انتقد
مدير معهد واشنطن،
روبرت ساتلوف، البيانات الرسمية العربية حول هجوم حركة حماس على
غلاف غزة، واصفا إياها بأنها ضعيفة ومراوغة، وعبر عن أسفه لعدم اعتبار هذه
البيانات هجوم حماس بأنه عمل إرهابي.
وقال
ساتلوف في سلسلة منشورات له على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إنه "من
المؤسف أن ردود الفعل العربية الرسمية على الهجوم الإرهابي الذي تتعرض له إسرائيل
اليوم في معظمها ضعيفة ومراوغة".
وأكد
أنه "من خلال قراءته، المغرب وحده كان لديه "إدانة" محددة للهجوم
على المدنيين، ولم يذكر أحد حماس بالاسم، ولم يصف أحد القتل المتعمد للأبرياء بأنه
"إرهاب".
وأشار ساتلوف
إلى أنه " من العديد من العواصم العربية، وحتى شركاء إسرائيل في السلام، هناك
جوقة من التحذيرات بشأن "تصاعد العنف"، كما لو أنهم سيتخلون عن الانتقام
من القتل الوحشي لمواطنيهم، أو كما لو كان هناك تكافؤ أخلاقي أو سياسي بين حماس
وإسرائيل".
ولفت إلى أنه "بينما يحث الكثيرون على ضبط النفس والدبلوماسية، فإنهم يتهمون
إسرائيل بخلق بيئة مواتية للهجوم، وهو ما يقترب من إلقاء اللوم على الضحية، ثم هناك
قطر، التي تتنافس مع إيران وحزب الله في تحميل الضحايا المسؤولية عن الانتهاكات التي
وقعت اليوم".
وأوضح أنه "لا أحد يتوقع من الزعماء العرب أن يهتفوا برد إسرائيلي صارم
على حماس، لكن الكثيرين - السعوديين والإماراتيين والأردنيين والمصريين - سيتم استهدافهم
من قبل نفس قوى الشر التي هاجمت اليوم، وينبغي
على الحكومة الأمريكية أن تحث على تشكيل جبهة عربية إسرائيلية موحدة ضد هذا الإرهاب
الهمجي".
وفي منشور آخر
خص فيه قطر بهجوم وانتقاد لاذع، حيث قال: " وقح... إن التكافؤ الأخلاقي بين
حماس وإسرائيل الذي عبر عنه الكثيرون في الشرق الأوسط سيئ بما فيه الكفاية".
وأضاف:
"لكن قطر - الحليف الرئيسي لأمريكا من خارج الناتو! - والأسوأ من ذلك بكثير،
إلقاء اللوم الكامل على القتل المتعطش للدماء للمدنيين الأبرياء في إسرائيل على
... دولة إسرائيل".
وكانت قطر قد
حملت الاحتلال مسؤولية تصعيد الأوضاع في الأراضي المحتلة، وذلك نتيجة انتهاكاتها
لحقوق الشعب الفلسطيني، وآخرها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك تحت
حماية الشرطة الإسرائيلية.
وقالت وزارة
الخارجية القطرية في بيان لها، "إننا نشدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي،
بشكل عاجل، لإلزام "إسرائيل" بوقف انتهاكاتها السافرة للقانون الدولي،
وحملها على احترام قرارات الشرعية الدولية، والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني،
وللحيلولة دون اتخاذ الأحداث الأخيرة ذريعة لإشعال حرب جديدة غير متكافئة ضد
المدنيين في غزة".
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية السعودية، إن المملكة تتابع عن كثب تطورات الأوضاع غير
المسبوقة بين عددٍ من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ما نتج عنها
ارتفاع مستوى العنف الدائر في عدد من الجبهات هناك.
ودعت
الخارجية السعودية في بيان نشرته على منصة "إكس" (تويتر سابقا)،
إلى "الوقف الفوري للتصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأضافت:
"نذكر بتحذيراتنا المتكررة من مخاطر انفجار الوضع نتيجة استمرار الاحتلال، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد
مقدساته".
يذكر أن ساتلوف يشغل منصب المدير التنفيذي لمعهد واشنطن منذ عام 1993. وهو خبير في السياسة العربية والإسلامية وسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وله مؤلفات ومحاضرات كثيرة حول عملية السلام العربية-الإسرائيلية، والتحدي الذي يشكله الإسلام السياسي، والحاجة إلى تغيير الدبلوماسية الأمريكية العامة في الشرق الأوسط.