عبر العقيد محمد فريد القاسم قائد فصيل
"جيش
سوريا الحرة" المدعوم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الموجود في
منطقة التنف (المنطقة 55) عند المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي، عن دعمه للاحتجاجات
المستمرة ضد النظام السوري في
السويداء، قائلاً في حوار لـ"عربي21":
"ندعم ونؤيد مطالب الاحتجاجات هناك".
وأكد العقيد القاسم أن الغاية من التحركات
الأمريكية في المنطقة هي تأمين حماية منطقة التنف، نافياً في الوقت ذاته الأنباء التي
تتحدث عن احتمال قيام الولايات المتحدة بالتحضير لعمل عسكري عند الحدود السورية-العراقية.
وإذ شدد على ضرورة أن يكون هناك دور لـ"جيش
سوريا الحرة" في حل التوتر الذي يسود دير الزور والاشتباكات التي اندلعت مؤخراً
بين قوات العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فإنه أشار إلى أن فصيله منفتح
على كل الأطراف.
وتالياً نص الحوار الكامل مع "عربي21":
قبل أيام تلقيت اتصالاً من النائب في الكونغرس
الأمريكي فرينش هيل، ما هي أهم النقاط التي جرى بحثها؟ وهل ثمة دلالات لتزامن الاتصال
معكم مع الاتصال الذي أجراه النائب ذاته مع الشيخ حكمت الهجري شيخ عقل الدروز؟
نعم، تواصلنا مع النائب الأمريكي فرينش
هيل وكانت رسالتنا هي التأكيد على عملنا المستمر في مجال مكافحة المخدرات وحماية المنطقة
والمدنيين فيها، وآلية إيصال المساعدات إلى مخيم الركبان المحاصر.
أما عن الاتصال مع الشيخ حكمت الهجري، فلا
أعلم ما هو محور اللقاء الذي دار، لكن وفق ما سمعنا عبر وسائل الإعلام فقد كان النائب الأمريكي
يستفسر عن حراك أبناء المحافظة ضد النظام السوري.
على ذكر الحراك في السويداء، كيف تنظرون
إلى ما يجري؟
نحترم الاحتجاجات السلمية في السويداء،
وندعم ونؤيد المطالب السلمية من أجل أن ينال الشعب السوري الحرية التي يستحقها.
قبل أيام كشفت منصة "إيكاد" عن
تغييرات كثيرة في قاعدة التنف، مثل زيادة التسليح وتكثيف التحركات من قبل قوات التحالف
الدولي، ما الهدف من كل ذلك؟
نعمل مع الشركاء في "التحالف الدولي"
من أجل حماية المنطقة 55، ومن الطبيعي أن يكون هناك زيادة في التسليح والتدريبات من
أجل تأمين المزيد من الحماية لمنطقة خفض التصعيد أو ما يعرف بمنطقة الـ٥٥، والآن يجري
تدريب عدد من المقاتلين الذين انضموا لصفوف
جيش سوريا الحرة.
تقارير إخبارية تحدثت عن احتمالية قيام
الولايات المتحدة بعملية عسكرية لفصل الحدود السورية عن العراقية بهدف قطع مناطق انتشار
المليشيات الإيرانية في العراق عن سوريا، ما حقيقة ذلك؟ وكيف تنظرون إلى ذلك؟ وهل أنتم
مع أو ضد العملية؟
حقيقة، إلى الآن لا يوجد أي تحرك بهذا الخصوص،
والتحركات للقوات الأمريكية الآن هي تحركات ودوريات روتينية.
مؤخراً انتشرت بعض الأنباء عن اعتزام فصائل
من الجيش الوطني في الشمال السوري إرسال عناصر إلى منطقة التنف، ما حقيقة ذلك؟
انتشرت شائعات كثيرة حول هذا الأمر ولكن
على أرض الواقع لا يوجد أي تحرك بهذا الاتجاه.
على مقربة من منطقتكم، وتحديداً في ريف
دير الزور، دارت الشهر الماضي اشتباكات بين "قسد" والعشائر العربية، والعشائر
بدورها طالبت بالعديد من المطالب، هل تقفون مع مطالب العشائر؟
نسعى لحل جذري لهذه المسألة وكوننا شركاء
للتحالف الدولي فيجب أن يكون لنا الدور في الحل، لأن الاشتباكات خلفت العديد من القتلى،
فضلاً عن زيادة معاناة السكان.
في المقابل هل من تنسيق بينكم وبين
"قسد" على اعتبار أنكم تتلقون الدعم من جهة واحدة (التحالف الدولي)، هل تعارضون
هذا النوع من العلاقة أم لا؟
نحن منفتحون على التعاون مع أي طرف يضمن
الحرية للسوريين الأحرار، ويحارب القمع والظلم الذي تمارسه قوات النظام والمليشيات
الإيرانية عليهم.
سجل العام الحالي زيادة في عدد الطلعات
الجوية الروسية في أجواء منطقة التنف، ما الرسائل؟ وماذا تريد روسيا؟
نعم، حلقت الطائرات الروسية فوق أجواء المنطقة
بشكل عدواني، وأثارت الذعر بين صفوف المدنيين، ونحن بدورنا نجري التحضيرات الدائمة
لحماية منطقتنا.
في موضوع المخدرات، لو حدثتنا عن نشاطكم
في هذا الإطار، هل تنسقون مع الجانب الأردني في سبيل الحد من تدفق شحنات المخدرات والأسلحة؟
فصيل "جيش سوريا الحرة" صادر
العديد من شحنات المخدرات التي تقدر قيمتها بملايين الدولارات، وكانت المصادرات من نوع حبوب
الكبتاغون والحشيش وغيرها، والدوريات مستمرة وعازمة على الحد من تجارة هذه المواد الضارة
التي تستهدف شبابنا.
طبعاً إلى الآن ما زالت دورياتنا تسير بشكل
مستمر على الحدود الأردنية والعراقية ضمن منطقة الـ55، ونحن لن نتهاون مع أي مهرب وسنعمل
على إنزال أشد العقوبات بحقهم.
أخيراً، منظمة سورية-أمريكية استطاعت
تقديم مساعدات وكسرت الحصار عن مخيم الركبان، هل المساعدات كافية؟ بماذا تطالبون في
هذا السياق لتحسين وضع السكان في المخيم؟
نجحت "المنظمة السورية للطوارئ"
بإدخال المساعدات إلى مخيم الركبان واستطاعت كسر الحصار الذي أثقل كاهل المدنيين في
المخيم.
طبعاً نحن نشكر جهودهم المبذولة في هذا
الأمر وإلى الآن ما زالت المساعدات تأتي ضمن دفعات صغيرة من أجل توزيعها من قبل اللجنة
المدنية على أهالي المخيم، لكن هذه المساعدات لا تكفي حاجة مخيم الركبان.