ما زالت الساحة السياسية والحزبية الإسرائيلية تشهد توجيه المزيد من الانتقادات الخاصة بتسريب الاجتماع السري بين وزيري خارجية الاحتلال إيلي
كوهين والليبية نجلاء
المنقوش، على اعتبار أن هذا التسريب شكل خرقاً للقواعد الدبلوماسية، وتسبب في مصير سيئ للأخيرة، وأسفر عن ضرر محيط لجهود
التطبيع.
إيهود يعاري المستشرق اليهودي أكد أن "شهوة كوهين للدعاية تسببت في إلحاق الأذى بإسرائيل، ورغم أن لقاءه بنظيرته الليبية لا قيمة له، فإن نشر خبره أدى لإبعاد احتمال إعلان رسمي للعلاقات، صحيح أن بنيامين نتنياهو عرف أن كوهين غير مناسب لمنصب وزير الخارجية، لكن هذه الحادثة أكدت أن الوقت قد حان لأمره بوقف الرحلات الجوية التي لا نهاية لها حول العالم، لأنه أينما توجه، يترك كوهين مزيدا من الدمار والخراب، وإن رغبته في الشهرة، وميله للتسريب دفعاه لتفضيل مصلحته الشخصية على مصلحة الدولة".
وأضاف في مقال نشرته "
القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21" أن "الإنجاز الذي حققه كوهين أنه تمكن من إقالة وزيرة خارجية عربية، عقب خداعه لها، واتهامها له بكسر جميع قواعد التقدير المتوقعة منه، وقد فات كوهين أن
ليبيا تسيطر المليشيات المسلحة فيها فعلياً على مواقع تصدير النفط. والحكومتان المنفصلتان في بنغازي وطرابلس ليستا في وضع يسمح لهما بالنظر في أي تقدم نحو التطبيع مع إسرائيل. صحيح أنه من الجميل جدًا أن يجلس كوهين مع المنقوش، ولكن دون أي تأثير، بل أراد فقط أن يتصدر لقاؤه عناوين الأخبار، رغم أن ذلك أسفر عن طرد الوزيرة، وهروبها".
وأشار إلى أن "نتنياهو علم مسبقاً أن كوهين غير مؤهل لمنصب وزير الخارجية، والنتيجة أنه لم يمر أقل من عام حتى أصبح أضحوكة في أروقة وزارة الخارجية، وعندما نشر مقالته السخيفة في "وول ستريت جورنال"، ودعا فيها من منطلق عدم الفهم التام إلى تبني "النموذج الكوري" في الشرق الأوسط، فقد تلقت إسرائيل عشرات الردود من كبار الدبلوماسيين الذين غضبوا من أسلوبه، وكذلك يرى نتنياهو ويسمع عن فضائح كوهين في دول حساسة ومهمة مثل أذربيجان والسودان وغيرهما، ما يتطلب منه البقاء في إسرائيل، ووقف الرحلات الجوية التي لا نهاية لها حول العالم، لأن التطبيع مع ليبيا تم تأجيله حتى إشعار آخر".
داني أيالون سفير الاحتلال السابق لدى الولايات المتحدة، ونائب وزير الخارجية، أكد بدوره أن "ردود الفعل في ليبيا بعد تسريب الاجتماع تسببت بالتأكيد في ضرر وإحراج لإسرائيل، وربما أغلق الباب أمام إقامة علاقات بين الجانبين في المستقبل المنظور".
وأضاف في مقال نشرته "
القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21" أن "تسريب كوهين عن لقائه بالمنقوش سيترتب عليه ضرر إضافي إذا تجنبت دول أخرى لا تقيم معها إسرائيل علاقات دبلوماسية المبادرة لمثل هذه اللقاءات خوفا من نشرها، سواء عن طريق تسريب أو منشور رسمي كما حدث في الحالة الليبية، لأن مثل هذه اللقاءات تتطلب أولا الثقة المتبادلة بين الطرفين، إضافة إلى التنسيق الدقيق الذي لا يترك مجالاً لسوء الفهم في ما يتعلق بالسياسة الإعلامية".
تنضم هذه المواقف الإسرائيلية الرافضة لتسريب لقاء كوهين-المنقوش إلى انتقادات سابقة، أكدت أن هذا السلوك يثير كثيرا من الشكوك بإقامة علاقات خارجية مع الاحتلال، لأنه لا يمكن الوثوق به، على اعتبار أن هذا التسريب عمل غير احترافي، وغير مسؤول، وفشل خطير، لأن العلاقات الخارجية لدولة الاحتلال مسألة حساسة وجدية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الدول العربية، وبالتأكيد التي لا تربطها بها علاقات رسمية، والنتيجة أننا أمام حكومة مهملة وفاشلة.