تشهد قناة "بنما" التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، موجة جفاف هي الأشد منذ ما يزيد عن القرن.
وبالتزامن مع موجة الجفاف، قالت وسائل إعلام، إن مئات السفن باتت عالقة في "
قناة بنما" بسبب قيود العبور المفروضة.
وتم إصدار قرار بتخفيض عدد السفن العابرة للقناة يوميا إلى 32 حتى الثاني من أيلول/ سبتمبر المقبل، ما تسبب في تكدس السفن على جانبي القناة.
يشار إلى أن القناة التي بلغ طولها نحو 80 كم، كان يعبر من خلالها يوميا بمعدل يصل إلى نحو 40 سفينة، وما يزيد عن الـ14 ألفا سنويا.
ويتم عبر القناة يوميا نقل بضائع تقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات إلى شتى دول العالم.
وبحسب تقديرات، فإن 6 بالمئة من الملاحة التجارية العالمية، ونحو 40 بالمئة من الحاويات الأمريكية، تعبر عبر "قناة بنما".
واللافت أن سبب الجفاف الذي أدى إلى نزول مستوى المياه في القناة، جاء أيضا للجفاف الحاصل في بحيرتين تغذيان "قناة بنما"، وهما "ألاخويلا"، و"غاتون"، وكلتاهما بحيرتان صناعيتان.
وكانت إدارة "قناة بنما" اتخذت في العام 2023، نحو أربعة قرارات مشابهة لتخفيض عدد السفن التي تعبر يوميا، للحفاظ على منسوب المياه.
ماذا يفعل الجفاف بالقنوات؟
الجفاف يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حركة نقل البضائع عبر القنوات المائية بأكثر من طريقة، فتقلص مستوى المياه يؤدي إلى انخفاض العمق المتاح للسفن، ما يعني أن السفن قد تواجه صعوبة في الاحتفاظ بالتوازن والتنقل بسهولة في المياه الضحلة، وتضطر حينها إلى تقليل حمولتها.
ومن أضرار انخفاض منسوب المياه على حركة النقل، أن الانخفاض يمكن أن يكشف عن العوائق أو العوائم التي غالبًا ما تكون غمرت تحت الماء، فعندما تصطدم السفن بهذه العوائق، يمكن أن يحدث التآكل والأضرار لهياكلها، مما يؤدي إلى تكاليف إصلاح باهظة وتأثيرات سلبية على رحلاتها المجدولة.
وقد يؤدي الجفاف إلى تقليل ساعات العمل المتاحة للسفن في القنوات المائية بسبب صعوبة الملاحة في المياه الضحلة. وهذا يمكن أن يتسبب في تأخير الشحنات وعرقلة سلاسة حركة البضائع.
كما من الممكن أن يؤدي تقليل حمولات السفن وزيادة تكاليف الصيانة والإصلاح، إلى زيادة تكاليف نقل البضائع عبر القنوات المائية.