حذر قادة في
جيش الاحتلال الإسرائيلي، من
خطورة الضرر في الكفاءة الذي أصاب الجيش، وهو يتعمق يوما بعد يوم، بسبب امتناع الآلاف
من قوات الاحتياط، بمن فيهم ضباط طيران، من أداء خدمتهم العسكرية؛ احتجاجا على خطة التغييرات
القضائية التي تقودها الحكومة اليمينية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو.
ونبه قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال
تومر بار، في محادثة مع جنود الاحتياط، إلى "تعمق الضرر في كفاءة الفيلق"،
كما أكد سلاح الجو أنه "يوجد في جميع تشكيلات القوة جنود احتياط لا يحضرون للخدمة
احتجاجا على خطة الانقلاب القضائي"، وفق ما أوردته صحيفة "
هآرتس" في تقرير لمراسلها
يانيف كوبوفيش.
وأوضح سلاح الجو، أن "الضرر الذي يلحق
بالتماسك داخل السلك عميق أيضا، وسيستغرق استعادته وقتا طويلا".
وقال بار في حديثه مع جنود الاحتياط:
"لقد أكدت أنا ورئيس الأركان البيان حول عدم الحضور للخدمة، هذا يضر بالجيش الإسرائيلي"،
لافتا إلى أن "استخدام القوة الجوية للتأثير على المستويات العليا أمر خاطئ".
وفي ذات السياق، حذر جيش الاحتلال من
"إلحاق الضرر بكفاءة سلاحي البحرية والبرية أيضا، رغم أن ذلك أصغر مما في سلاح
الجو"، موضحا أن "الأضرار التي لحقت بسلاح الجو ترجع بشكل أساسي إلى نظام
القيادة التشغيلية، وفي نظام الطيران التشغيلي ومدرسة الطيران، حيث توجد أزمة حقيقية".
وزعم جيش الاحتلال أنه "لن يتم فقدان
القدرات في غضون شهر، فلا يزال سلاح الجو يتمتع بالقدرات، ومن المستحيل تحديد مدى قدراته
في غضون شهر"، منبها بأن "صعوبة الحفاظ على قدرات الوحدات في الجيش ستكون
أكبر في الأشهر المقبلة".
وفي ردهم على تصريحات بار، أكد مقر الاحتجاج
ضد "الانقلاب القضائي": "هذا الانقلاب يمزق إسرائيل من الداخل، ويقوي
الأعداء من الخارج، وبينما يتفكك الجيش الإسرائيلي أمام أعينهم، يواصل أعضاء حكومة
التدمير العجرفة، ويتشوقون لمواصلة تدمير إسرائيل".
وحمل قادة الاحتجاج ضد الحكومة "نتنياهو
ووزير الأمن يواف غالانت المسؤولية عن إخفاق "يوم الغفران 2023"، وحين يتم
تشكيل لجنة تحقيق، لن يكونا قادرين على الادعاء بعدم المعرفة".
جدير بالذكر، أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي،
أجرى مؤخرا نقاشات لتقييم الوضع مع قادة الجيش فيما يتعلق بعدد جنود الاحتياط الذين
أعلنوا إنهاء خدمتهم، وفي المحادثات بحسب "هآرتس"، طلب كبار المسؤولين تقييم
ما إذا كان من المتوقع أن "يقوم الجيش، وفي أي مرحلة، بخفض جاهزيته العملياتية
في ظل الوضع".
وسبق أن تحدث هاليفي مع رئيس الوزراء نتنياهو
ووزير الأمن، وقدم لهما معطيات حول "معدل الرفض في الجيش الإسرائيلي وحالة الجيش
نتيجة لذلك، ولكن بقدر ما هو معروف، فإنه لم يعبر أمامهم عن موقف حازم فيما يتعلق بالأضرار
التي لحقت باستعداد الجيش الإسرائيلي للحرب".
ووزع رئيس الأركان في الشهر الماضي رسالة
على جنود الجيش الإسرائيلي، وسط احتجاج جنود الاحتياط على الانقلاب، جاء فيها:
"إذا لم نصبح جيشا قويا ومتماسكا، وإذا لم يخدم أفضل من في صفوفنا الجيش الإسرائيلي، فلن نكون قادرين على الوجود كدولة في المنطقة"، مضيفا: "الخدمة في الجيش هي
واجب وامتياز كبير، سواء في الجيش النظامي أو في الاحتياط".
وتابع في رسالته: "لا يحق لأي من الجنود
أن يقرروا عدم العودة للخدمة، وليس لدينا الحق في عدم المثول للخدمة أو رفض أمر أو
استدعاء"، مطالبا "جميع جنود الاحتياط، بفصل الاحتجاج المدني عن جهاز
الأمن، لأن الدعوة إلى عدم الخدمة تضر بالجيش الإسرائيلي".
وقال هاليفي: "التحديات الأمنية الحالية
تتطلب منا أن نكون مستعدين للغاية"