف لعدم توفر الوقود، والقليل يعمل لساعات
قليلة في الليل.
ويتسبب انقطاع الكهرباء في مشاكل كبيرة في
القطاع، خاصة تلك التي تتعلق بالخدمات الصحية والبيئية، وهو ما يهدد استمرار تقديم
الخدمات الطبية لعشرات الآلاف من المواطنين وجرحى الحرب أيضا.
وحذرت وزارة الصحة بغزة، من التداعيات الخطيرة
لاشتداد أزمة انقطاع الكهرباء، وعدم توفر الوقود الكافي لتشغيل المولدات
الكهربائية.
وأوضحت في بيان لها وصل "عربي21"
نسخة عنه، أنها بدأت بسبب أزمة انقطاع الكهرباء، في "إجراءات تقنين الخدمات
الصحية والمساندة، وتوجيه طاقة المولدات المحدودة إلى الخدمات الطارئة والحساسة
المنقذة لحياة الجرحى والمرضى بالحد الممكن".
وطالبت الوزارة كافة الجهات ذات العلاقة،
بـ"العمل الفوري على إمداد المستشفيات بالوقود، من أجل استمرار تقديم
كافة الخدمات الصحية، أمام حاجة الجرحى والمرضى مع استمرار العدوان الإسرائيلي
الغاشم".
جدير بالذكر، أن وزارة الصحة تعاني من نقص في
المستلزمات والأدوات الطبيبة، وتضاعف ذلك من استمرار العدوان الإسرائيلي الذي
يتعمد استهداف المدنيين في بيوتهم.
مشكلة خطيرة وحساسة أيضا يرجع جزء منها لعدم
توفر الكهرباء، هو فقدان الكثير من المواطنين للماء في منازلهم، ففي حال توفرت
المياه ولو بالحد الأدنى، لا تتوفر الكهرباء لضخها للخزانات التي توجد في طوابق
عليا. وبحسب اطلاع "عربي21"، فإن العديد من المواطنين استيقظوا صباحا ولم يجدوا الماء، حيث نفدت الكميات التي بقيت في الخزانات منذ آخر مرة توفرت فيها الكهرباء.
ويشكل غياب خدمات الإنترنت، مشكلة أخرى، أيضا
في العديد من المناطق، حيث فقدت تلك الخدمة التي تقدمها العديد من الشركات وأكبرها
شركة الاتصالات الفلسطينية. فمن خلال فحص قامت به "عربي21" بالتعاون مع
العديد من المواطنين، جرى فحص توفر تلك الخدمة، وتبين أنها غير متاحة في الوقت
الحاضر، مع التذكير بأنها توجد في بعض المناطق، وهي أيضا بحاجة إلى كهرباء.
حتى إن العديد من الشركات الأخرى، توقفت عن تقديم خدمات الإنترنت في العديد من المناطق التي تعمل بها، إضافة إلى تردي جودة
الإنترنت الذي لا يكاد يعمل.
إبادة غزة مستمرة
وتواصل طائرات الاحتلال استهداف العديد من
مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين وكل ما يمتلكون، إضافة إلى استهداف
الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمساجد والصحيفين، في سلوك يتنافى مع
كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرتقي لجرائم حرب يعاقب عليها القانون
الدولي.
وفجر السبت الماضي، أعلنت كتائب عز الدين
القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" عن بدء عملية عسكرية أطلقت عليها
"طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات القوات
والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته،
ولا سيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى
استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، عن استشهاد أكثر من 1100 مواطن؛ بينهم مئات الأطفال والنساء، إضافة إلى تسجيل 5339 إصابة
بجراح مختلفة، مؤكدة أن "جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة 22 عائلة فلسطينية.