كشفت وزارة الثقافة والفنون
الجزائرية أنها تمكنت من
استعادة سيف
أثري من
فرنسا يعود للأمير عبد القادر، كان معدّا للبيع بالمزاد العلني في باريس.
وقالت الوزارة في بيان نشرته في صفحتها الرسمية على موقع التواصل
الاجتماعي "فيسبوك": "إن سفير الجزائر بباريس، سلم سعيد موسي وزيرة
الثقافة والفنون، صورية مولوجي، قطعة أثرية ذات قيمة تاريخية كبيرة تتمثل في سيف
الأمير عبد القادر، كان مبرمجا للبيع في مزاد علني بباريس (فرنسا)".
وذكر البيان أن عملية استرجاع هذه القطعة الأثرية تأتي تطبيقا
لتوجيهات الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، القاضية بضرورة تعزيز حماية التراث
الثقافي الوطني وصون الذاكرة الجماعية والسهر على استرجاع الممتلكات الثقافية المتواجدة
في الخارج.
وأشار البيان إلى أن السيف الأثري للأمير عبد القادر تم اقتناؤه يوم 8
تشرين أول/ أكتوبر الجاري من طرف مصالح السفارة الجزائرية بباريس بعد عملية تنسيق
محكمة مع مصالح وزارة الثقافة والفنون، التي تمكنت من كشف عملية البيع المبرمجة من
خلال خلية اليقظة التي تم إنشاؤها مؤخرا على مستوى الوزارة لتقصي ومتابعة واسترجاع
الممتلكات الثقافية الوطنية الموجودة في الخارج، بحسب البيان.
ويبلغ طول هذا السيف الأثري 107 سم وهو مصنوع من مادة الفضة، وبه غمد
خشبي مغطى بالفضة المزخرفة بلفائف أوراق الشجر ومزود بسوار بحلقتين معلقتين بسلسلة
وهو مؤرخ في الفترة الممتدة ما بين 1808 و1883.
ووفق ذات البيان فإنه سيتم حفظ هذا السيف والوثائق المرفقة معه ضمن
المجموعات المتحفية الوطنية لينضم إلى باقي التحف الأثرية والفنية التي تم استرجاعها
مؤخرا بفضل التنسيق المحكم بين مصالح وزارة الثقافة والفنون ومختلف الممثليات
الدبلوماسية الجزائرية في الخارج.
والأمير عبد القادر الجزائري ولد في قرية القيطنة قرب مدينة معسكر
بالغرب الجزائري يوم الثلاثاء 6 أيلول/ سبتمبر 1808، وهو قائد سياسي وعسكري مجاهد
عرف بمحاربته للاحتلال الفرنسي للجزائر وقاد مقاومة شعبية لخمسة عشر عاما أثناء
بدايات غزو فرنسا للجزائر. ويعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمزا للمقاومة الجزائرية
ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي. نفي إلى دمشق وتفرغ فيها للتصوف والفلسفة والكتابة
والشعر، وتوفي فيها يوم 26 مايو 1883.