تعتزم
فرنسا مقاضاة ثلاثة مسؤولين كبار في
النظام السوري غيابيا بتهمة التواطؤ في جرائم
حرب وجرائم ضد الإنسانية في الفترة الممتدة ما بين 21 و24 أيار /مايو 2024.
وسيحاكم
المسؤولون في قضية مقتل مواطنين سوريين-فرنسيين هما مازن دباغ ونجله باتريك،
اللذين اعتقلا في العاصمة السورية دمشق عام 2013.
كما
ستكون المحاكمة التي كشفت صحيفة "ذا ناشونال" بداية مواعيد انعقادها،
أول محاكمة في فرنسا في
جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في
سوريا بعد اندلاع الثورة.
ويأتي
تحديد موعد المحاكمة الغيابية ضد كل من
علي مملوك وجميل حسن وعبد السلام محمود،
بعد سبع سنوات من تقديم عبيدة الدباغ، مزدوج الجنسية، شكوى يطالب فيها بإجراء
تحقيق في اعتقال شقيقه مازن دباغ وابنه باتريك، وما تلا ذلك من وفاتهما خلال
الاعتقال.
واللواء
علي مملوك هو المدير السابق للاستخبارات العامة السورية، قبل أن يصبح رئيسا لمكتب
الأمن الوطني في النظام السوري عام 2012، وهي أعلى هيئة استخبارات في جهازه
الأمني.
أما
اللواء جميل حسن فهو رئيس إدارة الاستخبارات الجوية السورية في الفترة التي اختفى
بها دباغ ونجله، فيما اللواء عبد السلام محمود هو مدير فرع "باب توما"
التابع للمخابرات الجوية. ويشار إلى أن المسؤولين الأمنيين الثلاثة مستهدفين
بمذكرات توقيف دولية.
من هما الضحيتان؟
كان
باتريك دباغ طالبا في كلية وكان باتريك دبّاغ المولود في 1993، طالبا في كلية
الآداب والعلوم الإنسانية في دمشق، ووالده كان مستشارا تربويا رئيسيا في المدرسة
الفرنسية، قبل أن يتم اعتقالهما من منزلها في تشرين الثاني /نوفمبر عام 2013 على
يد مجموعة من الضباط الذي عرفوا عن أنفسهم بأنهم يتبعون إلى جهاز "المخابرات
الجوية السورية".
لينقل
الأب وابنه حينها إلى سجن المزة سيئ السمعة في العاصمة السورية، وفقا لشهادة صهر
مازن دباغ الذي اعتقل معهما في نفس الوقت لكن تم الإفراج عنه بعد يومين.
ولم
يصدر أي نبأ عن مزدوجي الجنسية حتى إعلان النظام السورية عام 2018 وفاة باتريك
ومازن بعدما أصدر عددا كبيرا من شهادات الوفاة لأشخاص توفوا في المعتقلات في
السنوات السابقة.
توفي
باتريك في 21 كانون الأول /يناير 2014 بعد أقل من 3 أشهر على اعتقاله عن عمر 20
عاما، فيما توفي والده مازن في 25 تشرين الثاني /نوفمبر عام 2017 وكان عمره 61
عاما حين فارق الحياة.
وأوضح
محامي عائلة دباغ، كليمنس بيكتارت، خلال حديثه لصحيفة "ذا ناشونال"، أن
"شهادات الوفاة آنذاك لم تقدم أي تفسير حول كيفية وفاتهما ولم تخبر أسرتهما
عنهما مطلقا بعد اعتقالهما عام 2013".
دفع
اعتراف النظام بوفاة باتريك ونجله المدعين الفرنسيين عام 2018 إلى إصدار مذكرات
اعتقال دولية بحق اللواء مملوك واللواء محمود واللواء حسن، الذي كان بالفعل موضوع
مذكرة اعتقال ألمانية.
وجاء
في أمر توجيه القضاء الفرنسي الاتهام لمسؤولي نظام الأسد البارزين أن باتريك ومازن
دباغ "تعرضا، مثل آلاف المعتقلين الآخرين لدى المخابرات الجوية، للتعذيب
الشديد الذي أدى إلى وفاتهما".
ملاحقات قضائية
ويذكر
أن عناصر من النظام السوري ومسؤولين كبار استهدفوا ملاحقات قضائية في أوروبا
وخصوصا في ألمانيا، التي لعبت دورا رائدا في محاكمة مجرمي الحرب، بموجب مبدأ
الاختصاص العالمي الذي يتيح ملاحقات عن بعض الجرائم الخطرة بمعزل عن المكان الذي
ارتكبت فيه.
وفي
شهر آب /أغسطس الماضي، ألقت السلطات الألمانية القبض على لاجئ سوري، بتهمة ارتكاب
جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، لصالح النظام السوري بين عامي 2012 و2015.
وفي
سويسرا، أصدرت المحكمة الجنائية الفدرالية مذكرة توقيف دولية بحق رفعت الأسد، عم
رئيس النظام السوري بشار الأسد، بتهمة ضلوعه بجرائم حرب في مدينة عام 1982، حيث
كان قائدا لفرقة عسكرية "سيئة السمعة" تعرف بـ "سرايا
الدفاع".