تصاعد الاعتماد على التقنيات العالية في الحرب بأوكرانيا
لندن- عربي2108-Sep-2304:08 AM
شارك
جندي أوكراني يجهز طائرة مسيرة للتجسس على المواقع الروسية- جيتي
تصاعد الاعتماد على
الخبراء السيبرانيين، على الخطوط الأمامية للحرب في أوكرانيا، وبات الصراع مع
الروس بالمعارك بواسطة التقنيات العالية.
وقال إيليا فيتيوك،
رئيس قسم العمليات السيبرانية التابع لجهاز الأمن الأوكراني (SBU):
"لدينا أشخاص يشاركون بشكل مباشر في القتال".
وشرح فيتيوك كيف
تمزج فرقه بين مهارات قراصنة الإنترنت والقوات الخاصة لاختراق الأنظمة الروسية،
والعمل جنبا إلى جنب مع القناصة، إضافة لاستخدام أحدث التقنيات.
ويستخدم القسم
أنظمة التعرف البصري للذكاء الاصطناعي (AI) لتحليل المعلومات التي تم جمعها من الطائرات دون طيار، إلى جانب
المعلومات الاستخبارية من المصادر البشرية والأقمار الصناعية والمصادر التقنية
الأخرى لتحديد الأهداف للجيش.
ويقول فيتيوك:
"بتنا قادرين على معرفة نوع الأسلحة العسكرية التي هم على وشك استخدامها وفي
أي اتجاه ستستخدم".
وتقوم فرقه أيضا
باختراق كاميرات المراقبة في الأراضي المحتلة لمراقبة تحركات القوات الروسية.
ويقومون بتوجيه طائرات دون طيار لتصفية الكاميرات الروسية التي تتجسس على
التحركات الأوكرانية، ويتطلب القيام بذلك في كثير من الأحيان فرقا تعمل متخفية،
بالقرب من الهدف.
وكانت الطائرات دون طيار، التي تستخدم أحيانا للمراقبة وأحيانا أخرى كأسلحة، في طليعة الابتكارات
في هذا الصراع.
يستخدم الفريق
السيبراني الأوكراني مسيراته فيما يشبه لعبة القط والفأر لتعطيل المسيرات الروسية،
إذ ينشر أجهزة استشعار للكشف عن الطائرات دون طيار الروسية، ليس من أجل التشويش
عليها فحسب، بل أيضا لمحاولة السيطرة عليها، وإرسال الأوامر لإجبارها على الهبوط.
كل هذا يجب أن يتم
في كثير من الأحيان في أماكن قريبة. وهذا بدوره ينطوي على مخاطر بالنسبة لأعضاء
الفريق. ويوضح فيتيوك قائلا: "إننا بحاجة إلى حمايتهم هناك، ولذلك نحتاج أيضا
إلى تأمين المكان من حولهم".
وخارج العاصمة
مباشرة، يجري تدريب المشغلين العسكريين على الطائرات دون طيار.
وفي المراحل الأولى
من الحرب، استخدمت طائرات صغيرة دون طيار تصل إلى مسافة تقدر بنحو 10 كيلومترات من
الجبهة. لكن الآن يتعين على المشغلين الأوكرانيين أن يكونوا أقرب بكثير ليتمكنوا
من التفوق على إشارات التشويش الروسية.
كما نقلت أجهزة
المخابرات الروسية بدورها بعض فرقها الإلكترونية قريبا من الخطوط الأمامية، وفقا
لفيتيوك.
والهدف من ذلك هو
التواصل بشكل أسرع مع الجيش، وتوفير الوصول المباشر بسرعة إلى الأجهزة الأوكرانية
التي تم الاستيلاء عليها، ويمكن بعد ذلك استخدام الجهاز الذي تم الاستيلاء عليه
لجمع المزيد من المعلومات الاستخبارية التكتيكية، قبل أن يدرك الأوكرانيون أنه بات
في أيدي الروس.
كان الصراع
السيبراني مرتبطا بشدة بالعمليات العسكرية حتى قبل الغزو الروسي واسع النطاق في شباط/ فبراير
2022. وقبل شهر من بدء الصراع، حاولت روسيا إثارة الذعر من خلال إغلاق المواقع
العامة على الإنترنت في أوكرانيا.
وقال فيتيوك:
"لقد كانت بالتأكيد عملية حرب نفسية". وتمكنت أوكرانيا من استعادة معظم
الأنظمة، ولكن قبل ساعات من الغزو، بدأت موجة جديدة من الهجمات الإلكترونية، كان
أكثرها تأثيرا هو إسقاط مزود الأقمار الصناعية الأمريكية الذي يستخدمه الجيش
الأوكراني للاتصالات، لبضع ساعات.
وحذر فيتيوك من أنه
إذا سقطت أوكرانيا، فإن تلك الهجمات سوف يتم توجيهها إلى مكان آخر.