تعمقت في الآونة الأخيرة العلاقات بين اليمن الإسرائيلي
المتطرف ونظيره في أوروبا، ما استدعى البعض للتحذير من تلك العلاقات.
يوسي ميتسري، مراسل الشؤون الدولية في "
القناة 13"،
يرى أن "الموجة اليمينية التي تعصف بأوروبا في السنوات الأخيرة تشهد تقاربا مع
إسرائيل، بصورة لافتة، سواء مارين لوبان من حزب "الاتحاد الوطني" في فرنسا،
وفي إيطاليا شغلت سيدة منصب رئيس حكومتها لأول مرة، وفي اليونان يكتسب
اليمين المتطرف
زخمًا متزايدا، وفي إسبانيا يواصل اليمين صعوده السياسي، وكذلك ينطبق الأمر على ألمانيا
والمجر وبولندا، حيث انتصر اليمين العميق منذ زمن طويل".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "هذا التقارب
بين اليمين الإسرائيلي والأوروبي يكتسب غرابة لأن الأخير معاد للسامية، وجذورهم
لافتة في كراهية اليهود، ولعل مطاردة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان للملياردير
اليهودي المجري جورج سوروس مصحوبة بصور وإشارات لمعاداة السامية الأوروبية الكلاسيكية،
وكذلك إنكار حدث مهم في تاريخ الشعب اليهودي وهي الهولوكوست، ولعلنا نذكر صدام رئيس
الوزراء السابق يائير لابيد مع نظرائه البولنديين حول تغيير قانون الهولوكوست، ومؤخرًا
مسألة الرحلات إليها".
وأشار إلى أن "اليمين الأوروبي لا يخفي تمجيده، من بين
أمور أخرى، لمعاداة السامية وقتلة اليهود، صحيح أن الحكومة الإسرائيلية ليست ممنوعة
من التعاون معهم أصلا، لأن العالم الجيوسياسي يتطلب الحاجة لاتخاذ قرار بارد بما يعزز
المصالح السياسية، ومن الأمثلة على ذلك "تحالف فيسيغراد" بين المجر وبولندا
وسلوفاكيا والتشيك، وقد عرف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كيفية الاستفادة من هذا التحالف
لمنع التحركات السياسية ضد إسرائيل من جانب الاتحاد الأوروبي".
وأوضح أن "العلاقة الحميمة مع الدول الأربع الأعضاء
في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لا تحدث كل يوم، لكن هذا لا يعني أن المسؤولين
الإسرائيليين مطالبون بالموافقة على أي تعاون مع الأحزاب اليمينية المتطرفة فقط بسبب
توافقهما حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أو أن لديهما عدوا مشتركا، لاسيما- الفلسطينيين
والمهاجرين المسلمين، ولسان حالهم "لنتّحد".
وأكد أن "دولة
الاحتلال تقف اليوم على مفترق طرق مركزي
للغاية في اللعبة الجيوسياسية، لا سيما مع أوضاع الفوضى الداخلية، والدعم الدولي المتراجع،
خاصة من البيت الأبيض، وأن الجمع بين تحالف اليمين الأوروبي والإسرائيلي الساعي للحصول
على الشرعية الغربية، في نفس الوقت الذي تعبر فيه الإدارة الأمريكية عن إحباطها بشكل
علني من الاحتلال، سيعني في النهاية أننا أمام عزلة دولية متزايدة مع مرور الوقت".
يتركز التقارب اليميني الأوروبي الإسرائيلي على تجاهل احتلال
الأراضي الفلسطينية، وحرمان الاتحاد الأوروبي من الإجماع اللازم لتمرير قرارات قد تضر
بالاحتلال والتمييز ضد الفلسطينيين، ومن الواضح أن الترحيب الإسرائيلي بفوز اليمين
في دول أوروبا يهدف لإقامة علاقات سياسية قوية معها، تعيد دولة الاحتلال إلى القارة
الأوروبية، لا سيما أن هذه الأحزاب اليمينية الأوروبية تحاول التخلص من ماضيها الفاشي،
ومن وجهة نظرها، فإن الدعم غير المشروط لإسرائيل جزء من الإجراءات لإزالة ما توصف بـ"رائحتها
الكريهة التاريخية".